ندوة في التوجيه السياسي لضباط الامن حول مشاركة مسيحيي بالحركة الوطنية
نشر بتاريخ: 16/12/2012 ( آخر تحديث: 16/12/2012 الساعة: 16:31 )
رام الله - معا - اكد الاب عيسى مصلح الناطق الرسمي باسم كنيسة الروم الارثوذكس والدكتور حنا عيسى امين عام الهيئة الاسلامية المسيحية ان المسيحيين الفلسطينيين هم جزء اصيل من الشعب الفلسطيني، ساهموا بفاعلية في مختلف مراحل النضال الوطني، يعيشون مع المسلمين جنبا الى جنب، يتقاسمون معهم الآلام والآمال، ويعانون من ممارسات الاحتلال التي تستهدف الفلسطينيين ووجودهم في الارض المقدسة، وان الضغوطات الاقتصادية ساهمت في تهجيرهم عن ارضهم مما قلل من نسبتهم في المجتمع الفلسطيني ليصل عددهم الى 45 الف مسيحي حاليا بعدما كانوا يشكلون 13% من المواطنين مطلع العام الماضي.
جاءت اقوال الاب مصلح والدكتور عيسى خلال ندوة نظمتها مفوضية الاستخبارات العسكرية في هيئة التوجيه السياسي والوطني بعنوان "مساهمة مسيحيي الارض المقدسة بالحركة الوطنية الفلسطينية: رؤية مسيحية" بمشاركة اربعين ضباطا من مختلف اذرع المؤسسة الأمنية، استعرض خلالها الاب مصلح تاريخ الحضور المسيحي في فلسطين ووضع المسيحيين بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية وواقع المسيحيين في قطاع غزة بعد الانقلاب ، فيما تناول الدكتور عيسى مساهمة المسيحيين في الحركة الوطنية الفلسطينية ورؤيتهم للحركة الاسلامية والتوقعات المسيحية لدور المؤسسة الامنية في توفير الحماية لها واشعارهم بالطمأنينة للحفاظ على النسيج الاجتماعي الفلسطيني.
وافتتح الندوة صدقي الحسن مدير عام مكتب المفوض السياسي العام بالتأكيد ان المجتمع الفلسطيني موحد بكل طوائفه وان مسلميه ومسيحييه يعيشون حياة مشتركة ويستندون الى ثقافة واحدة ممتدة من تراثهم ودينهم، وأنهم متوحدون في النضال من اجل تحرير الارض وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مستذكرا رموزا نضالية مسيحية في التاريخ الفلسطيني وقادة ناضلوا لتحقيق الاهداف الوطنية.
وفي مداخلته اكد الاب عيسى مصلح ان الاهداف الوطنية تتحقق بوحدة الشعب الفسطيني مسلميه ومسيحييه وأطيافه السياسية ، واثنى على الروح الوحدوية التي تسود الفصائل الوطنية والإسلامية خلال الفترة الحالية بعدما تم السماح لحركة حماس بالاحتفال بذكرى انطلاقتها في مدن الضفة الغربية، وموافقة حماس على السماح لحركة فتح باقامة مهرجان في ذكرى انطلاقتها القادمة على ارض الكتيبة.
وقال اننا كمسيحيين فلسطينيين لنا تاريخ في النضال الفلسطيني وهذا واجبنا في الدفاع عن ارضنا ومقدساتنا الاسلامية والمسيحية، فكان من بيننا الدكتور جورج حبش ونايف حواتمة وعيسى العوام وغيرهم الكثير الذي خاضوا غمار الثورة واستشهدوا في سبيل قضيتنا المشتركة، مضيفا ان التواجد المسيحي في فلسطين منذ العام 34 الميلادي وما زال امتداده قائما الى يومنا هذا.
وقال ان كنيسة القيامة ستبقى قائمة الى جوار المسجد الاقصى وسنبقى ندافع عن كافة مقدساتنا الاسلامية والمسيحية، وان محاولات زرع الفرقة والتمييز بين ابناء الشعب الواحد لن يكتب لها النجاح، بفضل الوحدة الوطنية، وصمود شعبنا على ارضه ومواجهته لمخططات الاحتلال.
وأعرب الاب مصلح عن تقديره للمؤسسة الامنية التي تسهر على حماية الوطن والمواطن، وقال ان العديد من ابناء الطائفة المسيحية انضموا الى اذرعها المختلفة، وعملوا بالمؤسسات المدنية للسلطة الوطنية وحازوا على فرص متساوية للالتحاق بالوظيفة العمومية دون تمييز، وقال اننا مسلمين ومسيحيين في خندق واحد.
وهن هجرة المسيحيين الفلسطينيين الى الخارج قال ان السبب يعود لوجود الاحتلال الذي اوجد ظروفا صعبة دفعت العديد من امسيحيين للهجرة الى الخارج بحثا عن سبل عيش أفضل وهذا ما ساهم في تناقص عددهم بشكل مضطرد، مضيفا انه لم يبق في قطاع غزة على وجه التحديد سوى ثلاثة آلاف مواطن مسيحي يتعرضون لضغوطات من جماعات اسلامية متطرفة، يتوجب الوقوف عندها حتى لا يضطر الباقون الى مغادرة الوطن.
من جانبه استعرض الدكتور حنا عيسى نضال المسيحيين الفلسطينيين الى جانب المسلمين، واستذكر رفض اهالي مدينة بيت ساحور لمحمل بطاقات الهوية الاسرائيلية خلال الانتفاضة الاولى والقيادات الوطنية المسيحية الذين حملوا عبء النضال والدفاع عن الوطن جنبا الى جنب مع اخوانهم المسلمين ورووا ارض الوطن بدمائهم الزكية في مختلف مراحل المقاومة.
واستعرض نسبة المسيحيين في فلسطين منذ عام 630 ميلادي عندا كانوا يشكلون ما نسبته 90% من مجموع السكان حتى يومنا هذا حيث اصبحوا يشكلون 1% من مجموع الفلسطينيين المقيمين في فلسطين بفعل التهجير القسري الناتج عن الاحتلال والأوضاع الاقتصادية وتشجيع بعض الكنائس التبشيرية المتصهينة.
وقال ان الثورة الفلسطينية المعاصرة ضمت الكثير من ابناء الشعب الواحد دون تمييز بين مسلم ومسيحي، وبرز دول المسيحيين غي عهد الشيخ امين الحسيني الذي عين عددا من المسيحيين مستشارين له، وأكد على اهمية الحفاظ على التواجد المسيحي في فلسطين باعتبارهم اقرب الى العالم الغربي وأكثر قدرة على التأثير في موقف الغرب السياسي ليكون داعما للحقوق الوطنية الفلسطينية ومواجهة الدعاية المغرضة في الغرب التي تسعى الى تشويه النضال الوطني وربطه بالتطرف الاسلامي او الارهاب الديني.
وأضاف انا الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه يستندون الى ثقافة مشتركة ويعيشون في ذات الظروف ويواجهون نفس الأخطار وأشاد بقرار القيادة الفلسطينية ودعمها للوجود المسيحي باعتماد عشرة مدن وقرى فلسطينية يكون رئيس بلديتها مسيحي رغم اختلال ان عدد المسلمين فيها يفوق عدد المسيحيين الذي لا يتجاوز 45 الف مواطن في مختلف ارجاء الوطن.
وقال ان عدد المسيحيين المهاجرين سنويا يصل الى 600 فرد وهذا يتحاج الى وقفة جدية ومسئولة من كافة الجهات المسؤولة، مشيرا الى ان قلة فرص العمل واحدة من اهم اسباب الهجرة لدى الشباب.
وفي ختام الندوة التي تولى ادارتها المقدم تيسير عزام المفوض السياسي للاستخبارات العسكرية اجاب الاب مصلح والدكتور عيسى على اسئلة ومداخلات الضباط المشاركين.