الجمعة: 03/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

وزارة الخارجية تنضم الى محافل الاستخبارات الاسرائيلية الداعمة للمفاوضات مع سوريا

نشر بتاريخ: 10/05/2007 ( آخر تحديث: 10/05/2007 الساعة: 22:03 )
بيت لحم - معا - اصبح الموضوع السوري واشارات السلام الصادرة عن دمشق خلال الفترة الاخيرة موضوعا اساسية للتجاذب الاسرائيلي الداخلي بين مؤيد ومعارض ومشكك لدرجة وصلت الى ما يشبه التعارض والتناقض بين تقديرات اجهزة الاستخبارات المختلفه التي جهدت لتقديم قراءاتها وتحليلاتها المختلفة والمتباينة في بعض الاحيان للاشارات الصادرة عن القيادة السورية .

وفي تحول ملموس في ميزان القوى داخل اسرة الامن الاسرائيلية انضمت خلال الفترة الاخيرة وزارة الخارجية الى معظم الاجهزة الاستخبارية التي تؤيد فتح مفاوضات مع سوريا او على اقل تقدير دراسة وتلمس نوايا الرئيس السوري واشاراته المتكررة حول رغبة سوريا استئناف المفاوضات السلمية دون شروط مسبقة .

وفي دلالة على جدية الموقف السوري حسب وجهة نظر الاستخبارات الاسرائيلية نقلت صحيفة معاريف عن مصادر فيها ان القيادة السورية شرعت في الاونة الاخيرة في محاربة ما يسمى بمنظمات الجهاد العالمي الموجودة على اراضيها اضافة الى ميل القيادة السورية الى توجيه قيادات " الارهاب " المتواجدة في دمشق الى لبنان والعراق والتخلص من العبء الذي تشكله تلك القيادات على السياسة والقيادة السورية .

وبقي الموساد الاسرائيلي المنظمة الاستخبارية الوحيدة التي تغرد خارج سرب التقديرات المتفائلة واستمرت بمعارضتها لفتح مفاوضات مع سوريا بحجة ان بشار الاسد لا يريد السلام وانما يرغب في استخدام دعواته السلمية لانقاذ بلاده من العزلة الدولية خاصة بعد ان انضمت وزارة الخارجية الى مجلس الامن القومي والاستخبارات العسكرية في الدعوة الى ضرورة فحص اشارات السلام السورية بجدية اكبر .

وقالت صحيفة معاريف على لسان الكاتب الصحفي اوري يو بلونكا ان موقف شعبة الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي، برئاسة اللواء عاموس يدلين، معروف. فبرأيها، على اسرائيل أن تجس النبض وأن تدرس بجدية السوريين واشارت السلام الصادرة عنهم بواسطة قناة سرية فيما اعرب رئيس مجلس الامن القومي، ايلان مزراحي يوم الاثنين امام الكنيست عن رأيه في أن السوريين بالفعل جاديين في دعوتهم لاستئناف محادثات السلام مع اسرائيل و بعد يومين من ذلك انضم الى هذا الرأي مركز البحوث السياسية - وحدة التحليل الاستخباري السري في وزارة الخارجية ، هذا الموقف من وحدة الدراسات نقل في الايام الاخيرة الى مكتب رئيس الوزراء ايهود اولمرت و الى مندوبي كافة اجهزة الامن.

وجاء في وثيقة جديدة وضعها مركز البحوث السياسية في وزارة الخارجية، في النصف الثاني من شهر نيسان " حسب فهمنا فان الرئيس الاسد مستعد لاتصالات سرية تؤدي في نهايتها الى مجرد الاعلان عن وجود مفاوضات يرغب الاسد في ابقاء مضمونها طي الكتمان حتى استعادة الجولان كاملة وحسب انطباعنا، توجد مصلحة متزايدة في أوساط القيادة في دمشق وعلى رأسها الرئيس الاسد لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل - رغم الشك السائد في دمشق بشأن قدرة الحكومة الحالية في اسرائيل ورغبة الامريكيين في السماح بدعم مثل هذه الخطوة".

واشارت الصحيفة الى ان محافل التقدير الاستخباري التي تؤيد الفحص الجدي لجدية السوريين تصطدم، حاليا، بمعارضة حازمة من جانب رئيس الوزراء ايهود اولمرت ومعظم وزراء الحكومة. وفي اساس المعارضة يقبع التقدير في أن كل نوايا الاسد هي لاجراء "محادثات سلام"، ولكن ليس في نيته الوصول الى سلام حقيقي.