الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأمم المتحدة: تصاعد خطير بمستوى الصدمات والاضطرابات النفسية في غزة

نشر بتاريخ: 22/01/2013 ( آخر تحديث: 22/01/2013 الساعة: 12:08 )
القدس - معا - إرتفعت معدلات حوادث الصدمات النفسية والاضطرابات اللاحقة للصراع في قطاع غزة بأكثر من 100% في أعقاب الحرب الأخيرة نشبت في القطاع، وذلك وفقا للأرقام الجديدة التي أعلنت عنها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا).

وقالت الأونروا، وهي أكبر منظمة إنسانية تعمل على أرض الواقع في غزة، بأن عدد الأشخاص في غزة والذين تقوم هي بمعالجتهم من الصدمات النفسية أو من الاضطرابات اللاحقة للصراع قد تضاعفت من تشرين الثاني إلى كانون الأول. ومن بين أولئك الذين تتم معالجتهم، فإن 42% منهم دون سن التاسعة. إن هذه الإحصائيات الأخيرة والتي تم جمعها من واقع سجلات منشآت الأونروا الصحية في القطاع الساحلي تدعم نتائج أحدث مسح عن الأطفال في غزة والذي قام بإجرائه صندوق الأمم المتحدة للطفل (اليونيسف) والذي خلص إلى أن هنالك ارتفاعا حادا في معدلات الاضطرابات النفسية المتعلقة بالنزاعات.

"تمثل هذه الأرقام ارتفاعا كبيرا في مشاكل الصحة العقلية"، يقول أكيهيرو سيتا مدير برنامج الأونروا الصحي، مضيفا "من واقع خبرتي الشخصية، فإنه يمكنني القول بأن هذا يعد دليلا على تفشي وباء الصدمات النفسية والاضطرابات اللاحقة للنزاعات".

وأضاف سيتا "تذكروا أن هذه الإحصائيات لا تعكس أدلتنا القوية والتي تقترح أن هناك عددا هائلا من الحالات التي لم يتم التبليغ عنها"

"في زيارتي الأولى لغزة بعد الحرب، ذهلت لعدد الأمهات والأطفال الذين عانوا من الحجم الهائل والكبير لعمليات القصف واتساع مساحته. وأخبرتني كافة الأمهات اللواتي التقيت بهن في مراكز الأونروا الصحية بأن أطفالهن يتصرفون بطريقة مختلفة خلا وبعد الحرب. إن البعض منهم لا ينام جيدا، وبعضهم لا يأكل جيدا، وبعضهم لا يستطيع التكلم بشكل جيد أيضا".

أمر محطم للقلوب

وفي أعقاب الحرب التي دارت في الشهر الماضي، قامت اليونيسف بإطلاق نتائج بحثها حول التقييم النفسي السريع للأطفال في غزة: ووجد المسح أن هناك زيادة في معدلات اضطرابات النوم لدى الأطفال بمعدل 91%، فيما تبين أن 84% من المستجيبين للمسح يبدون "مصدومين أو في حالة ذهول"، كما وجد أن 85% منهم يعانون من تغيرات في الشهية.

وفي تقريرها الأخير المقدم إلى الجمعية الصحية العالمية والذي تم نشره في أيار من العام الماضي، قدمت الأونروا أدلة على حدوث زيادة في معدل "الاضطرابات المتعلقة بالتوتر ومشاكل الصحة العقلية" في أوساط لاجئي فلسطين الذين تقوم على خدمتهم. واستجابة لهذه الاحتياجات الصحية المتزايدة، اعتمدت الأونروا نموذجا جديدا للرعاية الصحية يدعى صحة العائلة تحصل بموجبه العائلات اللاجئة الفلسطينية على الرعاية الصحية باعتبارها وحدة واحدة.

ويقول كريس غانيس الناطق الرسمي للأونروا بأن الوكالة تقوم بزيادة معدل الإرشاد النفسي الذي توفره في المدارس ومن خلال الزيارات المنزلية استجابة لهذا الارتفاع الحاد في حالات الصدمات النفسية والاضطرابات اللاحقة للصراع، وذلك في الوقت الذي تناشد فيه من أجل الحصول على أموال أكثر لتلبية الطلب المتزايد على عمل الأونروا في مجال الصحة العقلية.

"إن برنامجنا المجتمعي للصحة العقلية في غزة يكلف حوالي 3 ملايين دولار سنويا"، يقول غانيس مضيفا "ومن أجل تلبية الطلب المتزايد على الرعاية الصحية، فإننا بحاجة ماسة إلى المزيد من المال من المانحين التقليديين".