بيرس للسلام مرة أخرى بقلم - كمال حسن جبارين*

بيت لحم - معا - في الوقت الذي يسيل فيه الدم الفلسطيني على يدي الأخ والعدو، ونسمع فيه كل يوم صرخات و عذابات الأسرى وأنات الجرحى و نشاهد بأعيننا ما يسمى "بالسور الواقي" يلتف حولنا ويلتهم أرضنا، أرض الآباء والأجداد، ويشاهد العالم أجمع ما تقوم به عصابات بيرس و شارون من هدم للبيوت في القدس بحجة عدم الترخيص وفرض الضرائب الباهظة لتهجير أهلنا عن القدس والمقدسات.
وفي الوقت الذي يقف فيه كثير من أصدقائنا في العالم معنا ومع عدالة قضيتنا، ويضربون كل جمعة أروع الأمثلة في تصديهم للاحتلال في بلعين البطلة المناضلة، نجد أبناء جلدتنا ومن أهلنا من بين ظهرانينا فئة ضالة نسأل الله أن يهديها ويعيد لها رشدها، فئة قليلة لها أطماع شخصية وآنية، تشارك مع العدو الإسرائيلي في فريق واحد، فريق كرة قدم، متجانسين بزي واحد و مدرب واحد يلعبون ضد فريق ريال مدريد هذا الفريق الذي بسببه مزق البعض صمتنا الحزين ليلة القبض على غزة لهذا الفريق ، فريق السلام مطلوب منا أن نقف مع الجماهير الإحتلاليه لنلهب أكفنا وحناجرنا تشجيعاً له، ودعماً لهذا المشروع الذي ينساب من تحتنا ويدخل أعين البعض كالنعاس، ناسين أو متناسين جرائم قانا و دير ياسين والحرم الإبراهيمي و جنين والكثير الكثير من المجازر.
ترى كيف نسي المطبعون الشهداء أحمد أو سبيل و جمال غانم و كمال سالم والقطو، وكيف نسوا كيفية قتل الشهيد شاكر حسونة، ناهيك عن الشهيد ماجد رضوان الذي اغتيل بصاروخ شمعوني فصل رأسه عن جسده، ترى ماذا يقول المطبعون وكذلك إدارات الأندية واتحاد كرة القدم وأصحاب القرار في وزارة الشباب والرياضة ، ماذا يقول هؤلاء لأبناء وأسر الشهداء.
هل سيقولون عفواً!!، عذراً!! لأننا بعنا دمائكم وخنا عهدكم، ترى ماذا نقول لأصدقائنا في العالم، عندما يرون الضحية والجلاد متجانسين في فريق واحد، انتهى الإحتلال!!..
خرج الأسرى من السجون والمعتقلات وعادت القدس وعاد اللاجئون ولم يبق لنا مشاكل مع إسرائيل!!.
أيها الطامعون المطبعون نحن قبلكم دعاةً للسلام ولكن السلام الذي ليس بالمقياس الشمعوني بل سلام العزة والكرامة، سلام يعيد الحق لأصحابه كاملاً غير منقوص.
أما أنتم ولاة الأمر في الأندية والاتحاد والوزارة، صمتكم الرهيب يعني أنكم شركاء في الجريمة والخيانة ، والويل ثم الويل لكم من التاريخ والتاريخ لن يرحم.

* رئيس اللجنة المساندة لاتحاد كرة القدم في محافظة الخليل