الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

مستشار الرئيس يسارع للنفي- المستشارة الالمانية لم تلتزم اللياقة خلال زيارتها لرام الله

نشر بتاريخ: 02/04/2007 ( آخر تحديث: 02/04/2007 الساعة: 13:20 )
بيت لحم- معا- قال نمر حماد المستشار السياسي لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ان ما نشر اليوم الاثنين باسم مصادر فلسطينية رفيعة المستوى بشأن زيارة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الى فلسطين، ولقائها بسيادة الاخ الرئيس ابو مازن، لا يعبر عن اي موقف رسمي، فهو مصدر مجهول الهوية، ونود باسم الرئاسة ان ان نؤكد على تقديرنا للدعم المتواصل الذي تقدمه جمهورية المانيا الاتحادية لشعبنا الفلسطيني وشكرنا على الجهود التي تبذلها السيدة المستشارة وحكومة المانيا من اجل تفعيل دور اللجنة الرباعية الدولية، وترحيبها ودعمها للمبادرة السلام العربية التي جرى التأكيد عليها مجدداً في القمة العربية في الرياض .

واضاف حماد : اننا نرفض رفضاً قاطعاً ما جاء على لسان ما سمي مصادر فلسطينية رفيعة المستوى من الفاظ مسيئة للسيدة ميركل.

وكانت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى أعربت عن خيبة املها من الزيارة التي قامت بها يوم امس الاحد المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الى رام الله ولقاء رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس.

وقالت هذه المصادر لوكالة معا المستقلة ان السيدة ميركل كسرت حدود اللياقة والكياسة التي يجب ان تتمتع بها مسؤولة رفيعة وزعيمة لبلد بحجم وتأثير المانيا، حيث قامت السيدة ميركل بكل ما من شأنه استفزاز مشاعر الشعب الفلسطيني، والاستخفاف بعذاباته، مقابل ما اظهرته من ممالئة مبالغ بها حيال الجانب الاسرائيلي الذي يحتل الارض وينكل بشعب فلسطين.

ودللت المصادر على سلوك المستشارة الالمانية باهتمامها غير المسبوق بالجندي الاسير الاسرائيلي جلعاد شاليط، فيما لم تنبس بنت شفة عن مصير نحو 12 الف اسير فلسطيني بضمنهم اسرى اطفال ونساء وشيوخ ومرضى.

وفي حين قامت بزيارة اهالي الاسرى الجنود الاسرائيليين الثلاث رفضت في المؤتمر الصحافي الذي عقدته في رام الله مع الرئيس محمود عباس الاجابة عن سؤال عن موقفها من قضية الاسرى الفلسطنيين ولم تلتق باهالي اي منهم كما فعلت مع اهالي الجنود الاسرائيليين.

وتابعت المصادر، إن التحيز والتمييز السلبي طبع زيارة المستشارة الالمانية من اولها الى آخرها، فقد رفضت السيدة ميركل لقاء رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس في بيت لحم لمشاهدة جدار الفصل العنصري الذي تقيمه اسرائيل وتحيل من خلاله الاراضي الفلسطينية الى معازل يندى لها جبين الانسانية، ويذكر السيدة ميركل بجدار برلين، عندما كانت تقيم في الشطر الشرقي من المدينة وتعمل سكرتيرة لرئيس وزراء المانيا الشرقية.

واضافت هذه المصادر، أن ميركل رفضت كذلك لقاء رؤساء الكنائس في مدينة بيت لحم حيث كان يصادف الاحتفال بعيد الشعانين، وهو احد الاعياد الهامة بالنسبة للطوائف المسيحية، وكان لقاءها في مثل هذا اليوم مع رؤساء الكنائس في مدينة المهد سيحمل معاني هامة خاصة وان معظم ابناء الطوائف المسيحية يتوجهون الى بيت لحم بسبب بسبب الاجراءات الاسرائيلية التي تمنع دخولهم الى مدينة القدس التي باتت محاصرة بجدار الفصل العنصري الذي يفصلها عن بيت لحم وسائر الاراضي الفلسطينية المحتلة.

ولم تكتف السيدة ميركل بهذا القدر من الاستخفاف بالشعب الفلسطيني، فقد الغت اجتماعاً كان مقرراً مع ممثلي مؤسسات المجتمع المدني، وهو ما درج عليه معظم المسؤولين الاوروبين الذين يزورون الاراضي الفلسطينية، ودون ذكر الاسباب.

اما بخصوص اجتماعها بالرئيس الفلسطيني، فقد ابدت المصادر الفلسطينية استيائها من تركيز المستشارة ميركل اثناء اللقاء على قضية الاسير الاسرائيلي جلعاد شاليط، فيما لم تبد اهتماماً كافياً في القضايا الجوهرية الخاصة في عملية السلام، او بالاجراءات الاسرائيلية التي تحيل حياة الشعب الفلسطيني الى جحيم، كما ان السيدة ميركل قصرت اجتماعها على الرئيس عباس ورفضت لقاء اي من وزراء الحكومة وهو ما يتناقض بشكل صارخ مع قرار الاتحاد الاوروبي الذي اجاز لقاء وزراء في حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، بل ان بعض عواصم دول الاتحاد الاوروبي فتحت ابوابها ووجهت دعوات رسمية لوزراء في الحكومة.

واعربت هذه المصادر عن بالغ استيائها من قبول المستشارة الالمانية تسلم شهادة الدكتوراة الفخرية من الجامعة العبرية في القدس، ولم تقم بزيارة مماثلة للقدس الشرقية ولقاء فعاليات المدينة، والوقوف على سياسة اسرلة المدينة، وتدمير معالمها العربية بما يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية ومواقف الاتحاد الاوروبي.

والحصيلة المتحصلة من مجمل زيارة السيدة ميركل كما تراها المصادر الفلسطينية المسؤولة انها ترفع السؤال حول اهلية سياسة منحازة كتلك التي اعتمدتها يمكن ان تلعب دوراً في احياء عملية السلام او ان تكون طرفاً نزيهاً ووسيطاً متوازناً.

واخيراً ، تساءلت هذه المصادر عما اذا كان على الشعب الفلسطيني ان يسدد مرة اخرى من حقوقه الوطنية ومن عذاباته وعذابات لاجئيه واسراه فاتورة الجرائم التي ارتكبت ضد اليهود .