الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة في عيون صحفية سويدية ... انها شظايا مدينة !

نشر بتاريخ: 21/06/2007 ( آخر تحديث: 21/06/2007 الساعة: 20:30 )
بيت لحم -معا- قامت الصحفية السويدية كترين اورمستاد بجولة ميدانية في قطاع غزة بعد ان سيطرت عليها حماس ونشرت مشاهداتها في صحيفة" هأرتس" الاسرائيلية تحت عنون " غزة شظايا مدينة " وفي ما يلي نص التقرير :

اول صورة تشاهدها عند دخول غزة هي صورة 150 انسان تقطعت بهم السبل على حاجز ايرز غالبيتهم من الشباب يجلسون على مقعد من الاسمنت وقد احاطتهم اكوام النفايات وتسود اجواؤهم اجواء العصبية حيث يطالبون بالانتقال الى رام الله كونهم اعضاء في حركة فتح لكن القلق يأكل قلوبهم على ابناء عائلاتهم الذين تركوهم خلفهم في غزة .

وهناك ايضا سيدة كبيرة في السن تقول بان عملية جراحية في ظهرها قد سبق وان حدد موعدها في مستشفى المقاصد بالقدس الشرقية وتشاهد شابا اسرائيليا يلبس معطفا فسفوريا يحضر الى منطقة تجمع اللاجئيين ليزودهم بالماء والحليب والخبز.

الجانب الفلسطيني من المعبر مدمر تماما حيث فكك مجهولون الواح الصاج التي كانت تشكل سقف المعبر الفلسطيني وقاموا بنقلها على عربات تجرها الحمير الى الاسواق حيث يبيعونها وهناك حفر كبيرة في ارضية الاسمنت حيث انتزعت انابيب المياه .

وعلى بعد كيلو متر ونصف من ايرز هناك حاجز لحركة حماس ما اجبر سيارة التكسي التي نستقلها على تخفيف سرعتها لكنها عبرت الحاجز دون اي تفتيش لنواصل طريقنا الى مخيم اللاجئين جباليا حيث منزل عائلة الشروف حيث تسكن ارملتي جمال وماجد ابو الجديان وهما من نشطاء فتح جرى اعدامهما الاسبوع الماضي .

وقالت ارملة احد الاخوة " منى " التي جلست على ركام بيتها المدمر وقد احتضنت ملابس زوجها " بعد الظهر حضر عناصر كتائب القسام وحاصروا المنزل وشرعوا باطلاق النار باتجاهه وبعد معركة بالاسلحة النارية استمرت ست ساعات وضع عناصر حماس عبوة ناسفة في مدخل المنزل اصابت زوجها جمال في وجهه الا انه نجح بالفرار الى مستشفى " كمال عدوان " لكن عناصر حماس امسكت به على مدخل المستشفى وقاموا باعدامه فورا وكذلك شقيقه لقي ذات المصير بعد لحظات قليلة ".

تسلمت عائلة ابو الجديان جثماني الشقيقين صبيحة اليوم التالي لاعدامهما وحين حاولت العائلة دفنهما اطلقت عناصر حماس النار باتجاه الجنازة فاصابت خمسة شبان من ابناء العائلة التي تركت النعش بالقرب من القبر مؤكدة بان عناصر حماس اطلقت النار باتجاه النعش .

هناك ايضا منزلان في الطريق الضيقة تشتعل بهما النيران وبائع البوظة لايكف عن المناداة على بضاعته وصوت مكبر الصوت الذي يصم الاذان لم يكن يبشر بالانقلاب الاسلامي كما اعتقدت بداية الامر وانما كان يعلن اسعار الملفوف والبندورة المتكدسة داخل سيارته واسواق غزة مليئة بالبضائع ولا يوجد مؤشر على نقص المواد الغذائية ولا يوجد كثير من المسلحين في الشوارع وجرى ازالة معظم الحواجز من الطرقات .

نصب الجندي المجهول اختفى من امام مقر المجلس التشريعي وعلى مبنى الامن الوقائي يرفف علم صغير وحيد هو علم حماس وعلى باب منزل محمد دحلان المدمر في حي الرمال تقف عربة يجرها حمار يجري تحميلها بأخر ما تبقى من بلاط المنزل حيث لم يبق في المنزل شيئ يذكر .

في مستشفى الشفاء هناك الكثير من الجرحى الذين اطلقت حماس النار على ارجلهم ويخشون ان تأتي حماس الى المستشفى لذبحهم وبعضهم يخشى من تلقي العلاج في اسرائيل ويفضلون الذهاب الى مصر احد الجرحى سبق وان خطف على ايدي رجال حماس وتم اطلاق سراحه وبعد ذلك اطلقت النار عليه واصيب في ظهره واصبح مشلولا.

ومن مقر الامن الوقائي المحتل قال الناطق الجيد بلسان المقر اسلام شهوان بان شعوره مختلط وغريب على مدار سنوات كانوا يحضروننا الى هنا والان المقر في ايدينا .

لماذا فعلتم ذلك ؟ فاجاب اسلام بسؤال على السؤال وقال هل تشعرين بامن الان في غزة ؟ هذا هو الجواب على السؤال الذي طرحتيه .