الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

د. عدوان: استحداث تعيينات ومناصب جديدة في م.ت.ف هدفه إضعاف الحكومة.. المنظمة جسم هُلامي غير منتخب بحاجة الى إعادة تنظيم

نشر بتاريخ: 02/05/2007 ( آخر تحديث: 02/05/2007 الساعة: 15:07 )
القدس- خاص معا- قال د. عاطف عدوان النائب في المجلس التشريعي عن حماس ووزير الدولة السابق لشؤون اللاجئين:" إن ما يجري في "م. ت. ف" من استحداث مناصب وفتح صناديق تمويل خاصة، وإعادة إحياء كثير من المؤسسات الموجودة والتي كانت أساسا تقوم بها مؤسسات من داخل الحكومة يقصد منه إضعاف أداء الحكومة، وعدم الإلتزام بما اتفق عليه في اجتماعات القاهرة, ومحاولة وضع كثير من العقبات امام الاتفاقيات التي يجب ان تتم خاصة فيما يتعلق بمنظمة التحرير حتى يتم اعادة النظر فيها واعادة احيائها، وبالتالي أي جديد يتم بدون اتفاق الفصائل التي اجمعت في القاهرة هو من قبيل الخطوات التي تعيق اي اتفاق قادم".

تعيين فياض رئيسا للدائرة الإقتصادية في "م. ت. ف"

وحول تعيين د.سلام فياض وزير المالية في حكومة الوحدة رئيسا للدائرة الإقتصادية في منظمة التحرير الفلسطينية قال د. عدوان:" من الواضح أن الإدارة الأمريكية لا تريد حتى هذه اللحظة التعامل مع الحكومة الفلسطينية، وهناك موقف أمريكي قوي وحازم بهذا الخصوص، وبالتالي هم يريدون استخدام وزير المالية كأداة لتوصيل الأموال، ويبدو أنهم لا يثقون بشفافية الوسيلة الماضية التي كانت تمثلها مؤسسة الرئاسة، وبالتالي هم يريدون الآن حجة حتى ولو كانت التفافية، ولهذا جاء تعيين فياض رئيسا للدائرة الإقتصادية في "م. ت. ف" كي يفتح حسابا خاصا كما أعلن سابقا ويتلقى الأموال، كما أن كونه رئسل للدائرة الاقتصادية في المنظمة يضعه تحت الإشراف المباشر للرئيس عباس، ما يعني أنها محاولة لجعل القضية المالية قضية ثنائية بين فياض وعباس دون أن يكون هناك شفافية أو مراقبة كافية سواء من المجلس التشريعي أو من الحكومة، فلا الحكومة ولا التشريعي يستطيعان مراقبة الحركة المالية في "م. ت. ف"، لأنها مؤسسة ينظر اليها البعض على أنها مرجعية النظام السياسي، وبالتالي فإن التشريعي كجزء من النظام السياسي لا يمثل كل النظام السياسي، والحكومة وهي جزء من هذا النظام لا تمثل كل النظام السياسي، وأيا منهما لا يستطيع أن يرى ماذا يجري في القضايا المالية، وهذا شيء مزعج، ومرده الضغوط الخارجية".

البدائل:

ويرى د. عدوان أن البدائل للتوجهات الحالية فيما يتعلق بالتعيينات واستحداث المناصب هو "أن يكون هناك التزام ببنود الدستور والقانون، وأن يشجع كل منا الآخر في مؤسسات النظام السياسي الفلسطيني على أن نعمل سوية ومعا وبشكل واضح ، لأن استمرار الضغوط الخارجية بفرغ النظام السياسي من محتواه ويجعل القرار السياسي الفلسطيني مصادرا لجهات خارجية بقصد إضعاف هذا النظام واضعاف الواقع السياسي الفلسطيني لمصلحة اسرائيل".

حل السلطة واستبدالها بـ ".م. ت. ف"

من ناحية أخرى رفض د. عدوان ما يصدر مؤخراً من تصريحات وتوجهات تنادي بحل السلطة، وقال: "هذه التوجهات مرفوضة شكلا وموضوعاً ،لأنها تتعارض مع أبسط مفاهيم الديمقراطية التي اتفقنا عليها ومارسناها سابقا. بينما لم يتم الاتفاق بين الفصائل حتى هذه المرحلة على إعادة تفعيل المنظمة. فالمنظمة هي جسم هلامي لم يتم انتخابه، وهي بحاجة الى إعادة تنظيم وتدقيق وقوننة، ومن حق الشعب أن يكون له قول في تقرير مصيره، لأنه حتى هذه المرحلة لم يمارس الشعب انتخابات في "م. ت. ف"، لكنه مارس انتخابات في داخل النظام السياسي بما يتعلق بمنصب الرئيس، وبإحياء الحكومة والبرلمان.

الانتخابات المبكرة.. وخطة إضعاف حماس

ويرى د. عدوان وجود صلة بين الحديث عن انتخابات مبكرة وما نشر عن خطة أمنية لإضعاف حركة حماس، وقال: "للأسف هناك صلة, فبعد أن قرأت الخطة واطلعت على تفاصيلها، فإن التطورات السياسية والأمنية الحاصلة في الساحة الفلسطينية تثبت ذلك, واجد أن هناك تناغما والتزاما مع ما تطالبه خطة إضعاف حماس التي نشرتها صحيفة المجد، ومنعتها السلطات الاردنية, وللأسف فإن التعيينات الأمنية والسلوك السياسي والعناية بالقضايا الأمنية كمؤسسة الرئاسة، والمؤسسة الأمنية ومحاولة توحيدها وتقويتها وتسليحها كلها تسير مع الخطة التي وضعتها جهات متعددة في السلطة الوطنية مع جهات اميركية وعربية اسرائيلية".

اتفاق مكة ليس فخاً لحماس

من ناحية أخرى رفض د. عدوان اعتبار اتفاق مكة فخاً قيدت اليه حماس لإنهاء سلطتها، وقال: "كل جهة سياسية في الساحة الفلسطينية لها أجندتها الخاصة لكن بالنسبة لحركة حماس، فان اتفاق مكة جاء كي ينهي حالة الاحتقان والتوتر الموجودة في الساحة الفلسطينية، وللمرة الأولى في التاريخ الفلسطيني يكون لدينا حكومة وحدة، وهذا يعد إنجازا مهما لإتفاق مكة، وهو اتفاق كاد أن يجمع عليه الجميع لأنه يتحدث بلسان الحد الأدنى الفلسطيني، وبالتالي لا أنظر الى اتفاق مكة على أنه فخ سياسي، ربما استغل البعض هذا الاتفاق لحرق الوقت ومحاواة الاستفادة من هذا الوقت لتحقيق أغراض خاصة, أما بالنسبة لحماس فهي تتعامل بشفافية عالية وبقدر كبير من الاحترام لبنود هذا الاتفاق، ولكن لها عين أخرى على تطورات الاوضاع في الساحة الفلسطينية".