الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

نافذ عزام القيادي في الجهاد: الانسحاب الاسرائيلي يشكل انعطافة مهمة في تاريخ صراعنا مع العدو

نشر بتاريخ: 01/09/2005 ( آخر تحديث: 01/09/2005 الساعة: 14:39 )
غزة- معا- أكد الشيخ نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن عملية بئر السبع الاستشهادية التي وقعت الأحد الماضي تأتي في سياق المقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني وردا على المجازر الاسرائيلية التي تقترفها قوات الاحتلال بحقه، مشددا على أن لا مصلحة لأحد في نزع سلاح المقاومة سوى الاحتلال.

كما اعتبر الشيخ عزام الانسحاب من غزة وشمال الضفة المحتلة بمثابة انعطافة مهمة في تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، موضحا في هذا السياق أن الانسحاب جاء ببركة دماء الشهداء وعذابات الأسرى وأنات الجرحى إضافة للصمود الأسطوري الذي أبداه شعبنا على مدار سنوات الصراع.

إلى ذلك نفى القيادي في حركة "الجهاد" نفيا قاطعا الأنباء التي تحدثت مؤخرا عن نية حركة الجهاد الإسلامي المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة.

أقوال الشيخ نافذ عزام هذه جاءت في سياق المقابلة الخاصة التي أجرتها "الاستقلال" معه وهذه تفاصيلها:

عملية بئر السبع
فقد أكد الشيخ عزام "أن عملية بئر السبع الاستشهادية الأخيرة تأتي في سياق المقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني وردا على سلسلة المجازر الصهيونية التي ارتكبت على مدار الأسابيع الثلاثة الأخيرة بحق شعبنا في العفولة ومغتصبة شيلو ومخيم طولكرم"، موضحا أن اسرائيل هي التي تحاول تأجيج حالة الصراع في المنطقة من خلال استمرارها في عدوانها ضد شعبنا.

ونفى الشيخ عزام أن تكون عملية بئر السبع خروجا عن الاتفاق الوطني وحالة التهدئة المعلنة بين فصائل المقاومة كما حاول البعض أن يصورها، مؤكدا أن هذه العملية تأتي وفقا لاتفاق القاهرة الذي أجمعت عليه فصائل شعبنا والذي يكفل للمقاومة حقها بالرد على كل جرائم الاحتلال، حيث لا معنى للتهدئة في ظل الخروقات الاسرائيلية.

وفي هذا السياق استنكر الشيخ عزام الموقف الذي أبداه الرئيس محمود عباس عقب تلك العملية بوصفه إياها "عملية إرهابية"، مؤكدا أن الإرهاب هو ما تقوم به "إسرائيل"، داعيا إلى تمتين الموقف الفلسطيني ليظل موقفا قويا متماسكا في مجابهة الإرهاب "الصهيوني".

وفي رده على الادعاءات التي قالت إن عملية بئر السبع -التي نفذتها سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى-قد تعيق عملية الانسحاب من غزة، تساءل "لماذا لم يقال إن المجازر في شفا عمرو وشيلو وطولكرم هي التي تعيق الانسحاب؟" أما عندما نحاول تذكير العالم بمظلوميتنا وبهذا الخلل الفاضح في التوازن بالمنطقة، يسارع الجميع إلى اتهامنا بالإرهاب؟!

سلاح المقاومة
وفيما يتعلق بسلاح المقاومة، أكد القيادي في حركة الجهاد أن هذا السلاح لا يمثل خطرا على المشروع الوطني الفلسطيني، وإنما يحمي هذا المشروع ويدافع عنه وعن حقوق شعبنا، موضحا أن لا مصلحة لأحد في الساحة الفلسطينية في نزع سلاح المقاومة، ومؤكدا أن هذا المطلب مطلب أمريكي و"صهيوني" الهدف منه دفع الفلسطينيين للتناحر بما يوفر فرصة أفضل لدولة الاحتلال للاستمرار في سياساتها العدوانية تجاه شعبنا.

وأضاف الشيخ عزام انه وخلال كافة اللقاءات التي جمعت قيادة حركة الجهاد وفصائل المقاومة الأخرى بالرئيس محمود عباس لم يتم التطرق إلى نزع سلاح المقاومة، نافيا أن يتم طرح هذا الموضوع في الوقت الراهن أو المستقبل القريب، خاصة وأنه لم يوجد في الجهة الأخرى "إسرائيل" ما يغري السلطة للتجاوب مع مثل هذه المطالب.

الانسحاب من غزة
أما فيما يتعلق بالانسحاب "الصهيوني" من القطاع وشمال الضفة، فقال الشيخ عزام إن الانسحاب يمثل انعطافة مهمة في تاريخ الصراع الفلسطيني "الصهيوني"، مشددا على الدور البارز الذي لعبته المقاومة الفلسطينية في هذا المجال، مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود العديد من الدوافع "الصهيونية" وراء عملية الانسحاب.

أما بخصوص الدوافع الاسرائيلية في هذا السياق فقال: "إن إسرائيل تريد تجميل وجهها أمام العالم بعد سلسلة المجازر ضد شعبنا وهي بالتالي تقدم خطتها هذه على أنها مبادرة للفلسطينيين على حد زعمها". وأضاف إن هناك دافعا اسرائيليا آخر يتعلق بنظرة "إسرائيل" لقطاع غزة، حيث لا توجد أهمية كبيرة استراتيجيا أو توراتيا للوجود "الصهيوني" في القطاع، مشيرا إلى ما كان يردده رابين حول غزة بأنها ثقب اسود في رأس "إسرائيل".

ومن الدوافع أيضا كما قال الشيخ عزام: إن إسرائيل تريد أن تتخفف من أعباء الاحتلال للقطاع والتي تكلفها الكثير من خزينتها, بالإضافة إلى محاولة "إسرائيل" جعل خطة الانسحاب من غزة بمثابة مشروع سياسي للمرحلة المقبلة.

وتابع عزام قائلا: إسرائيل تواجه مأزقا كبيرا منذ خمس سنوات هي عمر الانتفاضة المباركة دون أن تتمكن من التوصل إلى حل يقضي على الانتفاضة التي وضعتها في مأزق خطير على كل من المستوى السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي، ولذلك قدمت إسرائيل حلا حاولت من خلاله ألاّ تكون ملزمة باتفاقات دولية تجبرها على تقديم تنازلات.

وبالرغم من المبررات "الصهيونية" لتنفيذ خطة الانسحاب، قال الشيخ عزام: إلا أننا يجب ألا ننسى صمود شعبنا الأسطوري وتضحياته الجسام على مدار عشرات السنين والتي كان لها الفضل الأكبر لاندحار الاحتلال بعد فضل الله عز وجل.

قضية المعابر...
إلى ذلك شدد عضو القيادة السياسية في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام على ضرورة خروج "إسرائيل" من كافة المعابر لا سيما معبر رفح، مؤكدا أن بقاء أي جندي "صهيوني" في المعابر سيكون هدفا لعمليات المقاومة القادمة.

وأضاف "إننا لا يمكن أن نعتبر الانسحاب الصهيوني من غزة كاملا إلا بخروج قوات الاحتلال من تلك المعابر والسماح بحرية الحركة فيها بالإضافة إلى إعادة تشغيل المطار وبناء الميناء، مؤكدا أن عدم حل تلك القضايا سيخلق لـ إسرائيل الكثير من المشاكل.

وأعرب الشيخ عزام عن ثقته بصلابة الموقف الفلسطيني والمصري أيضا فيما يتعلق بقضية معبر رفح، وقال: لا نظن أن يكون هناك تراجعا في هذا الموقف.

عودة قيادة الجهاد من الخارج
وفي موضوع ذي صلة بالانسحاب الاسرائيلي من القطاع بما فيه معبر رفح، سألنا الشيخ عزام حول إمكانية عودة بعضا من قيادة حركة الجهاد الإسلامي المتواجدين في المنفى إلى ارض الوطن، فأجاب قائلا: إن مسألة عودة الفلسطينيين من المنفى مسألة حساسة جدا لأنها متعلقة ببند مقدس وهو حق العودة للاجئين، لكن وربما لظروف وأسباب استثنائية قد يعود بعض الفلسطينيين في الخارج ومن بينهم عدد من قادة الفصائل الفلسطينية الذين يعيشون أوضاعا صعبة للغاية.

وفي هذا السياق شدد الشيخ عزام على أن عودة عدد محدود من الخارج لا يخدش أبدا حق عودة اللاجئين ولا يمثل خروجا عن التمسك الصلب بحق العودة، معتبرا عودة بعض قيادات الفصائل من الخارج بمثابة تعزيز لقوة الشعب الفلسطيني وتماسكه.

أما فيما يتعلق بقيادة حركة الجهاد في الخارج فأكد الشيخ عزام، انه لم يتقرر أي شئ بخصوص عودتهم حتى اللحظة.

دور "الجهاد" بعد الانسحاب
وحول دور فصائل المقاومة وتحديدا الجهاد الإسلامي بعد الانسحاب الاسرائيلي من القطاع، قال الشيخ عزام: إن دور حركة الجهاد الإسلامي سيظل مهما ومؤثرا في أي مرحلة من مراحل الصراع مع الاحتلال، طالما أن المقاومة لم تستنفذ أهدافها بعد، مشيرا إلى وجود العديد من القضايا التي يجب أن تواجهها فصائل المقاومة بعد الانسحاب.

أما فما يتعلق بالدور المنوط بحركة الجهاد بعد الانسحاب، فأكد الشيخ عزام أن الحركة ستعمل على الحفاظ على خيار الجهاد والمقاومة وترسيخهما كثقافة عامة لدى أبناء شعبنا والأمة جمعاء، بالإضافة إلى العمل على تعزيز روح الوحدة والمشاركة السياسية.

كما تطرق الشيخ عزام إلى نقطة مهمة وجوهرية في هذا السياق إلا وهي قضية التطبيع مع اسرائيل, حيث شدد على ضرورة العمل بقوة لمواجهة التطبيع مع "دولة الكيان" خاصة بعد التلميحات "الصهيونية" باستعداد عشر عواصم عربية للتطبيع مع دولة الاحتلال، مؤكدا أن كل تلك القضايا تمثل جزءا من برنامج حركة الجهاد فيما بعد الانسحاب.

الانتخابات التشريعية
وفي رده على المزاعم التي روّج لها في الأيام الماضية حول نية حركة الجهاد المشاركة في الانتخابات التشريعية المقررة في الخامس والعشرين من يناير المقبل، أكد القيادي في حركة الجهاد أن تلك المزاعم عارية تماما عن الصحة، معربا عن استغرابه من سريان تلك الشائعة بالرغم من الموقف الواضح والصريح لحركة الجهاد من هذه القضية والذي أعلن مرارا وتكرارا وفي أكثر من مناسبة.

وأوضح الشيخ عزام أيضا أن أسباب عدم مشاركة حركة الجهاد بتلك الانتخابات واضحة تماما، مضيفا "لقد قلنا إن الانتخابات السابقة استندت إلى مرجعية أوسلو وهذه المرجعية لم تتغير حتى الآن، لذلك لن نشارك في الانتخابات القادمة التي تعتبر أوسلو مرجعيتها القانونية".

الفوضى الأمنية
وحول موقف حركة الجهاد من ظاهرة الفوضى الأمنية خاصة تلك التي شهدها قطاع غزة مؤخرا، قال الشيخ عزام إن استمرارا هذه الظاهرة لن يخدم إلا "العدو الصهيوني"، داعيا كافة شرائح مجتمعنا للوقوف عند مسؤولياتها في هذه القضية التي تسيء كثيرا للوجه المشرق لشعبنا.

وأضاف الشيخ عزام إن السلاح الذي يوجه إلى صدور أبناء شعبنا أو الذي يستخدم لابتزاز مصلحة أو وظيفة شخصية أو لحل مشكلة عشائرية، هو سلاح مدان ومشبوه ويسيء إلى الشعب الفلسطيني وصورته الكريمة.

لا للفساد الإداري والمالي
وأخيرا، وحتى تكتمل فرحة أبناء شعبنا بالانسحاب "الصهيوني" من القطاع، دعا الشيخ عزام إلى توفير فرص عمل مناسبة لعشرات الآلاف من العاطلين عن العمل بما يوفر لهم حياة كريمة تليق بحجم التضحيات التي قدموها عبر سنوات الصراع الطويلة والمريرة مع هذا الاحتلال البغيض.

وقال يجب إن تكون هناك أولوية لرفع المعاناة والظلم الواقع على الناس والقضاء على كل مظاهر الفساد الإداري والمالي في مؤسسات السلطة حتى يفتح المجال أمام جماهير شعبنا لتأخذ دورها الحقيقي في بناء المجتمع لتكون عناصر بناءة.