الأحد: 19/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

البرغوثي: الحملة الاسرائيلية ضد المحطات المحلية تهدف لاخماد الصوت الفلسطيني الحر

نشر بتاريخ: 21/05/2007 ( آخر تحديث: 21/05/2007 الساعة: 20:17 )
رام الله- معا- شجب وزير الاعلام د. مصطفى البرغوثي الاعتداء الذي نفذه الجيش الاسرائيلي، صباح اليوم ضد خمس محطات محلية في نابلس معتبرا انه يندرج ضمن سياسة التضييق التي تمارسها اسرائيل على المدينة.

جاء ذلك خلال اللقاء والمؤتمر الصحفي الذي عقده مكتب وزارة الاعلام بنابلس وشارك فيه الوزير البرغوثي والوكيل المساعد للوزارة سهيل خلف ومدير مكتب الوزارة في نابلس ماجد كتانة، ورئيس بلدية نابلس المهندس عدلي يعيش ونائبه المهندس مهدي الحنبلي، وحضره اصحاب المحطات المحلية وعدد كبير من الصحفيين.

وبدأ اللقاء بكلمة ترحيبية القاها ماجد كتانة اشار فيها الى ان هذا الاعتداء على الاعلام المحلي ليس الاول من نوعه منوها الى قيام قوات الاحتلال باختراق موجات المحطات المحلية قبل اشهر واقتحام بعض المحطات وتحطيم محتوياتها، معتبرا ان هذا الاعتداء يهدف الى تكميم الافواه ومصادرة حرية التعبير.

وقال الدكتور البرغوثي "ان الاحتلال عمل على تدمير مكانة نابلس كمركز اقتصادي وسياسي وثقافي، مرجعا ذلك الى الدور الوطني الذي لعبته هذه المدينة ودورها في بناء الاقتصاد الوطني.

واعتبر البرغوثي الحملة على المحطات المحلية بانها الخطوة الاخطر التي تستهدف الاعلام الفلسطيني منذ اجتياحات عام 2002.

واضاف البرغوثي "بدأنا بخطوات لكشف وتعرية الممارسات الاسرائيلية.. لا نقبل بان تدعي اسرائيل بانها دولة ديمقراطية تحترم حرية الرأي والتعبير وفي نفس الوقت تعتدي على الصحافة الفلسطينية".

وشدد البرغوثي على عدم قانونية هذه الخطوة الاسرائيلية، وان وزارة الاعلام هي الجهة الوحيدة المخولة بمنح التراخيص للمؤسسات الاعلامية العاملة في الاراضي الفلسطينية، مؤكدا ان الوزارة ستعمل على ملاحقة السلطات الاسرائيلية في كافة المحافل الاعلامية والقضائية الدولية والعالمية.

واعتبر البرغوثي ان الحملة تأتي كمحاولة لكسر الروح المعنوية للشعب الفلسطيني ولاخماد الصوت الفلسطيني الحر، مؤكدا ان الوزارة ستتابع الامر في كافة المحافل الدولية وستعمل على مساعدة المحطات المحلية قدر الامكان، داعيا هذه المحطات الى ان تواصل رسالتها.

واشار د. البرغوثي الى ان الاسبوع القادم سيكون هناك فعالية خاصة لتسليط الضوء على معاناة مدينة نابلس والعمل على رفع الحصار عنها.

من جهة اخرى قال البرغوثي ان القرارات الاخيرة الصادرة عن المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر والقاضي باستئناف الاغتيالات، يعادل في خطورته القرارات التي سبقت اجتياحات عام 2002 ، واصفا القصف الاسرائيلي لغزة بانه خطير جدا.

واوضح ان الجهود لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني وحكومته تسير بشكل ايجابي رغم بطئها، منوها الى ان النرويج اتخذت قرارا بالتعامل المالي المباشر مع حكومة الوحدة، كما ان السعودية قدمت مبلغ 50 مليون دولار، وتعهدت قطر بتغطية رواتب المعلمين لمدة شهرين، وقد نجحت الحكومة بانقاذ العام الدراسي الحالي من الضياع، وهناك مفاوضات مع القطاع الصحي لانهاء الاضراب.

وقال عيسى أبو العز مدير تلفزيون "آفاق" إن عدداً من جنود الاحتلال اقتحموا المحطة الكائن في عمارة عالول وابو صالحة وصادروا عشرة أجهزة حاسوب و"مكسرات" الصوت والصورة وثلاث كاميرات رقمية، وقدر خسارة محطته نتيجة لذلك بنحو 100 الف دولار.

وافاد رامي عبد اللطيف المدير الإداري لتلفزيون "سنا" ان قوات الاحتلال صادرت عشرة أجهزة حاسوب خاصة بالمونتاج والارسال والادارة، بالاضافة الى الأرشيف الخاص بالمحطة.

وذكرت عبير الكيلاني مديرة محطة تلفزيون "جاما" ان قوات الاحتلال صادرت ثمانية أجهزة حاسوب وبعض المعدات الخاصة بالبث، بالإضافة الى ارشيف المحطة والملفات والوثائق ودفاتر الحسابات.

وقال رضا ملحس مدير إذاعة القران الكريم إن الجيش الاسرائيلي صادر 14 جهاز حاسوب والارشيف الصوتي الخاص بالمحطة الذي تم جمعه على مدار تسع سنوات، بالاضافة الى الوثائق والملفات الادارية، مقدرا الخسارة المادية التي تكبدتها المحطة بحوالي 19 الف دولار فضلا عن الخسارة الفادحة المتمثلة بمصادرة الارشيف ووقف عمل المحطة.

واعرب ملحس عن استغرابه مما حدث، خاصة وان الاذاعة لا تبث نشرات اخبارية ولا تعمل في السياسة وانما هي محطة تربوية ليس لها أي برنامج سياسي.

كما داهمت قوات الاحتلال محطة تلفزيون نابلس دون ان تصادر منها شيئا.

ورغم اقتحام محطات التلفزة والاذاعة ومصادرة محتوياتها، الا ان قوات الاحتلال لم تترك أي بلاغ لاصحاب هذه المحطات يفيد بإغلاق هذه المحطات او ايقاف عملها.

رئيس بلدية نابلس

بدوره شكر رئيس بلدية نابلس عدلي يعيش الوزير البرغوثي على اهتمامه، كما شكر مكتب وزارة الاعلام بنابلس، واكد ان هذا الاعتداء الجديد على الاعلام الفلسطيني ليس سوى تكرار لاعتداءات سابقة، مشيرا الى الدور الهام لمحطات التلفزة والاذاعة المحلية في توعية المواطنين، في الوقت الذي تعاني فيه مدينة نابلس من تجاهل وتعتيم اعلامي كبير، معتبرا ان ما تتعرض له نابلس هو قتل بطيء لكل المدينة وقتل لمستقبل ابناء المدينة، مطالبا وسائل الاعلام بتفعيل قضية الحصار المفروض على نابلس.