الثلاثاء: 03/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرئيس مبارك سيزور غزة والقمة العربية ستعقد هناك

نشر بتاريخ: 30/08/2005 ( آخر تحديث: 30/08/2005 الساعة: 12:20 )
ترجمة معا- بقلم : داني روبنشتاين - عن هآرتس - الهجوم الذي وقع في بئر السبع يتناقض مع تصريحات المتحدثين الفلسطينيين المتكررة والقائلة بأنه يجب الحفاظ على التهدئة والاستمرار بها، فلا أحد يرغب بتخريب الاحتفالات المعدة لمناسبة تحرير غزة والاستعدادات للانتخابات التشريعية الفلسطينية المقررة في أقل من خمسة أشهر.

التوقعات الفلسطينية بما سيحدث في غزة قريباً تحلق عالياً, وهي آمال عريضة, الشائعات المنتشرة في الأوساط الاعلامية و الصحفية تشير الى أن عمر سليمان يحمل في جعبته أخبارا كثيرة, من بينها إمكانية زيارة الرئيس المصري حسني مبارك الى القطاع، لا بل أن هناك من قال, أن عباس ناقش مع مبارك خلال الزيارة الاخيرة الى القاهرة إمكانية عقد القمة المقبلة في غزة، المتحدثين الرسميين نفوا ذلك، لكن الشائعات من هذا النوع إنما تعكس المزاج في الشارع الفلسطيني قبل الانتهاء الكامل للانسحاب من غزة.

حتى نشطاء حماس في غزة يتفهمون أنه وفي ظل الظروف السائدة، فمن الأفضل أن يكون الحديث أقل عن انتفاضة ضد اسرائيل، والتحذير من انتفاضة ضد الرموز الفلسطينية الرسمية, اذا لم يتوقفوا عن نهجهم في الفساد" سوف تكون انتفاضة شعبية عارمة اذا لم تأخذ السلطة في نظر الاعتبار الحاجات الضرورية للناس" هكذا قال فتحي حمد، أحد نشطاء حماس في جباليا.

التمني أن يسود الهدوء في غزة مشوش بين الناس, ممزوج بالمخاوف من أن الثمن الذي قد يتم دفعه في النهاية سوف لن يكون في مدى احتمالهم، هذه المخاوف تبدو واضحة من خلال التغطية الاعلامية الفلسطينية البارزة للتقرير القائل أن السيطرة على الجانب الاسرائيلي من معبر" إيريز" قد يتم نقلها من الأجهزة الأمنية الى يد وزارة الداخلية, بكلمات أخرى، أن هذا المعبر قد يتم تحويله الى ما يشبه المعابر الحدودية بين الدول واجراءاتها التقليدية.

لماذا يثير هذا الوضع المخاوف ؟؟ لأنه وخلال سنوات مضت كان هناك قلق دائم بين الفلسطينيين عن احتمالية أن الوحدة الفلسطينية سوف يتم شقها اذا ما تم تقسيم الناس في كانتونات منفصلة، وهذا التخوف لم يأتِ من فراغ، فاحد أسباب النكبة الفلسطينية عام 1948 هو ضآلة الاحساس بالتضامن العربي معهم.

إن الارتباط العميق بالأرض قاد العديد منهم للقبول بأن يصبحوا مواطنين اسرائيليين وهكذا أصبح اليوم حوالي مليون فلسطيني " اسرائيلي" خارج الإطار الوطني الفلسطيني .

البعض يشعر أن هناك عملية مشابهة لذلك تحدث في القدس, المصادر الرسمية الاسرائيلية تقول, أنه وضمن ربع المليون فلسطيني في القدس الذين لا يريدون فقدان فوائد المواطنة الاسرائيلية, هناك القليل من النشاطات العدائية و"الارهابية" اذا ما قورن ذلك بما يحدث في جنين ونابلس.... الخ.

من وجهة نظر فلسطينية، الخطة او البرنامج الاسرائيلي للتقسيم هو عملياً في مراحله الأخيرة, حيث سيتم وصل القدس بمعاليه أدوميم والتي بدورها سوف يتم إحاطتها بالأسواروجدر ان الفصل وهذا سوف يكمل قسمة الضفة الغربية الى قسمين- شمال وجنوب- الكاتب يسميها -" يهودا والسامرة"- وبدون حلقة وصل أو طريق يصل بينهما, إن حياة حوالي 4.5 مليون فلسطيني يعيشون في اسرائيل سوف تكون مقسمة الى أربعة أجزاء، الأول في الضفة الغربية ومقسمين بين نابلس ورام الله والخليل وسوف يكون محكوماً بحكم ذاتي ضعيف ويمارس " الارهاب" فيه عصابات محلية، وميلشيات المستوطنين اليهود وغارات الجيش الاسرائيلي.

أما الثاني، فهو في غزة، تحت حكم فلسطيني مستقل، وسوف تكون هناك محاولات لتطوير نظام رسمي عادي.

الثالث يتألف من عرب القدس والذين لديهم الحق في العيش داخل اسرائيل .

أما الرابع فهو المؤلف من العرب الفلسطينيين في اسرائيل والحاملين للجنسية الاسرائيلية.

هذه ليست خطة للمستقبل، انما هي تلك الترتيبات التي أصبحت عملياً موجودة، والقلق الفلسطيني هو من إن الانسحاب من غزة سوف يكرس هذا الواقع الأليم للأرضي والشعب الفلسطيني.

29-8-2005