الثلاثاء: 07/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

ورقة حقائق لمناسبة الأسبوع الوطني الثاني لمراقبة الطيور وتحجيلها

نشر بتاريخ: 05/10/2013 ( آخر تحديث: 05/10/2013 الساعة: 13:25 )
بيت لحم -معا- أصدر مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، ورقة حقائق لمناسبة إطلاق فعاليات الأسبوع الوطني الثاني لمراقبة الطيور وتحجيلها، من السابع وحتى الحادي عشر من الشهر الجاري، بالتعاون مع سلطة جودة البيئة.

ويتضمن الاسبوع الوطني فعاليات بمحافظتي بيت لحم وأريحا، كتنفيذ ورش عمل وجولات ميدانية لمراقبة الطيور، والتعرف إلى مفاهيم تحجيلها، وإتاحة الفرصة لمشاهدتها، ودراستها، وتتبع طيور أريحا وتنوعها الحيوي، وما تعانيه من انتهاكات بيئية، وتسليط الضوء على عصفور الشمس الفلسطيني كطائر وطني فلسطيني، وزيارة متحف التاريخ الطبيعي، الذي يضم أكثر من 2500 عينة لطيور وحيوانات وزواحف بعضها أنقرض أو يوشك على الانقراض.

وجاء في مطلع الورقة: تأتي فعاليات الأسبوع الوطني الثاني لمراقبة الطيور وتحجيلها، تحت شعار(استكشاف، معرفة، جمال)، في محاولة أخرى للفت أنظار المواطنين إلى أهمية الكنز الطبيعي الذي تتمتع به فلسطين، وما تضمه من تنوع حيوي، والمكانة الهامة لموقعها بالنسبة لخطوط الطيور المهاجرة ومساراتها.

وبينت بالأرقام وجود 530 نوعاً من الطيور المختلفة في فلسطين التاريخية، فيما يزيد عدد الطيور في دولة فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة ببما فيها القدس) حالياً عن 347 نوعاً.

وتابعت: إن الأسراب التي تجتاز مسافات طويلة في طرق هجرتها الخريفية هذه الأيام، وتبحث عن موائل مؤقتة في فلسطين، للراحة والغذاء قبل أن تواصل مسيرتها، توفر فرصة جديدة لنا، للتمتع بجماليتها، والتعرف على عالمها، ومراقبتها، والتعرف إلى مفاهيم تحجيلها عملياً.
وأضافت: إن هذه المخلوقات، وما تحمله من قيم بيئة وجمالية، بحاجة إلى مجهود كبير، لرفع مستويات الوعى حول المخاطر التي تعرض طريق هجرتها من تدمير لموائلها، وصيدها الجائر، والتلوث وتداعيات التغير المناخي. وكذلك الى تطوير القوانين الفلسطينية التي تحمي الطيور خاصة المهدد منها بالانقراض.

حاجة مُلحة
وقالت الورقة: إن دراسة الطيور ومراقبتها، ليست ترفاً، وبخاصة في بلادنا وما تعانيه من ويلات الاحتلال، وتحديات اقتصادية وفقر وبطالة. فإختفاء أسراب الطيور المهاجرة، أو توقفها عن التغريد، يفتح الباب، أمام الأسئلة ذات الصلة، بتدمير البيئة ككل، والعبث بتوازنها، جراء الممارسات العدوانية ضد البيئة وعناصرها.

واستعرضت معلومات هامة، حول طيور فلسطين، التي تصننف الطيور حسب وضعها في بلادنا إلى خمس مجموعات: المقيمة (المستوطنة)، والزائرة الصيفية، والمهاجرة، والزائرة الشتوية، والمشردة. وقدمت معطيات سريعة حول كل مجموعة. وقالت إنه بوسع الباحثين والمعنيين والمهتمين بالاستزادة، أو التعمق في الأسماء العلمية، واللاتينية، والرتب، والعائلات، وغيرها، الرجوع إلى كتاب (طيور فلسطين) الذي أصدره الباحث والمدير التنفيذي للمركز سيمون عوض عام 2009.

"مقيمون"
وفصّلت: تتواجد الطيور المقيمة على مدار العام، وتُفرخ وتتكاثر وترعى صغارها ضمن البيئات المختلفة في فلسطين، كالعصفور الدوري (البلدي)، والغراب الأبقع، وعصفور الشمس الفلسطيني. وتتوزع هذه الطيور بين الشائعة كالبلبل أصفر العجز، والنادرة جداً كحال النسر المُلتحي. وتنتقل بعض أنواعها من منطقة لأخرى في فلسطين، مثل الزرزور الأسود (السوادية)، إذ يمكن ملاحظة التغير في أعدادها من خلال مراقبتها في مناطق تواجدها. فيما يستقر البعض الأخر في منطقة محددة، كشأن البومة النسارية.

وتشمل الطيور المقيمة الكثير من الطيور الاجتماعية، التي تعيش ضمن مجموعات على مدار السنة، كشأن الحمام الجبلي. وتشكل هذه المجموعة 20% من طيور فلسطين، وثمة أنواع تكون خليطة ما بين المقيمة والموسمية، ولا يمكن ملاحظة هذا إلا بمراقبة التغير في أعداد هذه الأنواع، وأماكن تفريخها.

"زُوّار" الصيف
وتابعت الورقة: أما الطيور الزائرة الصيفية، فتمكث بين شهري شباط وأيلول، بعضها يصل يافعاً ويمكث في فلسطين حتى يكمل سن البلوغ، ثم يعود لموطنه الأصلي للتكاثر. وبعضها الآخر يُفرّخ ويتكاثر ويرعى صغاره في بلادنا. ومعظم هذه الطيور تصلنا من القارة الأفريقية، وشبه القارة الهندية. وتبدأ هذه الأنواع بالعودة إلى فلسطين من مواطن قضاء شتائها بداية شباط، فمثلاً تعود السمامة العادية في بداية شباط لتبني أعشاشها، أما الرخمة المصرية فتبدأ بالقدوم منتصف شباط، وعموماً فإن معظم الطيور الزائرة صيفاً تأتي في آذار.

وتبدأ هي وصغارها بالمغادرة في أواخر حزيران، مثل السمامة العادية(الشائعة). أما العويسق فيبدأ بالمغادرة في تموز، ولكن معظم الطيور تهاجر في أيلول، وبعضها يتأخر حتى تشرين الأول.

بينما المُفرّخ الخليط، فهي طيور مقيمة، وتأتي طيور من نوعها نفسه كزائرة صيفية مفرخة. وكقاعدة عامة، فإن الطيور الزائرة الصيفية تبدأ بالتفريخ بعد أسبوع إلى ثلاثة أسابيع من بداية التفريخ للطيور المقيمة من النوع ذاته. وتكون فترة تفريخها قصيرة، وعدد أيام حضانتها أقل، ومعظمها يفرّخ مرة واحدة، مقارنة مع الأنواع المقيمة من النوع عينه.

الأسراب المهاجرة
وزادت: أما مجموعة الطيور المهاجرة فتعبر فلسطين خلال الهجرة الخريفية و(أو) الربيعية. فبعضها يعبر بلادنا بسرعة، والآخر يستريح فيها أثناء الهجرة عدة أيام أو أسابيع، وبعض أنواعها يهاجر ليلاً، وقسم منها يختار النهار للهجرة. والسبب الرئيس لكثرة الأعداد والأنواع في الطيور المهاجرة عبر فلسطين، موقعها الجغرافي الحيوي بين القارات الثلاث، ووقوعها للكثير من الطيور، في منتصف طريق الهجرة. حيث تعتبر بلدنا عنق الزجاجة بالنسبة الى هجرة الطيور.

ويأتي القسم الأكبر منها من أوروبا الباردة، وكذلك من وسط آسيا وغربها، وتقضي الشتاء في أفريقيا السمراء. وهذه الطيور تعبر فلسطين وتختار خطوط هجرة مختلفة خلال هجرتي الخريف والربيع. ويُلاحظ بعضها بأعداد أكبر خلال الخريف مثل النكّات (السّياف)، فيما يُشاهد البعض الآخر بأعداد أكبر خلال الهجرة الربيعية كاللقلق الأبيض، الذي يعتبر من أكثر الطيور المهاجرة مشاهدة خلال الربيع، وتشاهد منه أسراب مُحلقة بالمئات أو بالآلاف مستخدمة تيارات الهواء الساخن، متجهة شمالاً، وهي تهبط للطعام والراحة. كما أن العديد من الطيور الجارحة تحلق فوق فلسطين، في خطوط هجرة محددة، وأكثرها عدداً حوّام النحل، إذ تم تسجيل نصف مليون طائر منه في سنة واحدة!
|242793|

وأضافت: أما هجرة طائر السمان (السلوى)، فمعروفة، ويعبر هذا الطائر حوض المتوسط في ليلة واحدة، ثم يهبط منهكاً على شواطئ غزة أو شمال سيناء للراحة، ويتعرض للصيد الجائر هناك. وإن أكثر من 50 % من أنواع معينة من الطيور المهاجرة، تتركز هجرة أعدادها في أيام قليلة جداً، لا تتعدى أربعة أيام، تسمى (قمة الهجرة). أما النصف الباقي فيتوزع قبل هذه الأيام وبعدها.

وتتميز 90% من هذه الطيور، بأن عبورها عادة يكون أقصر في الربيع منه في الخريف؛ بسبب الاندفاع القوي للطيور للوصول إلى مناطق تفريخها بأسرع وقت ممكن، لتأسيس مناطق نفوذ أو سيطرة، واستغلال الوقت الثمين بأقصر فرصة.

"ضيوف" الشتاء
وحول الطيور الزائرة الشتوية، قالت الورقة، إنها التي تقصد فلسطين طلباً للدفء قادمة من أوروبا ووسط آسيا وشمالها، حيث تقضي فترة الشتاء، وتغادر عند نهايته. وتبدأ أفواج هذه الطيور بالوصول نهاية أيلول، وتستقر خلال كانون الأول وكانون الثاني. ويلعب تنوع بيئات فلسطين دوراً كبيراً لوجود أنواع زائرة شتوية، وبخاصة في المناطق الرطبة.

وتبان هذه الأنواع وتختفي بطريقة غريبة وخفية ومميزة، فمثلاً بعض الطيور تبان فور سقوط الأمطار، وكأنها تأتي مع زخات المطر الأولى، مثل الذعرة البيضاء (الكركزان أو القوقزان).

وتعد بعض الطيور الشتوية مفيدة، مثل أبو تمرة أحمر الزور؛ لأنه يقضي على الكثير من الحشرات. أما البعض الآخر فينتشر في الحقول، ويتسبب بأضرار للمزارعين، مثل قبّرة السماء، الذي يُتلف الخضروات. أما غراب البحر فيتسبب بمشكلة لمربي الأسماك.

وتستقر بعضها قرب المناطق المأهولة، مثل أبو الحناء، والبعض الآخر يقيم بجوار المناطق الرطبة مثل البلشون الرمادي، وقسم منها يظهر سنوياً بشكل مفاجئ كالنحام الكبير، دون تحديد زمان ظهوره أو مكانه. وهناك حسّون الشوك الذي يندفع من أوروبا بأعداد معقولة؛ بسبب التنافس على الغذاء في موطنه الأم.

وتابعت: تحتاج 90% من هذه الطيور إلى نحو ستة أسابيع للوصول إلى مناطق قضاء شتائها، بينما 90% منها تغادر بين عشية وضحاها نهاية فترة الشتاء. وتختلط بعض أنواعها مع أعداد كثيرة من النوع المقيم نفسه في بلادنا، أما الطيور المهاجرة من النوع ذاته، فتصل متأخرة في الهجرة الخريفية، ما يُصعّب التمييز بين النوع نفسه الذي يعتبر مقيماً، أو مهاجراً، أو الذي يبقى للشتاء. وفي الحالات كلها، فإن السبيل الوحيد للتفريق بينها، مراقبتها في المواسم المتلاحقة.

الطيور المُشردة
ووفق الورقة، فإن الطيور المُشرّدة تظهر فجأة، وفي فترات غير منتظمة، وليس لها أوقات محددة للظهور او للاختفاء، ويُسجل ظهورها عدة مرات فقط. فيما تُشكل حوالي 25% من مجموع طيور فلسطين.

وفي التفاصيل، فقد ارتفعت أعداد الطيور المسجلة تحت هذا التصنيف في السنوات الأخيرة؛ بسبب ازدياد المهتمين في الطبيعة، ومراقبة الطيور وتحجيلها (الإمساك بالطائر بطريقة علمية، وتفحصه، ووضع حلقة معدنية على رجله اليسرى تحمل اسم فلسطين، وتدوين المعلومات الخاصة به في سجل إلكتروني قبل إعادة إطلاقه). إن بعض أنواعها تعشش في آسيا، وتقضي الشتاء في جنوب آسيا وأفريقيا، تفر بعيداً عن مساره الطبيعي لتصل إلى فلسطين، ومنها الذعرة صفراء الرأس، وأبو حناء الأحراش الأسود، أما بعضها الأخر، فمن الأنواع الاستوائية مثل النورس رمادي اللون، وأنوع مشردة بحرية كالغاق، أو أنواع صحراوية كشأن الحدأة الحمراء.وتلعب العوامل الجوية المتغيرة والفجائية، دورًا في انحراف الطيور عن مساراتها الطبيعية.

فعاليات
وسردت الورق فعاليات الأسبوع الوطني الثاني لمراقبة الطيور وتحجيلها، التي تبدأ غداً الاثنين بمراقبة للطيور والتعرف على طريقة تحجيلها في محطة طاليتا قومي ببيت جالا في ساعات الصباح الباكر، يليها انطلاق رسمي للأسبوع، فيما يشهد الثلاثاء استقبال وفود طلابية وأجنبية لمراقبة الطيور وتحجيلها في محطة طاليتا قومي. بينما سيتميز الأربعاء بيوم تفاعلي ستتم خلاله، دعوة الصحافيين وممثلي التلفزيونات المحلية، بالتعاون مع سلطة جودة البيئة ومحافظة أريحا، وستنفذ أنشطة مختلفة، وورشة عمل بيئية، ستتناول الواقع البيئي في أريحا والأغوار، وطيور أريحا وتنوعها الحيوي، وانتهاكات الاحتلال البيئية، ونقاش بيئي مفتوح. ومراقبة للطيور والتعرف على مفاهيم التحجيل ودراسة الطيور في محطة أريحا. و مراقبة مماثلة في المشروع الإنشائي العربي وزيارة لمصنع الألبان فيه.

فيما يشهد الخميس زيارة الأقسام المختلفة لمركز التعليم البيئي كالحديقة النباتية، ومتحف التاريخ الطبيعي، والتعرف على نشأة المركز منذ 25 عاماً، وشرح مقتضب حول إنجازاته خلال العام 2013.

وستختتم الفعاليات الجمعة (11 تشرين أول) بمراقبة وتحجيل للطيور في محطتي طاليتا قومي ببيت جالا وأريحا بالتزامن، والتعريف بعصفور الشمس الفلسطيني، وإجراء نقاش مفتوح حول الطيور في فلسطين وفوائدها وما يهددها، والمطلوب منا لحمايتها والمحافظة عليها.

وسيدرب باحثو "التعليم البيئي" خلال الأسبوع الحالي المئات من الطلبة والزائرين والإعلاميين على الإمساك بالطيور وتحجيلها، وفق أسلوب علمي، وبواسطة شباك خاصة، لا تتسبب بالأذى للطيور. وبعد الإمساك بها، يضعون حلقة معدنية تحمل اسم فلسطين ورقما محددا له حول رجل الطائر اليسرى، كما هو متبع في منظمة الطيور الأوروبية والذي يعتبر المركز ممثلها الوحيد في فلسطين. وسيشاهدون طريقة تحديد جنس وعمر الطائر، وقياس طول الجناح والذيل، والوزن وكمية الدهون، وتطور عضلاته، وسيرون كيفية تدوين كل هذه المعلومات في سجل خاص، يوضع في الشبكة الدولية للمعلومات، قبل أن يُطلق الطائر، بعد توثيقه بالصور.


وأنهى المركز ورقة الحقائق، بجملة نداءات، منها: يحتم الواجب أن نبدأ جميعًا، قبل أي خطوة بحملة للتعريف بالتنوع الفريد لفلسطين، ثم ننطلق لصيانة النظم البيئية والمحافظة عليها من التخريب والعبث. والاعتناء بموائل الطيور والمحافظة عليها. وحماية الأنواع المهددة بالانقراض منها، ومحاربة الصيد الجائر الذي تتعرض له، وحظر الاتجار بالحيوانات البرية، وإنشاء قاعدة معلومات لتوثيق الطيور: مساراتها، وخطوط هجرتها، وأماكن تفريخها، وكل ما يتصل بها. وبناء إستراتيجية وطنية خاصة بحماية التنوع الحيوي، والإعلان عن الأنواع المهددة بالانقراض وصون المناطق المهمة للطيور، وسن تشريعات وتفعيل القوانين السارية لغرض حماية التنوع الحيوي. والدعوة إلى الالتزام بالمعاهدات والمواثيق الدولية ذات الصلة، وتبادل الخبرات على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، والمساهمة في تطور متحف التاريخ الطبيعي لفلسطين التابع للمركز، بجانب البدء بتطوير الوعي البيئي، وتحفيز الإعلام في بلادنا لإعطاء قضايا البيئة الحجم الذي تستحقه.