الجمعة: 06/06/2025 بتوقيت القدس الشريف

كتب رئيس التحرير :الرئيس يتعامل مع غزة مثلما تعامل مع نهر البارد

نشر بتاريخ: 14/06/2007 ( آخر تحديث: 14/06/2007 الساعة: 22:04 )
كتب رئيس التحرير ناصر اللحام - كم أشعر بالحسد والغيرة من رباطة جأش السيد الرئيس، ومن هدوء أعصابه، ومن محافظته على لياقة اللغة العربية، فهو وسط كل ما يحدث يخرج على الشعب الفلسطيني في الوطن والمنفى ويتحدث عدة عبارات رصينة وموزونة بدقة ، ويراعي تماماً التنوين في اللغة العربية، فيرفع الفاعل وينصب المفعول به ويجرَّ، الرئيس يجر كثيراً في خطاباته .

وإذا فعلا يتعامل الرئيس مع قطاع غزة كإقليم متمرد على الشرعية فانه يكون قد فقد الأمل في أي حل، وسيكون على سكان قطاع غزة التعامل مع أنفسهم خارج حدود السلطة، إذا كان للسلطة حدود أصلا.

أما من الناحية السياسية، فاعتقد ان موقف الرئيس من قطاع غزة لا يختلف عن موقفه من مخيم نهر البارد ، اي انه وامام قيام فتح الاسلام " باختطاف " المخيم ، فانه سمح للمدفعيات بدكه حتى يفئ الى " الشرعية " ويعرف ان الله حق .

وابو مازن ليس مثل الرئيس عرفات فهو لا يطيق صبرا على الحيل الدفاعية ، ولذلك ولان حماس " اختطفت " قطاع غزة سيترك غزة ويعلن الدولة الشرعية في را م الله وكأنه يقول ان البادي أظلم ويترك القطاع يدفع ثمن " شقاوة " حماس .

وواضح تماماً ان ما يحدث في قطاع غزة لم يعد اقتتالاً, بل معركة الحسم السياسي والاداري والأمني,عملاً بالمثل الشعبي الفلسطيني, "لا تضع اكثر من ديك في قفص واحد" حتى لو كان قفص حكومة الوحدة الوطنية.

وبما ان حركة حماس قررت الحسم العسكري في قطاع غزة, وان السيد نزار ريان يعلن انه سيصلي يوم الجمعة في مقر الرئيس أبو مازن - أي احتلال منزل الرئيس ومقره في غزة ، بعد أن سيطرت على مقار الأمن بالقوة - فان حماس تكون قد قامرت بكل أوراقها على الحسم العسكري مثلما قامرت قيادة فتح بكل أوراقها على المفاوضات مع إسرائيل , وفي النهاية وكما هو معروف في الشرق الأوسط الويل للمنتصر, فعلى حماس الان ان تتحمل مسؤوليات قطاع غزة, دون تذمّر كما تحملت قيادة فتح 7 سنوات من التيه في لج الانتفاضة المسلحة .

وعودة إلى نهر البارد, أي عودة الى النسخة الاصلية . فان مصير قطاع غزة سيكون مثل مصير نهر البارد. والرئيس أبو مازن يتحمل مسؤولية لا تقل عن مسؤولية حماس. على فكرة هل يمكن لنا ان نسأل دولة رئيس الوزراء وسيادة الرئيس : ما هي أخبار نهر البارد ؟