الثلاثاء: 07/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

أنصار السجين تكشف عن الأوضاع الماساوية التي يعيشها الاسرى الفلسطينيون في سجن الدامون

نشر بتاريخ: 22/08/2005 ( آخر تحديث: 22/08/2005 الساعة: 16:35 )
نابلس- معا- كشفت جمعية انصار السجين عن الأوضاع المآساويه التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون في سجن الدامون الذي يقع أعالي جبل الكرمل، ومن الجدير ذكره أن هذا السجن تم اغلافه بقرار من لجنة اسرائيليه متخصصة والتي أصدرت هذا القرار لعدم صلاحيته للعيش الآدمي حيث انه قديم جداً وآيل للسقوط وقد نُفذ هذا القرار سنة 1998 واستمر هذا الإغلاق لغاية بداية هذا العام وقد تم فتحه مرة أخرى بسبب الاكتظاظ في السجون الاسرائيليه وهجمة الاعتقالات التي طالت عدد كبير من أبناء الشعب الفلسطيني خلال الانتفاضة الحالية.

ويتكون هذا السجن من سبعة أقسام خمسة للجنائيين واثنين للأسرى الامنيين الفلسطينيين وهما قسمي (3،4) ويتسع كل قسم إلى ( 120) أسيرا تُوصف أحكامهم بالخفيفة والمتوسطه, وبحسب الرسالة التي وصلت من أسرى الدامون إلى مقر جمعية انصار السجين في نابلس والتي تشرح الأوضاع المآساويه التي يعيشها الأسرى، أن قدم السجن يزيد من صعوبة العيش فيه, فجدرانه هالكة ومتهاوية تتساقط منها طبقة القصارة من جراء الرطوبة العالية والعفن المتسلق على جدرانه، فالصيانة فيه بطيئه جداً فضلاً عن المماطلة في إصلاح الأخطار المحدقة.

أما موضوع التهوية فسيء للغاية حيث يعتبر الأسرى الشبابيك عبارة عن فتحات صغيرة لايتوفر من خلالها لا الهواء ولا الضوء وتُقدر الفتحة الواحدة بحجم ( 30×50) سم في وسط الفتحة عمود امني بعرض ( 15) سم وبارتفاع الفتحة بالإضافة إلى شبك حديدي ويأتي من خلف هذه الفتحات صندوق من الصاج يحاصر الفتحات من الخارج ويخنق كل شيء حتى الهواء.

وتعمد إدارة السجن إلى وضع شفاط في نهاية الممر لإحداث تهويه صناعية لاتسمن ولا تغني من تنفس ليس لها اثر إلا صوت مزعج يصدر عنها يحرم الأسرى من النوم لساعات طويلة من الليل.

أما بالنسبة للاكتظاظ فمساحة الغرفة الواحدة ( 4 ×7) م يعيش فيها ( 14) أسيرا وتحتوي على مرحاض واحد والذي يشتمل في نفس الوقت على مكان خاص بالاستحمام مما يؤدي إلى أمراض عديدة يصاب بها الأسرى.

وإمعاناً بالتضييق على أسرى الدامون وحتى اللحظة لا تتوفر أبسط حاجيات الحياة وهو الماء فيصف الأسرى الماء بأنه يأتيهم بلون ابيض كالحليب من كثرة كمية الكلور المضافة إليه.

وقد كشفت جمعية انصار السجين عن طبيعة الماء الذي يشربه الأسرى عندما وصلتها قارورة ماء من داخل السجن وقد أجرت عليها فحوصات أقرت بأنها غير صالحه للشرب لكثرة الشوائب الموجودة فيها، وبعد إثارة الموضوع إعلاميًا عمدت إدارة سجن الدامون إلى وضع كميه كلور كبيرة جداً بنسب مضره ومذاق اسٍ حتى تعالج هذا الأمر وقد جاء في الرسالة أن إدارة مصلحة السجون في الدامون تقوم على مساومة الأسرى الذين قدموا طلبات للسماح لهم بالاتصال بذويهم لأنهم محرومون من الزيارة لأكثر من عامين لأسباب تصفها إدارة السجن بأنها أمنيه وقد قامت الاداره برفض كل تلك الطلبات وساومت بعضهم على أن تسمح له مقابل التعاون معهم ونقل أخبار الأسرى الذين يعيشون معهم.

كما شرح الأسرى عن المهزلة القانونية التي تمارسها إدارة السجن بحق الأسرى الذين ينهون ثلثي محكوميتهم فعندما يمثلون أمام القاضي لأخذ العفو الشليش ( الاكتفاء بثلثي المدة ) يُصرح القاضي بان الأسير يشكل خطراً على امن المنطقة ويرفض العفو والإفراج عن الأسير وقد توجه الأسرى إلى كافة الجمعيات والمؤسسات كي توفر لهم محامين للمرافعة عنهم في تلك المحكمة.

وقد أبدى مدير جمعية انصار السجين في منطقة الشمال - نابلس سائد ياسين استعداد الجمعية لإدخال الكتب وتواصل بدوره مع الهيئة الدولية للصليب الأحمر ووافق الصليب من طرفه على إدخال تلك الكتب ووافقت إداره السجن للصليب على استقبال ( 500) كتاب مما حدا بالجمعية بتوفير أكثر من ( 750) كتاب للدامون وغيره من السجون حسب سماح إدارات السجون بذلك.

وقد أرسل جزء من هذه الكتب إلى الهيئة الدولية للصليب الأحمر في مقر تل أبيب وسترسل باقي الكمية قريباً، وقد توفرت هذه الكتب من خلال الحملة والتي حملت شعار قيدي وكتابي التي قامت بها جمعية انصار السجين بكافة فروعها في الضفة الغربية.

ومن خلال لقاء ياسين مع الهيئة الدولية للصليب الأحمر تم التأكيد على ضرورة إدخال الزيت والزعتر والحلويات للأسرى داخل السجون وأطلعهم على موافقة إدارة سجن الدامون على إدخال الزيت والزعتر مما حدا بالهيئة الدولية أن تعمل على فحص ذلك الأمر والعمل على توفيره وقد وعدت جمعية انصار السجين بتوفير كمية من الزيت والزعتر إذا وافق الصليب على إدخاله لهم.