السبت: 04/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشرافي يعرض أوضاع القدس وأطفال فلسطين امام المؤتمر الإسلامي الرابع

نشر بتاريخ: 17/11/2013 ( آخر تحديث: 17/11/2013 الساعة: 15:44 )
رام الله- معا- حذّر الدكتور كمال الشرافي وزير الشؤون الاجتماعية من نتائج السياسات العنصرية الإسرائيلية في مدينة القدس وأثرها على مستقبل السلام والاستقرار في المنطقة والعالم بأسره.

وقال الشرافي خلال كلمة فلسطين أمام المؤتمر الإسلامي الرابع للوزراء المكلفين بشؤون الطفولة والذي عقد في مدينة باكو عاصمة أذربيجان أن إسرائيل تمارس في المدينة المقدسة سياسات تطهير عرقي، وتواصل مساعيها لتهويد المدينة وتغيير طابعها التاريخي العربي الإسلامي – المسيحي، وتواصل التضييق على المواطنين الفلسطينيين بغية تهجيرهم وإحلال المستوطنين مكانهم، كما تواصل استفزازاتها اليومية لمشاعر مئات ملايين المسلمين والمسيحيين في العالم من خلال محاولاتها تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، وتدنيس سائر المقدسات المسيحية والإسلامية، وحرمان ملايين الفلسطينيين من دخول مدينتهم المقدسة وعاصمتهم الثقافية والروحية والسياسية.

واستعرض الشرافي جوانب من الآثار الاجتماعية المدمرة لهذه السياسات ومن بينها تمزيق الأسر الفلسطينية، وحرمان الأطفال من الهوية، وفرص التعليمن، وتردي الخدمات الصحية والاجتماعية، ومحاولات إغراق المدينة المقدسة بالآفات الاجتماعية كالمخدرات، فضلا عن ضرب كل محاولات السلطة ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني لرعاية الأطفال والأسر من الحرمان من الهوية مما أدى لحرمانهم الاستفادة من المرافق التعليمية والصحية بشكل أساسي، وما تتعرض له الأسر الفلسطينية في المدينة المقدسة في ضرب بنيتها وتفكيكها وإدخال الآفات الاجتماعية التي تعتبر غريبة على مجتمعنا وعاداتنا وديننا الحنيف ،وأشار إلى الإجراءات الإسرائيلية التي تعمل جاهدة لضرب كل محاولات السلطة الوطنية في رعاية مصالح الأطفال وحصولهم على حقوقهم مما يتطلب جهوداً وآليات خاصة في التعامل مع قضايا الطفولة.

وأكد الشرافي خلال خطابه أمام المؤتمر الذي عقد تحت شعار "الأطفال وتحديات التمدن في العالم الإسلامي"، بمشاركة 220 ممثلاً من 56 بلدا أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، أن حالة الفقر المزمنة التي تسود الأراضي الفلسطينية متلازمة مع استمرار وجود الاحتلال الإسرائيلي، وقال أن مهمة النهوض بواقع الأطفال وتلبية احتياجاتهم وضمان حقوقهم في الحياة الطبيعية الآمنة والمُستقرة تُعتبر أولويةً قصوى لعمل دولة فلسطين، وكافة مؤسساتها، مؤكداً على أن جزءاً كبيراً من الجاهزية الوطنية لإقامة الدولة والارتقاء بدور مؤسساتنا يرتكز أساساً على بناء واقعٍ ومستقبلٍ أفضل لأطفالنا.

وأشاد الوزير بالجهود التي بذلتها منظمة الإسيسكو وعلى رأسها الأمين العام للمنظمة الدكتور عبد العزيز التويجري، والأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في مجال رعاية الطفولة بما يحقق المصلحة الفضلى للأطفال في العالم الإسلامي وفي فلسطين بشكل خاص كما شكر حكومة وشعب أذربيجان الدولة المضيفة للمؤتمر لما بذلته من جهود لإنجاح المؤتمر.

وتحدث الشرافي في كلمته عن الأزمة العالمية التي تترك أثارها الاجتماعية والاقتصادية على أفراد المجتمعات في العالم الإسلامي مما يدفع بالأسر والأفراد إلى المزيد من الفقر والتهميش، مشيرا إلى أن الأطفال هم الأكثر تأثراً ومساساً بحقوقهم الأساسية التي كفلها القانون.

كما وضع الشرافي أعضاء المؤتمر في صورة الوضع الاستثنائي الذي يعيشه أطفال فلسطين بسبب الاحتلال الإسرائيلي وما يفرضه من إجراءات احتلالية تنتهك حقوق أطفالنا الأساسية وابسطها الصحة والتعليم ،وحجم المعاناة التي تعيشها الأسر بنسائها وأطفالها ومسنيها بسبب جدار الفصل العنصري الذي يحرمهم من الوصول إلى الخدمات الأساسية، وكذلك الوضع في المناطق المنكوبة بجدار الفصل العنصري والاستيطان ومن ضمنها التجمعات البدوية التي يتعرض سكانها لخطر التهجير والتشريد، فضلا عن تدمير ممتلكاتهم وتخريبها من قبل جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين، الى جانب حقهم في الحياة باستهدافهم من خلال القتل والاعتقال والتشريد.

كما تطرق إلى الأوضاع في قطاع غزة الذي يتعرض لحصار خانق ومستمر، واعتداءات عسكرية تنتهك الحقوق الأساسية في الحياة والعمل والسفر لجميع المواطنين، وتعرضهم للضغوطات النفسية الناجمة عن استهداف القطاع المتكرر والمتواصل بالغزو والقصف من قبل الاسرائيليين وما يتركه ذلك من آثار حقيقية على مستقبل الأجيال في قطاع غزة.

كما قدم شرحاً مفصلاً عن الإنجازات الهامة لوزارة الشؤون الاجتماعية على صعيد الطفولة المبكرة، فعلى الرغم من الصعوبات السياسية والاقتصادية، تم انجاز الإستراتيجية الوطنية للطفولة المبكرة التي تنسجم مع الإستراتيجية الوطنية لقطاع الحماية الاجتماعية وخطة عمل لإستراتيجية الطفولة المبكرة من 2014 -2016 ، كما تم إنشاء الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ديوان مظالم الأطفال لتقصي الانتهاكات التي يتعرضون لها، كما تم تعديل قانون الطفل انسجاماً مع اتفاقية الطفل الدولية.

وتحدث الشرافي عن الإجراءات العملية اللازمة لتحقيق توجهات دولة فلسطين السياسية فيما يتعلق بالنهوض بالطفولة المبكرة التي ابرز أدواتها شبكات حماية الطفولة المنتشرة في المحافظات ووجود خط ساخن لحماية الأطفال إلى جانب مجموعة من الإجراءات الصحية للتغلب على مشاكل فقر الدم والتغطية المجانية للرعاية الصحية للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات وكذلك برنامج الصحة المدرسية ، كما تحدث عن الخدمات الحكومية للتعليم ما قبل المدرسة وتعزيز قدرة الأطفال في الوصول إلى مدارس التعليم الأساسي ببناء المدارس الثابتة والمتنقلة في بعض مناطق البدو وتأمين حافلات نقل خاص لإيصال الطلبة إلى مرافق التعليم في المناطق النائية والمهمشة، ومجانية التعليم في المدارس الحكومية.

وقال الشرافي أن الاستثمار في الطفولة المبكرة وبشكل خاص التعليم والصحة سيترك آثاراً تنموية حقيقية على المدى الطويل مما يساهم في تنمية الرأسمال البشري الذي يعتبر العنصر الرئيسي في التنمية بسبب قلة الموارد ومحدودية المصادر، كما طالب من الأعضاء التعاون من أجل تعزيز التنمية في فلسطين وكافة دول أعضاء المؤتمر.

وتحدث الدكتور عبد العزيز التويجري الأمين العام لمنظمة الاسيسكو د.عبد العزيز التويجري في كلمته الرئيسية أمام المؤتمر عن معاناة الشعب الفلسطيني الصامد على أرضه رغم قسوة واستمرار الاحتلال الإسرائيلي لارضه وانتهاك مقدساته مما يؤثر سلبيا على جميع فئات المجتمع بما فيها الطفولة.

وعلى هامش المؤتمر الإسلامي الرابع التقى الوزير الشرافي مع كل من الأمين العام للاسيسكو الدكتور التويجري ووزيرة التضامن الوطني في الجمهورية الجزائرية ووزير التعليم في الجمهورية العراقية ووزيرة التنمية الاجتماعية في مملكة البحرين ووزير العمل وحماية السكان لجمهورية أذربيجان ورئيسة لجنة الدولة لشؤون العائلة والمرأة والطفل في أذربيجان والأمين العام للمجلس الأعلى للطفولة في دولة قطر وخلال تلك اللقاءات وضعهم د. كمال الشرافي في صورة الأوضاع التي يعاني مها الشعب الفلسطيني في ظل التعنت الإسرائيلي ومصادرة الأراضي وتهويد المدن والمقدسات وانتهاك حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية وانعكاسها على الأوضاع المعيشية لجميع فئات المجتمع الفلسطيني، كما وضعهم في صورة البرامج التي تقدمها وزارة الشؤون الاجتماعية من مساعدات وبرامج تنموية ، وتبادل معهم أهمية التعاون المشترك في الاستفادة والاطلاع على التجارب بيننا وبينهم في المجالات المشتركة تهدف لتطوير البرامج التي تخدم الفئات المهمشة وتعزيز التنمية المجتمعية .

ورافق الوزير في أعمال المؤتمر واللقاءات التي عقدت سفير دولة فلسطين في أذربيجان ناصر سيف عبد الكريم، وباسمة صبح مستشارة الوزير للعلاقات الدولية وعماد عمران مدير دائرة المراكز.