السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرئيس: الاستيطان في الأرض الفلسطينية خط أحمر لا يمكن السكوت عليه

نشر بتاريخ: 05/12/2012 ( آخر تحديث: 05/12/2012 الساعة: 20:01 )
رام الله - معا - أكد الرئيس محمود عباس، اليوم الأربعاء، أن الاستيطان في الأرض الفلسطينية، خاصة مشروع (E1) الذي أعلنت عنه اسرائيل هو خط أحمر لا يمكن السكوت عليه، لأنه يقسم الأرض الفلسطينية.

وقال الرئيس عباس، خلال استقباله عددا كبيرا من الإعلاميين والصحفيين الفلسطينيين، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله: لقد توجهنا الى كافة الأطراف الدولية من أجل منع هذا القرار الاستيطاني، وإذا حصل فسنلجأ إلى كل الأساليب المشروعة والقانونية، وهناك ما يمكن أن نقوله ونفعله لمنع هذا القرار الخطير.

وأضاف الرئيس أن كل الإجراءات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية يجب أن تزال، لأن القانون الدولي يمنع أي تصرف في أراضي الدولة المحتلة من قبل الاحتلال، والآن نحن دولة محتلة تنطبق علينا اتفاقية جنيف الرابعة بصفتنا دولة عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة بصفة مراقب.

وأكد الرئيس أنه أجرى اتصالات مع مندوب فلسطين في الأمم المتحدة من أجل التحرك وإجراء الاتصالات مع الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن الدولي، لنرى ردود الفعل على القرار الاستيطاني الإسرائيلي، ومن ثم ندرس الخطوة التي تليه.

وأشار الرئيس، وفقاً لوكالة وفا، إلى أن القيادة الفلسطينية شكّلت لجنة لبحث اليوم التالي، وبالذات القضايا القانونية، تضم خبراء قانون دولي وخبراء دبلوماسيين لبحث كافة القضايا القانونية وكيفية التعامل مع المنظمات الدولية، وذلك بعد أن أصبحنا دولة عقب الانضمام لعضوية الجمعية العامة للأمم المتحدة بصفة مراقب.

وأوضح الرئيس أن هذه اللجنة ستبدأ اجتماعاتها مساء اليوم الأربعاء، لبحث كافة المسائل القانونية وكيفية الانضمام الى الهيئات الدولية التي لا تحتاج إلى طلب خاص لنيل عضويتها، ومتى سيمكننا الانضمام إليها وما هي الشروط للانضمام إليها.

وقال الرئيس: لقد حصلنا على نسبة مشرفة في الأمم المتحدة بتصويت 138 دولة الى جانبنا، وامتناع 41 دولة وتصويت 9 دول فقط ضدنا، لذلك نقول شكرا للذين صوتوا معنا، وشكرا للذين امتنعوا، وشكرا للذين صوتوا ضدنا من أجل أن يعيدوا موقفهم منا، فنحن لا نريد أن نقاطع أحدا.

وأشار الرئيس إلى أن لجنة المتابعة العربية ستعقد اجتماعا يوم التاسع من الشهر الجاري، لبحث عملية السلام بعد حصول فلسطين على مكانتها كدولة مراقب في الأمم المتحدة.

وقال: ذهبنا الى الأمم المتحدة بقرار عربي ودعم كبير من أشقائنا، لذلك سنطلعهم على كافة التطورات، ونبحث كيفية مواجهة المستجدات في المستقبل.

وأضاف أن من يقول أن فلسطين ذهبت بمفردها الى الأمم المتحدة فهذا غير صحيح، لأن لجنة المتابعة العربية اتخذت القرار ثلاث مرات بذهاب فلسطين الى المنظمة الدولية، وبدعم عربي وبطلب عربي أيضا.

وأكد الرئيس أن قرار التوجه للأمم المتحدة لا يتناقض مطلقا مع السلام، فنحن لا نريد نزع الشرعية عن أحد أو عزل إسرائيل، بل نريد أن نعيش بأمن واستقرار معها، وإسرائيل كانت تقول إن هذه الأرض متنازع عليها، فذهبنا لنؤكد أنها أرض دولة تحت الاحتلال، ممنوع تغيير طابعها الديمغرافي من قبل الاحتلال.

وقال: مورست علينا ضغوط هائلة لثنينا عن الذهاب للأمم المتحدة، ثم تحولت هذه الضغوط الى مطالبتنا بالتأجيل أو تعديل مشروع القرار الفلسطيني.
وأضاف أنه تم التركيز على نقطتين أساسيتين هما ضرورة التأكيد على العودة إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة، على اعتبار أن الدعوة لوقف الاستيطان هي شرط مسبق، وهذا غير صحيح، وإنما هو التزام مسبق يجب تنفيذه.

وتابع الرئيس قائلا: إن وقف الاستيطان ورد في كل قرارات المم المتحدة، كما ورد في خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في القاهرة وأيضا في تركيا، الذي أكد على ضرورة وقف الاستيطان، بمعنى أنه ليس شرطا فلسطينيا.

وقال الرئيس، أما الأمر الثاني الذي طلب منا فهو إعطاء وعود بعدم الذهاب الى المنظمات الدولية المتخصصة، خاصة محكمة الجنايات الدولية، وقلنا لهم إننا سنذهب إليها عندما يتم الاعتداء علينا.

وأضاف: نحن مستعدون وبكل مصداقية للتشاور مع كافة الأشقاء والأصدقاء حول اليوم التالي لحصول فلسطين على عضوية الأمم المتحدة لأننا نريد أن نعيش بأمان مع جيراننا الإسرائيليين.

وأكد الرئيس على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه أمام الاحتلال من خلال المقاومة الشعبية السلمية غير المسلحة التي كفلها القانون الدولي.

وأشار الرئيس الى ضرورة تفعيل هذه المقاومة السلمية للوصول الى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وفيما يتعلق بملف المصالحة الوطنية، قال الرئيس: هناك ضرورة ملحة لوقف الجرح الفلسطيني النازف المتمثل باستمرار الانقسام، وذلك من خلال تحقيق الوحدة الوطنية وإعادة اللحمة الى شطري الوطن.

وأضاف الرئيس: إن المشكلة الرئيسية هي الانتخابات، ونحن نؤمن إيمانا راسخا بالديمقراطية واللجوء إلى صندوق الاقتراع بشفافية ونزاهة، والعالم شهد بنزاهة الانتخابات، سواء الانتخابات الرئاسية أو التشريعية التي أجريت، أو في الانتخابات المحلية أو حتى النقابية.

وأشار الرئيس الى إجراء اتصالات مع الجانب المصري بصفته راعيا لملف المصالحة، وطلب منا زيارة القاهرة لبحث الخطوات العملية لتحقيق المصالحة، ولكن حركة حماس مشغولة الآن بانتخاباتها الداخلية.

وقال: عندما يكونوا جاهزين سنبدأ في خطوات المصالحة، لأن هدفنا الأساسي هو الانتهاء من هذا الجرح الدامي.

وتطرق الرئيس إلى قضية استشهاد الرئيس ياسر عرفات، قائلا: منذ استشهاد أبو عمار سألنا الفرنسيين عن أسباب الوفاة، وأبلغونا أنهم لم يجدوا أيا من أنواع السموم المعروفة.

وأضاف أن هذه القضية أثيرت مؤخرا، وقالوا نريد أن يفتح القبر لاستكمال التحقيق، ونحن طلبنا فتوى شرعية من الشيخ يوسف القرضاوي الذي أفتى بجواز فتح القبر، وكذلك من مفتي القدس، وجاء فريق خبراء من سويسرا وفرنسا وروسيا، ونأمل أن تظهر النتائج خلال الأسابيع القادمة.

وأشار الرئيس إلى أنه مهما كانت نتائج التحقيق، فإن قضية استشهاد أبو عمار ستبقى مفتوحة لحين الوصول إلى الحقيقة، وأن اللجنتين الطبية والسياسية لا زالتا تعملان على معرفة الحقيقة كاملة وستنشر للشعب الفلسطيني وللعالم.

وأشاد الرئيس بدور الإعلام الفلسطيني في نقل صوت الشعب الفلسطيني إلى العالم أجمع، سواء خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أو في إبراز التوجه الفلسطيني نحو الأمم المتحدة لنيل عضوية دولة فلسطين بصفة مراقب.

وقال الرئيس مخاطبا الإعلاميين: نقدم لكم التحية لمواقفكم الشجاعة والحس الوطني الذي شعرنا به في العدوان على قطاع غزة، وما تلاه من جهود في الأمم المتحدة.

وأضاف الرئيس أن الإعلام الفلسطيني كان بارزا وقادرا على نقل الكلمة للعالم، ليقول نحن هنا وهذا هو موقفنا، لذلك نقول لكم شكرا واطمئنوا على حرية رأيكم التي نكفلها ونكفل حرية الرأي والتعبير، وشكرا لكل من يقول كلمته بحرية وحسب قناعاته.