الإثنين: 20/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

في يوم القمة العربية.. رئيس اركان الاحتلال يغمز: مضطرون للعمل العسكري ضد غزة.. والمقاومة تعد بمفاجآت وخطط جديدة للمواجهة

نشر بتاريخ: 29/03/2007 ( آخر تحديث: 29/03/2007 الساعة: 12:10 )
بيت لحم- غزة- تقرير معا - في يوم القمة العربية الثامنة عشرة في بيروت وحين طرح العرب مبادرة السلام, اصدر شارون اوامره لرئيس اركان جيشه انذاك شاؤول موفاز عن طريق وزير الجيش من حزب العمل اليهودي العراقي فؤاد اليعازر, لاعادة احتلال الضفة الغربية ومحاصرة الرئيس ياسر عرفات.

وفي يوم القمة العربية التاسعة عشرة في الرياض, وحين ايّد القادة العرب بالاجماع على مبادرة السلام واعادة طرحها من جديدي اعلن نائب رئيس وزراء اسرائيل شمعون بيريس ( كان زار قطر قبل شهرين وقالت الصحف العبرية انه حظى باحترام اكثر مما يخطى به في اسرائيل نفسها) اعلن تجديد رفضه للمبادرة العربية.

وفي نفس الوقت غمز رئيس اركان الاحتلال الجديد جابي اشكنازي" سنضطر على ما يبدو للعمل العسكري ضد حماس في غزة".

وبرّر اشكنازي قول المذكور بمواصلة بعض المجموعات الفلسطينية اطلاق صواريخهم المحلية الصنع ضد مستوطنات اسرائيلية في النقب الغربي.

وبالفعل, كان الجيش الاسرائيلي اطلق نيران مدفعيته باتجاه شاحنة فلسطينية اشتبه فيها بنقل صواريخ شمال قطاع غزة.

ولكن ومن وراء قصة الصواريخ يعترف جنرالات اسرائيليون ان ما يقلقهم هو تعاظم قوة حماس العسكرية وسيطرتها التامة على الشارع الفلسطيني( حماس شاركت عن طريق رئيس الوزراء اسماعيل هنية في دعم وتأييد مبادرة السلام العربية والتزمت بالتهدئة) وان قوة حماس المتعاظمة ستلزم اسرائيل الرد العسكري.

جابي اشكنازي قال في هذا الصدد ( ان حماس تملك كميات كبيرة من السلاح وذات مستوى عالي وجودة فاعلة).

اسرائيل استكملت تجهيزات الحرب ضد غزة:

وفي هذا الاطار نقلت صحيفة (معاريف) العبرية اقوال اشكنازي تحت عنوان" اسرائيل جاهزة للحرب" وقوله امام الكنيست ان جيشه الان جاهز للحرب الجديدة وان نتائج حرب لبنان لن تتكرر ابدا واذا كانت الحروب بنتائجها فان اسرائيل ستحسم النتيجة لصالحها.

وردا على هذه الاقوال قال عضو الكنيست يوفال شتاينتس: اذا كان قرار الحرب ضد غزة يصدر فعلا فلا داعي لكي يكون دخولنا البري الى غزة محدودا بل يجب ان يكون شاملا وليصيب قلب البنية التحتية للارهاب.

ردود فعل فلسطينية:

من جانبها وعدت فصائل المقاومة الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي بمفاجأة بغزة، بوسائل قتالية لم يعهدها من قبل.

ورأت كتائب عز الدين القسام في التهديد الإسرائيلي بأنه لغة مكررة تعكس العجز الإسرائيلي أمام تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية وامام المأزق الذي تعيشه دولة الاحتلال في هذه الآونة وكذلك أمام تصاعد قوة المقاومة الفلسطينية وعدم قبولها بالمنطق الذي يفرضه الاحتلال القاضي بفصل بتقسيم الوطن الواحد الضفة وغزة والتعامل معهما كل على انفراد.

وقال ابو عبيدة الناطق باسم القسام لـ "معا" ان فصائل المقاومة تتوقع اجتياحا اسرائيليا في أي لحظة امام عدد من الدلائل على الارض منها التحليق المروحي لطائرات الاحتلال المستمر، وتحركات الدبابات والآليات الإسرائيلية شبه اليومي على الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، مؤكدا استعداد المقاومة الفلسطينية لمواجهة ذلك وتلقين العدو درسا واعادته خائبا كما في كل اجتياح سابق- حسب قوله.

وقال ابو عبيدة "ليس لدينا ما نخسره ولن نسلم الراية وهذا الاجتياح لن يكون نزهة والمقاومة تعد عدتها وأعدتها للمواجهة ولن نستقبله بالورود وسنستقبله بالرصاص والقنابل والتفجيرات وستكون غزة مقبرة للاحتلال إذا ما أقدم على هذه الحماقة".

وتوعد ابو عبيدة الاحتلال باستنزاف قوته وبتكتيكات جديدة لم يعهدها وباستعداد كبير للمواجهة, مشيرا إلى ان فصائل المقاومة تدرك ان الاحتلال ينوي توجيه ضربة استباقية لها وانه برر لذلك من خلال عدة ذرائع ساقها لحلفائه من ضمنها تقديم تقارير استخباراتية حول امتلاك فصائل المقاومة لأسلحة نوعية وغير تقليدية وحديثة واحاديث عن انفاق وتهريب اسلحة وغيره.

من جانبه أكد "أبو شريف" الناطق الإعلامي باسم ألوية الناصر صلاح الدين في تصريح خاص لوكالة "معا" أن قيادة ألوية الناصر صلاح الدين قد أعلنت حالة النفير العام لكافة مجاهديها بعد تهديدات رئيس أركان الاحتلال باجتياح كامل لقطاع غزة لتصفية المقاومة, وأنهم على أهبة الاستعداد للتصدي لأي اجتياح مرتقب.

وأضاف أبو شريف "أن العدو في هذه المرة سيفاجأ من قبل المقاومة بوسائل قتالية لم يعهدها من قبل, وحول قول اشكنازي على أنه سيدخل حرباً في غزة لا خسارة فيها", وأكد الناطق باسم الألوية أن العدو سيمنى بهزيمة كبيرة حال فكر في مثل هذه الحماقات.

وختم أبو شريف حديثه موجهاً رسالة إلى الاحتلال قائلاً "لن نكثر القول, لكن دخول غزة في هذه المرة لن يكون سهلاً والحرب ستكون وبالاً عليكم وعلى جنودكم وستخرجون مكللين برؤوس قتلاكم بإذن الله".

من جانبها دعت حركة فتح على لسان ناطقها بغزة ماهر مقداد الفلسطينيين بكافة توجهاتهم إلى إعداد العدة نفسيا وماديا لمواجهة التهديد الإسرائيلي.

وقال مقداد لـ "معا":" نحن لا نتعامل مع هذه التهديدات باستهانة وندرك ان جزءاً منها قائم بالفعل وذلك عبر التصعيد الإسرائيلي بالضفة الغربية ونتعامل مع هذه التهديدات بجدية مطلقة".

ورأى مقداد ان هذه التهديدات الصريحة تأتي تصديراً للازمة الإسرائيلية وهدفها خلط الاوراق على الساحة الفلسطينية خاصة بعد ان استعادة السلطة الفلسطينية المبادرة السياسية, وهو ما قال انه يفرض على الاحتلال بالتدريج الوفاء بالتزاماته التي يتهرب منها ويسعى للتحلل منها عبر تصعيد عسكري واراقة الدماء الفلسطينية.

واصاف قائلا:" اكدنا باستمرار على ان المخارج الإسرائيلية لا يجب ان تكون على حساب الدم الفلسطيني وهم لا يتورعون عن ارتكاب هذه الحماقات وهذه المؤامرة لا يجب ان تنطلي على شعبنا الفلسطيني خاصة في هذه اللحظات الدقيقة التي يسعى فيها لنيل حريته والخروج من اتون المعركة الداخلية التي ابعدته كثيرا عن قضاياه الهامة والمصيرية".