السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرئيس لـ"الايام": لن نستطيع التحمل أكثر إذا استمر الحصار وستكون العواقب وخيمة.. ولقاء كل اسبوعين مع اولمرت

نشر بتاريخ: 28/03/2007 ( آخر تحديث: 28/03/2007 الساعة: 09:42 )
رام الله- معا- اعلن الرئيس محمود عباس في حديث لـصحيفة "الأيام الفلسطينية" انه طبقا لما تم الاتفاق عليه مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس فانه سيعقد لقاء كل اسبوعين مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، مشددا على ان هذه اللقاءات ستبحث كل القضايا.

وحذر الرئيس الذي وصل، امس، الى الرياض للمشاركة في القمة العربية التي تنعقد اليوم على مستوى القادة، من انه اذا ما عوملت حكومة الوحدة الوطنية بالرفض والمقاطعة والحصار فان العواقب ستكون وخيمة وقال : انا اقول من الان اذا ووجهت هذه الحكومة بالحصار والرفض والمقاطعة فاعتقد ان العواقب ستكون وخيمة على الشعب الفلسطيني وعلى المنطقة بأسرها لأن الشعب الفلسطيني لا يمكن ان يتحمل اكثر مما تحمل، تحملنا سنة من القطيعة لا يمكن ان نتحمل اكثر وبالتالي على العالم ان يتحمل مسؤوليته تجاه ما يتصرف او ما يتخذه من خطوات".

واضاف : العالم الان يقبل على هذه الحكومة ويتفهمها ويتفهم ان من الضروري ان يتعامل معها بايجابية.

وشدد الرئيس على رفض تعديل مبادرة السلام العربية وقال :"موقفنا منذ ان اطلقت مبادرة السلام العربية هو ان لا تغيير عليها، ولا نرى ان هناك ضرورة لأي تغيير وقد استمر هذا الموقف منذ عام 2002 الى يومنا هذا، حتى اننا في الاسابيع الاخيرة سمعنا ان هناك بعض الجهات الاقليمية او الدولية التي ترغب باجراء تعديلات على هذه المبادرة الا اننا في كل وقت كنا نقول ان لا حاجة للتغيير والمفروض ان يقبلها العالم".

وكان الرئيس وصل، امس، الى الرياض على رأس وفد ضم رئيس الوزراء اسماعيل هنية وكلا من ياسر عبد ربه، امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ود.سلام فياض، وزير المالية ود.صائب عريقات، رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير ومحمد دحلان، مستشار الرئيس لشؤون الامن القومي حيث كان في استقبالهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وعدد من المسؤولين السعوديين.

وفي هذا الصدد فقد اشار الرئيس الى بوادر استجابة عربية للطلبات السياسية الفلسطينية معربا عن الامل باستجابة سريعة للمطالب المالية، وقال :بالنسبة للوضع السياسي فاننا نراه من خلال القرارات، اللجان والمتابعة والاهتمام والمبادرة العربية والاندفاع نحو العالم من اجل توضيح المبادرة العربية للعالم والعمل على تطبيقها، وثانيا هناك التزامات عربية نأمل ان تلبى في اقصى سرعة ممكنة حتى نتمكن من تلبية احتياجات الشعب الفلسطين.

واضاف : باختصار، هناك طلبات سياسية شاهدنا بوادر الاستجابات العربية لها، وايضا هناك متطلبات مالية نرجو ان نرى بوادر الاستجابة لها في اقصى سرعة ممكنة".

مبادرة السلام العربية:
ووصف الرئيس عباس مبادرة السلام العربية بأنها "المبادرة الاثمن والاهم والاغلى التي طرحت لحل المشكلة الفلسطينية ومشكلة الاحتلال الاسرائيلي منذ العام 1948 الى يومنا هذا".

وقال: لقد اطلقت السعودية هذه المبادرة ثم تبنتها القمة العربية، وتبنتها بعد ذلك القمة الاسلامية واصبحت جميع الدول الاسلامية الآن ملتزمة بها ..هذه المبادرة بكل بساطة تقول لاسرائيل : اخرجوا من الاراضي المحتلة وستعيشون في بحر من السلام يبدأ من نواكشوط وينتهي في اندونيسيا او ماليزيا، فهي تقدم الحلول وتقدم شيئا ملموسا مهما للاطراف المعنية حتى تندفع للبحث عن حل ..لذلك فان المبادرة العربية ثمينة واذا قضي عليها فلا اعتقد انه ستحين في المستقبل القريب فرصة اثمن منها".

واضاف : انها مبادرة متوازنة تماما بمعنى انها تلبي رغبات او مصالح الجميع وكل ما ينقصها هو ان تطبق وسيرى الجميع انهم يصلون الى حقوقهم سواء بالنسبة للفلسطينيين فيما يتعلق بانشاء الدولة وحل مشكلة اللاجئين والانسحاب من الاراضي العربية المحتلة او تطبيع العلاقات فيما بعد بين الدول العربية وكذلك الدول الاسلامية مع اسرائيل .

واكد على ان من يقول ان القرار 194 لا يتحدث عن حق العودة لا يكون قرأ القرار جيدا وقال: نحن ملتزمون بهذا القرار الذي اطلق عام 1949 وملتزمون بالنص الذي ورد في المبادرة الذي يقول حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين حسب القرار 194 .

وبشأن الفرق التي قرر وزراء الخارجية العرب تشكيلها لتتفرع عن لجنة متابعة مبادرة السلام العربية لتفعيل المبادرة، قال "المفروض ان يكون هناك تحرك لتفعيل المبادرة اما ان تترك المبادرة لمجرد الاطلاق ثم نقول انها لم تنفذ فهذا لا يفيد ..يجب ان يكون هناك تحرك عربي لفرق مختلفة وهذا ما قيل واظن ان ذلك سيعتمد في القمة، بمعنى انه ستشكل لجنة برئاسة الدولة التي ترأس القمة وهي المملكة العربية السعودية التي اطلقت المبادرة اساسا، لتذهب (الفرق) الى جميع دول العالم لتشرح هذه المبادرة لأن المبادرة، مع الاسف الشديد، ظلمت..المبادرة العربية ظلمت عندما لم تفهم وظلمت عندما لم تشرح وعندما شوهت من بعض الاطراف والجهات الامر الذي تركها بهذا الشكل".

وتابع: نحن الان نريد ان نعيد لها اعتبارها من خلال الفعاليات التي تقرها القمة العربية وكل الفعاليات التي اقرت من قبل وزراء الخارجية، نحن نلتزم بها وموافقون عليها بالاجماع .

واضاف" نتكلم باسم العرب مع الجميع من يستطيع ان يتكلم يتكلم ..نحن نتكلم والاردن يتكلم ومصر يتكلم وغيرها من الممكن ان يتكلم ..هؤلاء يمثلون كل العرب في الحديث مع اسرائيل اما في الحديث مع غيرها فالكل يتكلم ويلتقي .. وسيكون هناك تكامل لعمل العرب في هذا الاتجا".0

لقاءات كل اسبوعين مع اولمرت:
وردا على سؤال بشأن ما اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس عن لقاءات يعقدها كل اسبوعين مع رئيس الوزراء الاسرائيلي قال: من حيث المبدأ لا بد ان تكون هناك اتصالات مع الاسرائيليين، وسيكون هناك كل اسبوعين اجتماع بيني وبين رئيس الوزراء الاسرائيلي وهذه الاجتماعات ستشمل بحث جميع القضايا الموجودة بيننا والمعلقة بيننا سواء القضايا الراهنة او القضايا التي نسميها تفاهمات شرم الشيخ او قضايا المستقبل ..هذا سبق وان طرحناه اكثر من مرة وسبق ان طرحته السيدة رايس عندما قالت انه لا بد من استكشاف افاق المستقبل لتطبيق رؤية الدولتين .ماذا يعني هذا؟ نريد ان نصل الى هذا ..كيف؟من خلال معالجة القضايا المختلفة التي لا خلاف على تحديدها ..القضايا النهائية لا خلاف على تحديدها والدليل على ذلك انها وردت في اوسلو وما بعد اوسلو في اكثر من مناسبة وبالتالي اذا اردنا حلا ينهي الصراع ويضع حدا لكل الخلافات وان يوقع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي معاهدة سلام لا بد ان تنتهي كل القضايا العالقة .

وعما اذا كان الطرف الفلسطيني بذلك تخلى عن المطالبة بقناة تفاوض خلفية قال الرئيس: عندما كنا نطرح القناة الخلفية كنا نقصد انه يجب ان نجلس الى طاولة المفاوضات، كيف؟ في قناة خلفية، قناة امامية، قناة مغلقة، قناة سرية او مفتوحة..ايا كانت تسميتها بالنسبة لنا ليس مهما الاداة وانما المهم هو الهدف ..كيف تجلس على الطاولة؟ وكيف نتحدث وما هي المواضيع التي نتحدث فيها وكيف يمكن ان نصل الى النتيجة التي يريدها كل الاطراف ويقبلون بها.
وفي هذا الصدد نفى الرئيس وجود مفاوضات سرية مع اسرائيل وقال: انا من المغرمين بالمفاوضات السرية ولكن حتى الان للاسف لا توجد مفاوضات سرية وان شاء الله يحدث ذلك .

وفيما اذا كان ينتظر ان تقدم رايس مبادرة معينة خلال شهرين قال: لا نريد ان نتنبأ ونقول قد يطرحون او لايطرحون ..نحن لا نعرف بالضبط ولكن نحن علينا ان نطرح ..اذا لم يطرحوا فعلينا ان نطرح، ان نضع نحن على الطاولة كل القضايا التي تحتاج في النهاية الى ان تحل بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي.

حكومة الوحدة قالت كل المطلوب تقريبا:
واكد الرئيس عباس انه "يجب ان يفهم العالم انه عندما نسعى الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل جميع الاطراف الفلسطينية، فهذا لم يحصل في حكوماتنا المتعاقبة، ربما حصل في منظمة التحرير الفلسطينية في الماضي وحتى الان حيث جميع الفصائل والمستقلون ممثلون في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، ولكن في الحكومة فان هذا التمثيل الكامل يحدث لاول مرة".

وقال: برنامج الحكومة السياسي يقترب كثيرا مما يريده العالم، ولو تعمق العالم بالبرنامج الذي خرج عن هذه الحكومة سيرى ان الحكومة قالت تقريبا كل الاشياء المطلوبة، وعندما طرحت هذه الحكومة استقبلها العرب جميعا بالترحاب والدول الاوروبية كانت مختلفة بمعنى انها غير رافضة وانما هناك من قبل بها بسرعة وهناك من قبل بها ببطء وهناك من هو في طريقه لقبولها .

واضاف : العالم الان يقبل على هذه الحكومة ويتفهمها، ويتفهم ان من الضروري ان يتعامل معها بايجابية حتى تستطيع ان ننطلق ..انا اقول من الان اذا قوبلت هذه الحكومة بالحصار والرفض والمقاطعة فاعتقد ان العواقب ستكون وخيمة على الشعب الفلسطيني وعلى المنطقة باسرها، لأن الشعب الفلسطيني لا يمكن ان يتحمل اكثر مما تحمل، تحملنا سنة من القطيعة لا يمكن ان نتحمل اكثر وبالتالي على العالم ان يتحمل مسؤوليته تجاه ما يتصرف او ما يتخذه من خطوات .

وردا على سؤال ان كان تم الطلب من الاميركيين وقف التلويح بالعقوبات ضد البنوك حال تعاملها مع الحكومة قال الرئيس : نحن قدمنا الحكومة كما وقلنا للاميركيين هذا هو خيار الشعب الفلسطيني وبالتالي لا بد ان يتعاملوا معه، ولا بد ان تزال كل العقبات التي تقف في طريقه لأننا جميعا نعرف عواقب هذه الصعوبات والعراقيل التي توضع امامها.

الى ذلك فقد اكد الرئيس انه يجري البحث مع العراق والامانة العامة للجامعة العربية لحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في العراق وقال "هذا الموضوع بحثه وزير الخارجية زياد ابو عمرو مع وزير خارجية العراق والامين العام للجامعة العربية، نريد ان نعالج هذا الامر بهدوء بيننا وبين اشقائنا" واضاف "هناك مشكلة لا تخلقها الحكومة العراقية، وانما نريد منها ان تجد لها علاجا ونحن معها نريد ان نجد هذا العلاج ، ولذلك سنناقش هذا الموضوع بكل هدوء ونأمل ان نصل الى طريق يعفي الشعب الفلسطيني في العراق مما يصيبه من انتهاكات هي جزء من الوضع العام الموجود في العراق".