الخميس: 16/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

عبد الكريم عراقي أول برلماني فلسطيني في منطقة نينبورغ الألمانية

نشر بتاريخ: 11/06/2014 ( آخر تحديث: 11/06/2014 الساعة: 14:40 )
هانوفر- معا - السياسي الألماني من أصل فلسطيني عبد الكريم علي عراقي، من عائلة فلسطينية تهجرت في النكبة الأولى إلى لبنان، وتنقلت العائلة فيما بعد إلى مخيمات صبرا وشاتيلا وتل الزعتر، وعاشت عائلته المجازر التي ارتكبت بحق هذي المخيمين. ولد في لبنان ثم غادر الى تشيكوسلوفاكيا ومنها الى جمهورية المانيا، حيث درس علم الاجتماع التربوي، وعمل في مجال الرياضة، كمدرب في الاتحاد الالماني لكرة القدم.

وفي عام 2007 أصبح عضوا في حزب الخضر الألماني، وتم تعيينه في العام 2009 نائبا لرئيس الحزب في منطقة نينبورغ، ثم ترشح للانتخابات في العام 2011 وفاز بالدورة الأولى، وحصل على مقعد في المجلس المحلي الاستشاري، وأيضا على مقعد في برلمان المدينة، كما عين نائبا لرئيس البلدية، ليكون أول عربي فلسطيني مسلم في كل ألمانيا يتولى هذا المنصب، وكذلك أول فلسطيني يحصل على مقعد في برلمان المدينة.
|284645|

موفد (معا) إلى مدينة نينبورغ، التقى البرلماني الألماني (الفلسطيني) وأجرى معه الحديث التالي:

*كيف ترى نفسك في المجتمع السياسي الألماني؟

ـــــــــ عندما قدمت إلى ألمانيا كنت شابا صغيرا، لكني نشأت وترعرعت على حب فلسطين وعلى كيفية العمل لخدمة القضية الفلسطينية، ولذلك رأيت أنه من الأفضل أن أنتمي إلى حزب ألماني أستطيع من خلاله أن أخدم وطني الأصلي، فانتسبت إلى حزب الخضر وهو أحد أقوى ثلاثة أحزاب في ألمانيا. وأنا من ناحية عملية أمارس مهامي السياسية كنائب ألماني يخدم ناخبيه، لكن القضية الفلسطينية لها مكانة مميزة في قلبي.

*لنتحدث حول وضع الفلسطينيين اجتماعيا في المنطقة؟

ـــــــــ نشكر الله على أن الفلسطينيين في منطقتنا متضامنين مع بعضهم البعض، ويوجد تعاون بينهم وبين المغتربين العرب الآخرين من لبنان وسوريا والعراق والأردن ، وأهم من ذلك يوجد ترابط أسري قوي، وكما قلت نحن الفلسطينييون هنا في منطقتنا يضرب بنا المثل في التعاون ومساعدة ومحبة الآخرين.

*وعلى الصعيد السياسي؟

ـــــــــ في الحقيقة أنا الفلسطيني الوحيد الناشط سياسيا عللى صعيد حزبي ونيابي، لكن كل هذا يأتي بشكل خاص بفضل دعم الشباب الفلسطيني والعربي لي، والشباب الالمان ايضا، حتى بفضل أصوات المغتربين الأتراك، فأنا أمثلهم في منطقتي أيضا، وأهتم بهم ولنا علاقة جيدة معهم، ومن المفروض أن يكون التعاون بيننا قويا بحكم العلاقة الفلسطينية التركية المتينة.

*هل تواجهون مشاكل كأجانب مسلمين في المجتمع الألماني؟

ـــــــــ في الحقيقة أن هناك مشاكل بدأت في ألمانيا بشكل عام فيما يتعلق بالمسلمين منذ أحداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، والموجة التي بدأت ضد المسلمين منذ تلك الفترة، لكن نحن هنا في منطقتنا لم نشعر بها أبدا، فنحن في منطقة هادئة وليست منطقة كبيرة سكانيا ولا يتجاوز عدد سكان المنطقة المائة ألف، إضافة إلى ذلك نحن نقوم بدور مهم فيما يتعلق بالاسلام إن كان ذلك على صعيد محاضرات أو على صعيد لقاءات، ونشرح للمواطن الألماني أن الدين الاسلامي هو دين محبة ودين تسامح واعتدال، والاسلام بريء من كل متطرف ومن كل إرهابي.

*هل توجد قوانين في المنطقة تمنع المرأة المسلمة من ارتداء الحجاب؟

ـــــــــ لا لا أبداً. نتمتع بحرية تامة كمسلمين، ولا توجد عوائق أو مضايقات رسمية أو شعبية تجاهنا كمسلمين، حتى أنه يوجد لدينا مقبرة إسلامية، وهناك تسهيلات كثيرة لدينا كمسلمين، إذ توجد لدينا منتدى يتم فيه تعليم اللغة العربية لجميع المغتربين العرب ويتم فيه تعليم الدين الاسلامي.
*الا تقيم اتصالات كبرلماني من أصل فلسطيني مع القيادة الفلسطينية في رام الله؟

ــــــــــ لا توجد اتصالات مع رام الله مباشرة، لكن كان هناك اتصال مع سفير فلسطين السابق في برلين صلاح عبد الشافي، ومن المفترض من ناحية منطقية أن تتعاون القيادة الفلسطينية معنا، لنقوم بدورنا في خدمة القضية الفلسطينية، وأنا شخصيا اتصلت بالسفارة وأطلعتهم على مكانتي السياسية، وبصراحة يجب على السفارة الفلسطينية في برلين أن تتبنى وترعى كل سياسي ألماني من أصل فلسطيني.

*أنت في منصبك الحزبي المسؤول في حزب الخضر، هل يتم معالجة الأحداث الفلسطينية في اجتماعات الحزب؟

ـــــــــ نعم، في مؤتمر حزب الخضر الذي انعقد في مدينة كيل الألمانية عام 2012، كان جدول الأعمال يتضمن مناقشة موضوع الاعتراف بفلسطين في الأمم المتحدة، وكنت قد قمت بحملة في أوساط الحزب لدعم مشروع التصوبت لصالح الاعتراف بفلسطين، وكنت أنا الفلسطيني الوحيد في المؤتمر.

*هل تتعرضون لمضايقات من أنصار الحركة الصهيونية خلال العمل من أجل الموضوع الفلسطيني؟

ـــــــــ لا، نحن نقوم بتنظيم نشاطاتنا بشكل رسمي وبدعم الجهات الرسمية، حيث ننظم تظاهرات وفعاليات، وفي فترة الحرب على غزة قمنا بتنظيم مظاهرة كبيرة، وقد حاول بعض الصهاينة التهجم كلاميا علينا، إذ قال أن المتظاهرين يجب أن تلقى عليهم قنبلة، فذهبت إلى شرطي وأخبرته بذلك، ووضع حدا له.

*هل لديك اتصال مع مكتب الجامعة العربية في برلين؟

ـــــــ للأسف الشديد، إن مكتب الجامعة العربية في برلين، لا يقوم بالدور المفروض به ان يقوم به، فأنا التقيت بسفير الجامعة العربية، وأخبرته بنشاطي كبرلماني عربي فلسطيني، وكالعادة وعد بالتواصل معي، ولم أسمع منه أي شيء وكان ذلك قبل سنة. أنا في الحقيقة أعمل في مجالي السياسي بما يخدم قضيتي الفلسطينية، وهذا واجبي.

حاوره: احمد حازم