الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

وزير الزراعة:انتهينا من وضع خطة لمواجهة الاستيطان في الأغوار سيعلن عنها الأسبوع القادم

نشر بتاريخ: 07/08/2005 ( آخر تحديث: 07/08/2005 الساعة: 12:25 )
قلقيلية-معا- أكد وزير الزراعة الدكتور وليد عبد ربه في لقاء خاص أجريناه معه على هامش زيارته لمحافظة قلقيلية لتوزيع مساعدات عينية زراعية ونقدية على مجموعة من المزارعين الذين تضرروا بفعل الجدار العازل أن الزراعة حسب المفهوم العلمي الحديث للزراعة تعتبر عنوانا للصمود والتشبث بالأرض لأن الاحتلال يسعى دائما الى تدمير القطاع الزراعي بهدف زعزعة علاقة المزارع بأرضه من خلال جعل الزراعة في فلسطين غير مجدية .

وفي رده على سؤال حول التوسع الاستيطاني المسعور في محافظة قلقيلية في ظل الحديث عن الانسحاب من غزة قال الوزير عبدربه ان مشروع التوسع الاستيطاني هو مشروع قديم جديد لم يتغير ولا توجد بوادر لتغييره, مشيرا الى أن الانسحاب من غزة هو أحادي الجانب لم يتم بناء على خارطة الطريق التي تشترط أن يكون هناك اتفاقات ثنائية على أي اجراء من أي طرف لكن اسرائيل تضرب عرض الحائط كل ذلك.

وأوضح الوزير عبد ربه أن الاستيطان في الضفة الغربية متواصل على قدم وساق ودون توقف , مستذكرا أن سلطات الاحتلال قررت أمس الأول بناء 72 بناية استيطانية في القدس وهذا له تأثير كبير على المدينة , مشيرا الى أن بناء الجدار لم يتوقف أيضا , وكذلك المرحلة الثانية من الجدار العازل هي مرحلة كبيرة جدا , وستصادر أراضي ستكون مساحتها على الأقل تساوي مساحة الأراضي التي صودرت في المرحلة الأولى من بنائه .

وأشار الوزير الى أن وزير الزراعة الاسرائيلي أعلن مبادرته للاستيطان في الأغوار , مؤكدا أن هذا الاعلان خطير جدا , خاصة وأنه يأتي في ظل الحديث عن الانسحاب من غزة وفي وقت يتحدثون فيه عن استيطان جديد في الأغوار , حيث تم تخصيص موازنة في الحكومة الاسرائيلية بمبلغ 97 مليون شيكل لدعم خطة وزارة الزراعة في الأغوار .

وعن تأثير التوسع الاستيطاني والجدار على محافظة قلقيلية خاصة في مجال الزراعة فيها قال الوزير عبد ربه ان محافظة قلقيلية تعتبر من المحافظات الزراعية الأولى حيث تشكل الزراعة في المحافظة ما نسبته 40% , وأضاف أن الهدف الرئيسي من الاستيطان هو السيطرة على هذه الأراضي الزراعية لحرمان المواطن والمزارع الفلسطيني بشكل رئيسي من مصادر رزقه الأساسية وبالتالي اضطراره الى ترك الأرض وربما يعتقدون أنه سيترك الوطن الى الأبد وبالتالي هذا هو الهدف النهائي لعمليات الاستيطان والمصادرات التي تقوم بها اسرائيل .

أما عن الاجراءات الوقائية التي اتخذتها وزارة الزراعة لمواجهة هذه الهجمة الاستيطانية المسعورة على المحافظة أكد عبد ربه أن وزارته كثفت جهودها في مجال استصلاح الأراضي وهو العنوان الرئيسي لمقاومة الاستيطان , مشيرا الى أن استصلاح الأراضي من أكبر المشاريع في وزارة الزراعة في كافة المحافظات خاصة تلك التي تتعرض للاستيطان , موضحا اننا استثمرنا في وزارة الزراعة ما يقرب من 30 مليون دولار في مشاريع استصلاح الأراضي خاصة في محافظة قلقيلية والمحافظات الحدودية بهدف تمكين المزارعين من البقاء في الزراعة وجعلها قطاع مجدي ومربح حتى يستطيع الحفاظ على ارضه , يضاف الى ذلك الأنشطة الزراعية الأخرى التي تهدف الى تدعيم صمود المزارعين في أراضيهم كمشاريع البنية التحتية ومشاريع التنمية الزراعية والمشاريع المدرة للدخل لصغار المزارعين الذين تأثروا بشكل كبير من الاستيطان , مؤكدا أن الهدف الرئيسي هو استقطاب التمويل الكافي سواء من موازنة السلطة الفلسطينية حيث أن الأخيرة لأول مرة تقرر دعم المزارعين من موازنتها الخاصة اضافة الى الدعم الخارجي .

الوزير وليد عبدربه أكد أن ألسلطة الفلسطينية وضعت خطة متكاملة لمواجهة الاستيطان والجدار الذي يعتبر أحد الاجراءات الخطيرة والمدمرة التي تقوم بها اسرائيل , وأضاف أنه توجد لجنة وزارية مختصة للجدار والاستيطان حيث وضعنا خططا تمت الموافقة عليها من مجلس الوزراء ونحن بصدد تنفيذها حاليا , مشيرا الى أننا انتهينا من وضع خطة سيعلن عنها الأسبوع القادم لمواجهة الاستيطان في مناطق الأغوار وفي المناطق الغربية , موضحا اننا نعمل الآن على تدعيم الخطط السابقة فيما يتعلق بالمياه والحوض المائي الغربي , وتكثيف الجهود لاستقطاب الدعم الدولي لهذه الأنشطة .

وفي معرض رده على سؤال حول ما تقوله اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في الوطن وقلقيلية بشكل خاص , أن السلطة الفلسطينية لم تقوم بالعمل الذي يجب ان تقوم به تجاه الاستيطان والجدار قال عبد ربه : ان السلطة الفلسطينية لم تأل جهدا في دعم المواطنين على المستويات المحلية والأقليمية والدولية سواء في الأمم المتحدة أو جامعة الدول العربية أو في المنتديات والمناسبات المحلية والأقليمية , ولفت عبد ربه أن مقاومة الاستيطان جهد كبير يتطلب الجهود من الجميع بما فيها السلطة الفلسطينية والمنظمات الأهلية والمجتمع المحلي .

وأضاف وزير الزراعة بهذا الشأن أن وزارته وصلت الى تفاهمات في وقت مبكر مع منظمات المجتمع المدني تهدف بشكل رئيسي الى مساعدة المزارعين في المحافظة على أراضيهم من خلال توعيتهم ودعم أنشطتهم الزراعية والانتاجية , اضافة الى تكثيف الجهود الدولية لدعم هؤلاء المزارعين سواء في رفع القضايا أو سبل المحافظة على هذه الأراضي .

وزير الزراعة الدكتور وليد عبدربه , قال في رد على سؤال حول مطالبة لجان مقاومة الجدار والاستيطان للسلطة الفلسطينية بوقف التفاوض مع الجانب الاسرائيلي طالما يستمر الأخير في بناء الجدار والمستوطنات ان التفاوض متوقف مع الجانب الاسرائيلي بقرار اسرائيلي مؤكدا على ضرورة استمرار التفاوض مع الجانب الاسرائيلي ذلك أن عدم وجوده قد يشكل ذريعة بيد الاسرائيليين أن الفلسطينيين لا يريدون التفاوض .

واختتم وزير الزرعة اللقاء بالقول : علينا التفاوض مع الاسرائيليين والعمل على المحور الآخر في آن واحد والمتمثل في فضح الأهداف الاسرائيلية من الاستيطان والجدار سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة .