الثلاثاء: 14/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

حديث الدوري -- شوبير فلسطيني وليس مصري ..!! بقلم / ناصرالعباسي

نشر بتاريخ: 28/02/2007 ( آخر تحديث: 28/02/2007 الساعة: 18:27 )

بيت لحم - معا - أظنه واحد من أنجح الشخصيات الرياضية والعربية بشكل عام منذ عقود مضت , إجتاح الساحة الإعلامية والإدارية بسرعة البرق , أعجبت به عندما كان يدافع عن عرين القلعة الحمراء , وكان يطلق عليه " أيوب الكرة المصرية " حيث نفذ صبر المتابعين له وهو على مقاعد البدلاء , لكن صبره لم ينفذ !! لمعرفته التامة أن من يشغل مكانه حينها عملاقين مصريين وهما : ثابت البطل رحمه الله, وإكرامي والذي كان يلقب بوحش إفريقيا, ولأنه أيضا كان يحترم قوانين هذه اللعبة .
حقيقة لا يمكن وصفه إلا برجل متعدد المواهب , محايد يسعى دائما لمعرفة الحقيقة , فهو اللاعب والإداري والإعلامي والسياسي , لاعب بزغ نجمه مع النادي الأهلي والمنتخب المصري وخصوصا بمونديال "90" وإداري فهو عضو سابق بإتحاد الكرة المصري ونائب لرئيس مجلس الإتحاد الحالي , وإعلامي متميز, فهو مدير البرامج الرياضية في قناة دريم الفضائية ومن أفضل مقدمي هذه البرامج وخاصة " الكرة مع دريم والرياضة اليوم " والذي يطل علينا من خلالها عبر الشاشة الصغيرة , وإلى جانب ذلك فهو ناقد جريئ ومعلق على المباريات يتمتع بصوت تلفزيوني جميل , وسياسي فهو نائب في البرلمان المصري الحالي يدافع عن حقوق المواطنين وبمختلف المجالات وخاصة مسقط رأسه المحافظة التي يعشقها " طنطا ".
ولأن مأثوراتنا تقول : "سبع صنايع والبخت ضايع " فإن هذا المثل ينطبق على هذا الرياضي الجميل والذي يدفع هذه الأيام فاتورة النجاح فهو المستهدف لبعض الحاقدين والغيورين كونه الشخصية التي تحتفظ ببريقها وجاذبيتها .
بعد كل هذا, أعتقد أن هذه المقدمة المستفيضة تجعلنا نعلم أن الحديث يدور عن شخصية عرفت هناك في بلاد "الكنانة " فهو أحمد شوبير الإنسان الذي ترعرع على القيم والمبادئ والأخلاق والتواضع , فليس غريبا عليه كونه تخرج من مدرسة القيم والأخلاق " القلعة الأهلاوية " ليتألق ويتعملق في هذه الأيام وسلاحه هو تبيان الحقيقة سواء كانت إيجابية أو سلبية وليتم نشرها على الملأ, ولا أبالغ عندما أقول أننا أصبحنا كفلسطينيين نعلم كل صغيرة و كبيرة عن الرياضة المصرية وخفاياها أكثر من إطلاعنا على الرياضة الفلسطينية المحلية والتي تخفي أحيانا الحقائق وراء الكواليس وتعتمد على المحسوبية وتطبخ قراراتها بالحجر المظلمة .
لا أريد أن أمتدح أكثر من ذلك , لكن إستوقفني شخصية هذا الرياضي المتميز عندما قابلته في السابق في مكتبه المتواضع بإحدى ضواحي القاهرة, وهو يرسل إلى مسامعي كلمات مبنية على عطفه وتضامنه مع الشعب الفلسطيني , لأدرك أننا بحاجة إلى شوبير فلسطيني وليس مصري !! لأن هذا الزمان تخلى الكثير منا عن الثوابت والقيم والمبادئ , وأصبح النقد في نظر البعض مجرد كلام منثور , وعذرا كوني لم أتناول هذه المرة إحدى مشاكلنا المتعددة ولأن الحديث يطول , والبعد عنها ليس من باب اليأس بقدر الحال الذي أصاب السواد الأعظم من المتابعيين , فحالنا الرياضي ليس بحاجة إلى الكتابة والنقد فقط , لكن حاجتنا الماسة لمثل هؤلاء الرجال , عل وعسى أن يبعث لنا بوجوه وشخصيات جديدة وأظن أنها موجودة لتنقذنا من هذا الحال المتأزم . وإلى اللقاء في حديث دوري آخر .