الخميس: 09/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الإغاثة الطبية الفلسطينية: عدد المستفيدين من خدماتنا خلال العام 2006 أكثر من مليون ونصف المليون مواطن

نشر بتاريخ: 25/04/2007 ( آخر تحديث: 25/04/2007 الساعة: 14:04 )
رام الله-معا- أكدت الإغاثة الطبية الفلسطينية عدد المواطنين الذين استفادوا من خدماتها خلال العام المنصرم 2006 بلغ أكثر من مليون ونصف المليون مواطن في محافظات الوطن.

وأوضحت الإغاثة الطبية في بيان وصل "معا" نسخة عنه أن عياداتها عملت بوتيرة مضاعفة طوال فترة إضراب المؤسسات الصحية الحكومية وعدم قدرة المواطنين على الحصول على العلاج بسبب الازمة المالية الخانقة .

وأضافت الاغاثة أن الأشهر القليلة الماضية شهدت ارتفاعا في عدد المتلقين لخدماتها بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية للمواطنين والحصار وعدم تلقي الموظفين لرواتبهم.

واوضح التقرير السنوي للإغاثة الطبية الفلسطينية إلى أن عدد الأطفال الذين جرى علاجهم خلال العام الماضي بلغ أكثر من 42 ألفا .

وأشارت الإغاثة الطبية إلى أن برامجها المختلفة لاسيما برنامج صحة المراة والعيادات المتنقلة والتأهيل والأمراض المزمنة والطوارىء والعيون والأمراض الجلدية والصحة النفسية والعيادات العامة كانت اعتمدت خطة طوارىء من اجل تقديم أفضل الخدمات الطبية للمواطنين خاصة في مناطق المواجهات مع الاحتلال وقرى جدار الفصل والمناطق الفقيرة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني.

من جانبه قال الدكتور مصطفى البرغوثي مؤسس الإغاثة الطبية الفلسطينية إن الإغاثة ساهمت في التخفيف من الأعباء المالية عن كاهل المواطنين من خلال الأيام الطبية التي تنظمها في مناطق الريف وقرى الجدار في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية جراء الحصار الذي مس كافة مناحي الحياة وألقى بظلال مأساوية على قطاع الصحة .

وأشار البرغوثي إلى أن الإغاثة لم تال جهدا في تقديم العلاج والدواء للمواطنين في أحلك الظروف وأصعبها إلى جانب تنظيم دورات في الإسعاف الأولي للشباب وربات البيوت وطلبة المدارس حيث بلغ عدد المسعفين الذين خرجتهم الإغاثة الطبية بعد أن تلقوا دورات تدريبية على الإسعاف والتعامل مع الإصابات 46 ألفا بينهم ألفان يعملون مع طواقم الإغاثة الطبية في الميدان بشكل تطوعي، حيث لعب المسعفون دورا بارزا في إسعاف الجرحى في ساحات المواجهات وإنقاذ حياتهم خلال الانتفاضة الحالية .

وقال الدكتور محمد عودة رئيس الهيئة الإدارية للإغاثة الطبية أن الإغاثة تسعى جاهدة من اجل إسناد صمود الشعب الفلسطيني في ظل المرحلة الدقيقة والخطيرة التي تمر بها القضية الوطنية والمخططات الإسرائيلية الهادفة إلى اقتلاعه من أرضه وفرض الاستسلام عليه, مؤكدا أن الإغاثة تمكنت منذ تأسيسها عام 1979 ورغم عراقيل الاحتلال من رسم سياسات صحية وطنية ساهمت في توفير الخدمات الطبية الأولية للمواطنين .

وقال عودة إن الإغاثة عمدت إلى إيصال الخدمات الطبية للمواطنين في أماكن سكناهم عبر العيادات الطبية المتنقلة من اجل تخفيف الأعباء المالية ومشاق السفر عنهم في ظل الحواجز العسكرية والحصار, مؤكدا أن مئة وثمانين ألف مواطن تم تقديم العلاج والدواء لهم من قبل طواقم العيادات المتنقلة في الإغاثة عبر تنظيم الأيام الطبية المجانية.

وأشار عودة إلى أن الإغاثة الطبية تعمل على تقديم الخدمات الطبية للمواطنين وتطوير السياسات والنهوض بالمجتمعات المهمشة والفقيرة خاصة في مناطق جدار الفصل والمناطق الفقيرة والنائية التي تفتقر إلى الخدمات الطبية .

من جانبه قال الدكتور جهاد مشعل مدير عام الإغاثة إن الإغاثة الطبية كثفت من نشاطاتها الطبية من خلال الأيام الطبية المجانية التي تنظمها العيادات المتنقلة فيها بسبب حاجة المواطنين إلى العلاج والإضراب الذي شهدته المؤسسات الصحية الحكومية وتردي الأوضاع الاقتصادية والحصار وانقطاع الرواتب مما انعكس بشكل سلبي على قدرة المواطنين على توفير العلاج لأسرهم .

وقال الدكتور مشعل إن قرابة مئة وثمانين ألف سيدة تلقين الخدمات من قبل برنامج صحة المراة في الإغاثة الطبية خلال العام الماضي إضافة إلى 170 ألف مواطن استفادوا من نشاطات الإغاثة المجتمعية في مناطق مختلفة من محافظات الوطن .

وأكد مشعل انه إلى جانب الخدمات الطبية فان الإغاثة تعمل على تنظيم وعقد المحاضرات التثقيفية والصحية للفئات المختلفة سواء فيما يتعلق بدورات الإسعاف الأولي أو الكشف المبكر عن سرطان الثدي أو الإعاقة أو الوقاية من الأمراض المزمنة .

وأضاف مشعل أن 30 ألف حالة خاصة قدم العلاج المجاني لها خلال العام الماضي وجميعها تعاني من أمراض مزمنة ولا تقوى على توفير العلاج .

وأكد مشعل أن مراكز الأجهزة المساعدة في الإغاثة تعمل على توفير الأجهزة المساعدة للجرحى والمعاقين من خلال إعارة تلك الأجهزة وهي أجهزة بالغة الثمن ولا يستطيع المواطن شراءها, مشيرا إلى أن أ أكثر من 29 ألف مواطن تلقوا الخدمات من برنامج التأهيل في الإغاثة الطبية، سواء من خلال العلاج أو نشاطات دمجهم في المجتمع والعمل مع المجتمعات المحلية.

وقال المواطن يعقوب سليمان طنوس مدينة رام الله والذي يتلقى العلاج منذ عامين في مركز القلب التابع للإغاثة الطبية الفلسطينية، انه يتردد كثيرا على المركز لإجراء الفحوصات اللازمة بعد أن أجريت له عملية قلب مفتوح، حيث يلمس الاهتمام من قبل الطاقم الطبي في الإغاثة لاسيما وان مركز القلب هو الوحيد المتخصص في المدينة.

وأضاف طنوس انه مطمئن على صحته نظرا للرعاية الطبية التي يتلقاها في مركز القلب, مشيرا إلى قيام المركز بعلاج المرضى غير القادرين على الحصول عليه جراء ظروفهم الاقتصادية الصعبة وارتفاع تكاليف علاج الأمراض المزمنة.

أما المواطن رزق اسبيرو والذي يتلقى العلاج في مركز القلب منذ ثلاثة أعوام فقد أشاد بخدمات المركز ودقة المواعيد وتميز أداء الطواقم الطبية فيه, موضحا انه يقوم بمراجعة المركز كل ثلاثة اشهر لإجراء فحوصات روتينية للقلب خاصة وان المركز هو الوحيد المتخصص في الضفة الغربية والذي يقدم العلاج مقابل رسوم زهيدة ويعمل على مساعدة الفئات الفقيرة غير القادرة على الحصول على العلاج.

أما المواطنة حليمة ذياب من قرية صفا في محافظة رام الله والتي تعاني من مرض السكري فيما يعاني طفلاها من مرض مزمن فقد أكدت أنها تتلقى العلاج والدواء من الإغاثة الطبية منذ عامين.

وقالت ذياب إن الدواء الذي تحتاجه هي وطفلاها باهظ الثمن ولا تستطيع توفيره وأنها لجأت إلى قسم المساعدات العلاجية في الإغاثة الطبية قبل عامين ودأبت الإغاثة على تأمينه كل ثلاثة اشهر وفق حاجتها للعلاج.

وأضافت ذياب أن اكبر خدمة توفرها لها الإغاثة في ظل ظروف أسرتها الصعبة هي تأمين الدواء اللازم لطفليها ولها، لاسيما وان الدواء باهظ الثمن واصفة الإغاثة الطبية بأنها نافذة أمل للمرضى من الأسر الفقيرة.