مشاركون في لقاء ديني يؤكدون على دور الدين في مكافحة الفساد
نشر بتاريخ: 30/05/2013 ( آخر تحديث: 30/05/2013 الساعة: 15:00 )
رام الله - معا - عقدت هيئة مكافحة الفساد والهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات اليوم الخميس لقاء دينيا حول مكافحة الفساد في قاعة المناضل بهجت ابو غربية بمقر المؤتمر الوطني الشعبي للقدس في رام الله.
وفي البداية رحب أمين عام المؤتمر الوطني الشعبي للقدس عثمان أبو غربية بأصحاب السماحة والغبطة والنيافة الحضور، مؤكداً على الاحترام والتقدير لجميع الأديان والطوائف والمذاهب في فلسطين، مشيراً إلى وجود أشكال وطرق وأساليب متعددة للفساد ومكافحته، منها ما يتبع قبل وقوع الفساد ومنها بعده.
وأكد أبو غربية على أهمية الأديان في مكافحة الفساد والحد من آثاره حيث الوازع الديني والاخلاقي هي مهمة من المهمات الأساسية لمكافحة الفساد، حيث تلعب الأديان دور كبير وهام في تنمية الوازع الديني. معتبراً العمل المؤسساتي خير محارب ومكافح للفساد، فغياب المحاسبة والمساءلة والمراقبة يشجع الفساد، فالفساد لايعني السرقة فقط وانما الإدارة السيئة وعدم القيام بالواجب والتخاذل والتحابي من ضروب الفساد وأشكاله، مشيراً الى أن المفسدين يدافعون عن انفسهم بشراسة وبكافة الاساليب لذلك عملية مكافحة الفساد صعبة ولا تقوم إلا بالجهد الجماعي والمسؤولية الوطنية.
من جانبه أشار الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الدكتور حنا عيسى إلى الانتهاكات المستمرة في القدس المحتلة، والتي كان آخرها قرار سلطات الاحتلال بناء 1000 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية، إضافة للتعدي على المواطنين المقدسيين بالاعتقال وتدمير منازلهم والتي كان آخرها يوم أمس حيث تم هدم منزليين في بيت حنينا، مشيراً في الوقت ذاته الى الاقتحامات المستمرة والمتواصلة لباحات المسجد الأقصى المبارك وتدنيسه بالصلوات والرقصات التلمودية.
وأكد د.عيسى على الدور الكبير لرجال الدين من شيوخ ومطارنة وائمة وقساوسة وكهنه، للارتقاء بهذه الأمة ومحاربة ما يطرأ عليها من عادات سلبية تدمر المجتمع وتفتك بنيانه، ولما للدين من أهمية كبيرة في تهذيب النفس وجمح كباح الباطل، مشدداً على أهمية هذه اللقاءات المستمرة من أجل وضع أساسات الطريق لمحاربة الفساد والحد من اثاره، من خلال العظات والتوجيهات والخطب في الكنائس والمساجد، والتي لها الدور الاكبر في توجيه أبناء الشعب الفلسطيني، وإبعادهم عن كل ما هو سئ من خلال إنارة طريقهم بالحكمة والموعظة الحسنة، وتبيان سبل الرشد، والتحذير من سبل الغي والضلال.
ودعا الأسر والمدارس والتي تعتبر اللبنات الأولى في التربية والتنشأة إلى تربية الأبناء والأطفال على قيم النزاهة والعدل والمساواة، وأثر الفساد على خراب وتأخر المجتمع، والعمل على تحصينهم من اّفة الفساد، ودعا كافة شرائح المجتمع من الطالب للمدرس أو المزارع او العامل وصولاً لكافة المسؤولين من مدراء ووزراء إلى توخي معايير النزاهة والوطنية المتمثلة بالنزاهة والشفافية والمساءلة والحاكمية الرشيدة، فمكافحة الفساد مهمة إنسانية أخلاقية دينية شرعية على الجميع المشاركة فيها.
ومن جهته وقف رئيس هيئة مكافحة الفساد الأخ رفيق النتشة على نضال الشعب الفلسطيني في مواجهة كافة الموجات الاستعمارية والصهيونية، مؤكداً على الموقف الحازم الذي تتخذه هيئة مكافحة الفساد من قضية الفساد والمفسدين، محملاً رجال الدين مسلمين ومسيحيين وسامريين مسؤولية تثبيت القيم الاخلاقية في نفوس ابناء الشعب من خلال الوعظ الديني والارشاد في المساجد والكنائس والكنس، وتوضيح موقف الديانات السماوية الرافض للفساد.
وأكد على دور هيئة مكافحة الفساد في ملاحقة المفسدين مشيراً الى انه لا يوجد أحد فوق القانون سواء كبير او صغير، مشيرا الى ان مهمة الهيئة جمع البينات والمعلومات وتقديمها للمحكمة والقضاء.
وأشار النتشة الى ان هذا اللقاء هو الرابع من نوعه تنفيذاً للاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، حيث كان من المفترض عقد هذا اللقاء في مدينة القدس الشريف، ولكن بسبب المحتل الاسرائيلي الغاشم فوق أراضينا وسياساته التهويدية عقدناه اليوم على مقربة من المدينة المقدسة في المؤتمر الوطني الشعبي للقدس، مؤكدين على عقد لقاءات مستقبلية في القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية رغم انف الاحتلال... فالقدس قدسنا.
وفي نقاش موسع ومداخلات مطولة قدم ممثلو المحاكم الشرعية ومجلس القضاء الشرعي، ودار الافتاء، وممثلو الطوائف المسيحية، وممثل الطائفة السامرية، وعدد من ممثلي المجتمع المدني مقترحات عدة وطرق شتى لبث الوعي حول مخاطر الفساد، ودور الدين في مكافحته والحد من اثاره.
وفي كلمته أكد رئيس المحكمة العليا الشرعية، القائم بأعمال قاضي قضاة فلسطين سماحة الشيخ يوسف ادعيس على تصدي الاسلام ومحاربته للفساد ووفوقه بالمرصاد للمفسدين، حيث حرر الناس من عبادة العباد الى عبادة الله، وجاء ليقضي على الاخلاق الذميمة والعصبيات الجاهلية، وينشر بدلاً منها الاخلاق الحميدة، قاضياً على كل مظاهر الفساد الاقتصادية والاجتماعية ومؤصلاً لكل ما هوه حسن وكل ما من شأنه أن ينهض بالأمة ويجعلها رائدة العالم.
وفي مداخلة لبطريركية الروم الرثوذكس ألقاها الناطق الرسمي باسم البطريركية الايكينوموس عيسى مصلح أكد فيها على أن الله خلق الخليقة على قواعد وأسس وقوانين ثابته تعمل كلها من أجل الخير والسلام ورفاهية ابناء البشر، وفق تعاليم أوحاها لرسله في كل حقبة وزمان من اجل صلاح العالم، ولا يجوز ان نحيد عنها أو نتهاون في تطبيقها حتى يتحقق مجتمع منزه عن الفساد يقوم على العدل دون الظلم والامانة دون الخيانة والطهارة دون الفساد، على نحو يلزم الفرد والجماعة بالالتزام وعدم الفساد. مشيراً الى ان الدولة المثلى هي التي تساوي بين أبنائها في الحقوق وتقوم على القانون الذي لا يحابي ولا يفلت من قبضته أحد، ومنزهه عن الغش والرشوة وسائر انواع الفساد الهدام.
ومن جهته قال الوكيل المساعد للشؤون الدعوة في وزارة الاوقاف سماحة الشيخ خميس عابدة "ان رسالة وزارة الاوقاف والشؤون الدينية تتقاطع بشكل واضح وجلي مع رسالة ومهام هيئة مكافحة الفساد فيما يتعلق بالوعظ والارشاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكافحة الفساد". مطالباً بمسؤولية جماعية لمكافحة الفساد ودرء الفاسدين تحقيقاً لحلمنا باقامة مشروعنا الوطني واقامة دولة فلسطين كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف.
ومن جانبه نقل سكرتير الطائفة السامرية اسحاق السامري تحيات نيافة الكاهن الاكبر للطائفة، مشيرا الى أن مكافحة الفساد هي من اولويات سيادة الرئيس محمود عباس، بتشكيله هيئة مكافحة الفساد من اجل النهوض بمجتمعنا الفلسطيني، مؤكدا على ان الكتب السماوية جميعها حثت على محاربة الفساد بكافة اشكاله.
ومن جهته الارشمندريت عبد الله يوليو الذي كلمة المطران يوسف زريعي النائب البطريركي العام لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك قال: "نحن مجتمعون اليوم في قاعة تحمل اسم احد كبار مؤسسي الحركة الوطنية الفلسطينية المناضل بهجت ابو غربية، قي مقر المؤتمر الوطني الشعبي للقدس وهو ما يزيدني الشعور بالمسؤولية تجاه القدس وفلسطين ومصير شعبنا، ونقف قريبا من عاصمتنا الابدية القدس الشريف".
وأشار يوليو الى انتشار عدد من السمات السلبية في مجتمعاتنا من خيانة للوطن والارض والشعب وكل المستويات اذ اصبحت الاستفادة الشخصية وجمع الاموال وحب المظاهر والمناصب التي لا بد من مقاومتها والوقوف لها بالمرصاد.