الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاسير عطاالله تبددت فرحة رجوعه للوطن باعتقاله

نشر بتاريخ: 30/01/2014 ( آخر تحديث: 30/01/2014 الساعة: 12:44 )
غزة- معا - في طريقه وبعد العودة من سلوفانيا وإنهاء علاج قدمه التي بترت إثر صاروخ أطلقته مروحية اسرائيلية صوبه وصوب مجموعة من المدنيين... عاد الجريح والذي أصبح الآن أسيراً، أيوب أمين عبد الغني عطاالله، من مواليد: 3/3/1992، من عزبة بيت حانون في قطاع غزة، والذي تبددت فرحة رجوعه للوطن باعتقاله من على معبر إيريز بتاريخ: 23/6/2010.

مأساة حقيقة بالفعل عاشها أيوب وعائلته، التي كان الشوق يملؤها لترى ابنها يمشي على قدميه، لكن خبر اعتقاله عكر صفوة تلك الفرحة.

حسام عطاالله، شقيق الأسير أيوب، قال لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، إن بداية المعاناة هي إصابة شقيقي بتاريخ: 28/4/2008، عندما كان متوجهاً في طريقه إلى إحدى المحلات التجارية، وكان القطاع يشهد في تلك الفترة اجتياحاً واسعاً شنته سلطات الاحتلال، التي كانت مروحياتها لا تغادر سماء غزة، حتى أطلقت صاروخاً أصاب أخي ومجموعة من المواطنين، وبترت على إثرها قدم أيوب اليمنى، واثنين من أصابع يده، وأصيب بشظايا في كامل جسده، كما أصيب عدد من المواطنين بإصابات مختلفة.

ويقول حسام، إن شقيقه شارف على الموت، ومن رآه حينما أصيب مباشرة لم يتوقع له النجاة أو أن ما زال حياً، لكن إرادة الله كتبت له الحياة، رغم أنه نزف الكثير ومكث في العناية المركزة لأسابيع وعانى من مشاكل في التنفس، وظل متنقلاً ما بين المشفى والبيت لمدة عامين، إلا أن تم إعلامه بأن هناك جمعيات تنوي تسفيره للخارج مع مجموع من المصابين ومن بترت أطرافهم.

ويكمل حسام:" كانت من بين تلك الجمعيات: الإغاثة الطبية وجمعية المعاقين، واللتين أشرفتا على السفر وجميع الإجراءات هنا وهناك في الخارج... وبعد تجهيز جميع الأوراق تم السفر ومكث أيوب في سلوفانيا 22 يوماً وأجريت له الفحوصات وقدم له العلاج اللازم وأعطي طرفاً اصطناعياً يمكنه من المسير من جديد، بعد أن أصابته حالة نفسية قاسية بعد بتر قدمه وعدم قدرته على السير.

ويضيف شقيق الأسير:" عاشت العائلة ظروفاً سيئة في فترة غيابه قلقة على وضعه، وكنا جميعاً ننتظر ذلك اليوم الذي نرى فيه أخي يعود إلينا واقفاً من جديد والابتسامة تملأ وجهه، لكننا خسرنا معايشة تلك اللحظة وفرحتها بنبأ اعتقاله...

وبعد اعتقال أيوب، خضع للتحقيق مدة شهرين متواصلين، ثم حكم عليه بالسجن 6 أعوام، وهناك في السجن تمت مصادرة طرفه الاصطناعي مدعياً الاحتلال أن به عطل سيقومون بتصليحه، مما يعرض أيوب لصعوبات كثيرة تعترضه في الحركة والقيام والتنقل حتى الآن...

أما والد أيوب ووالدته فمعاناتهما تزيد في زيارة السجون، حيث التفتيش والوقوف والانتظار والمشي لساعات طويلة، والوصول في وقت متأخر والتشويش أثناء الزيارة، فأهل قطاع غزة يعانون من حقد الاحتلال الذي لا زال يمارس تجاههم ويتعمد الاحتلال بث العثرات أمامهم.

إذن فالوجع والألم والإصابة التي تعرض لها أيوب منذ ثلاثة أعوام، لم يكن مبرراً لوقف همجية احتلال أراد إيقاف الحياة عن كل ما يسمى ب " فلسطيني"... فأيوب ومحمد وعلي وسامر وغيرهم العشرات... هم ضحايا جنود أرادوا قتلهم، وعندما لم يتمكنوا منهم وظلوا أحياء... أردوا تعذيبهم وقتلهم نفسياً، فتلك هي صورتهم وممارساتهم التي عرفها العالم أجمع، والتي لم يستطع بمجمعه إيقافها، بل لم يتخطى موقفه تجاهها عن الشجب والاستنكار إن وجدا!!

من جهته قال مدير مركز أحرار فؤاد الخفش إن الاحتلال يعذب الطفل عطا الله ويطرب بعرض الحائط كل الاعراف والمواثيق والقوانين الدولية التي تشير بشكل واضح لمعاملة ذوي الاحتياجات الخاصة والأسرى المرضي بشكل مميز الامر الذي لا تلتزم به اسرائيل .