الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

رئيس نادي الأسير عيسى قراقع: إسرائيل نجحت في عزل قضية الأسرى عن السياق السياسي

نشر بتاريخ: 10/08/2005 ( آخر تحديث: 10/08/2005 الساعة: 12:24 )
بيت لحم - معا - أصدر نادي الأسير الفلسطيني بياناً يتحدث عن الاهمال الاسرائيلي لقضية الأسرى الفلسطينيين ونجاح اسرائيل في عزل القضية عن السياق السياسي, وتحدث في التقرير رئيس نادي الأسير عيسى قراقع بالاضافة الى قضية العزل والاهمال عن أوضاع السجون الاسرائيلية التي تزداد سوء منذ عام 1967.
وجاء في البيان نقلاً عن رئيس نادي الأسير النص التالي:
10900 أسير فلسطيني يقبعون في أكثر من 25 سجناً ومعسكراً ومركز توقيف يعيشون في أوضاع لا إنسانية بلا حماية وتحت رحمة القوانين العسكرية والأمنية الإسرائيلية.
سياسة الاعتقال والمداهمات متواصلة يرافقها التنكيل والاعتداءات وأساليب تعذيب تجاوزت الخطوط الحمراء في بشاعتها ولا أخلاقيتها حسب نادي الاسير .
(ومئات الحالات تعرضت للتحرش الجنسي والتهديد بالاغتصاب...وكأن الأسرى في عالم آخر...وهناك منهج إسرائيلي لفصل ملف الأسرى عن الملف السياسي، فلماذا لا يرتبط الانسحاب من قطاع غزة بالإفراج عن أسرى القطاع، ولماذا لا تنعكس اللقاءات والتفاهمات الفلسطينية على ظروف الأسرى وتحسين شروط حياتهم...هناك إصرار إسرائيلي على استمرار إذلال الإنسان الأسير وعزله عن قضيته السياسية التي اعتقل من أجلها.
وسياسة الاستهتار وضرب عرض الحائط بكل الأعراف الإنسانية والدينية أصبحت قانوناً ثابتاً في التعامل مع الأسرى، بل أصبح الأسرى عرضة للاستغلال والاضطهاد اليومي من خلال سلسلة قوانين عسكرية وأمنية تطبق على كل تفاصيل حياتهم لا يحتملها بني البشر.
وضرب قراقع أمثلة على ذلك مثل فرض غرامات مالية على الأسرى داخل السجون بمئات الالاف من الشواقل التي تعتبر سرقة في وضح النهار ومنع مئات العائلات من زيارة أبنائها منذ سنوات دون أسباب حقيقية.
وقال: الأسرى يتعرضون للموت البطيء خاصة المرضى حيث يوجد أكثر من 950 حالة مرضية صعبة وهناك 25 حالة مصابة بالسرطان وأمراض خطيرة تتعرض للإهمال الصحي...ووصلتنا مئات الشكاوي والنداءات من المرضى والمعاقين.
وحذر قراقع من استشهاد الأسير مراد أبو ساكوت المصاب بالسرطان وقال هناك تباطؤ من قبل السلطة في التحرك السريع لإنقاذ حياته والإفراج عنه بعد أن تمت الموافقة على الإفراج عنه بشرط توفر المكان والمستشفى لعلاجه...وجميع المسؤولين يعرفون ذلك سواء وزارة الصحة أو الخارجية الفلسطينية أو مجلس الوزراء...
وتطرق قراقع إلى سياسة التفتيش العاري للأسرى والأسيرات واقتحام غرف الأسرى ليل نهار وحرمانهم من حياة كريمة مستقرة وفق حقوق الإنسان والى سياسة العزل الانفرادي والتي هي من أكثر السياسات فتكاً وخطورة على حياة الأسرى...
وتساءل: ألا يستحق هذا الملف الكبير المليء بالمعاناة وقفة جدية على كل المستويات...لم يعد مجدياً إبقاءه في إطار ثنائي فلسطيني إسرائيلي في ظل اشتراطات ومقاييس إسرائيلية عنصرية بل يجب طرح هذا الملف بقوة وزخم على طاولة المجتمع الدولي...حياة أبنائنا في خطر وتعتبر قضية الأسرى الفلسطينيين من أكبر القضايا الإنسانية في العصر الحديث وهي قضية كل الأحرار في العالم...
وقال قراقع...لا يجوز استمرار آلية التعامل مع الأسرى كما يحصل حالياً...الأسرى لا يحتاجون لمجرد إرسال كنتينة ونقود لهم ومعاشات لأن في ذلك توفير كبير على الموازنة الإسرائيلية المجبرة على تحمل المسؤوليات عن حياة ومعيشة الأسرى...أنهم يحتاجون إلى قرار سياسي ودولي لوقف سياسات القمع بحقهم والتعامل معهم كأسرى مناضلين وليسوا مجرمين وإرهابيين.
لقد نجحت إسرائيل في التأثير على الوعي التفاوضي الفلسطيني إلى حد كبير بإسقاط مكانة الأسرى كمقاتلين ومناضلين شرعيين من أجندة التفاوض ولغة الحوار...وهذه كارثة.
لا اعرف إلى متى سنبقى نحمل قضية الأسرى كشعار في مسيرة ومهرجان ونتغنى ببطولاتهم في الوقت الذي لا نصرّ على إطلاق سراحهم ان كان هناك نية إسرائيلية للسلام ودفع المسيرة السياسية للأمام...
أشعر بقلق على وضع المعتقلين، وأشعر بالحزن عما يصيبهم من نسيان وتجاهل... أن صراخهم يدخل أعماق كل بيت وكل قلب وضمير فلسطينيي...لا قيمة لغزة وللانسحابات من المدن دون احترام كرامة وحرية الإنسان...كيف تدخل الفرحة إلى أسرة الاسير وأطفاله ما دام يقبع في السجن.
أتمنى أن نتخلى عن ازدواجية اللغة والكلام وأن ننقل هذا الملف إلى الجدية والمسؤولية وان لا يظل التعامل مع الأسرى كحالات شؤون اجتماعية...إن قضيتهم سياسية صارخة ومهمة وثقيلة وأساس في أي تسوية ومفاوضات...
وقال قراقع: إذا كانت موازين القوى لا تسمح لنا كفلسطينيين بإطلاق سراح الأسرى فعلى الأقل لحين توفر شروط سياسية مناسبة، من حقهم أن يعيشوا بإنسانية وكرامة داخل السجن...بدون أكل متعفن ومياه ملوثة...بدون تعرية وكلاب واعتداءات وزج بالزنازين واهمال صحي وعقوبات جماعية وحرمان من الزيارات...هذه مبادئ بديهية أقرتها اتفاقيات جنيف وكل العهود الدولية في التعامل مع الاسير...لماذا نحن صامتين على ذلك حتى الآن؟؟؟