الجمعة: 24/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

رسالة جامعية حول دور صحافتي «فتح» و«حماس» في مرحلة «الفلتان الأمني» والسياسي في فلسطين

نشر بتاريخ: 17/07/2007 ( آخر تحديث: 17/07/2007 الساعة: 20:53 )
بيت لحم -معا- نشرت صحيفة الصباح التونسية في عددها الصادر اليوم تقريرا لمراسلها كمال بن يونس تحدث فيه عن دراسة جامعية للباحث الفلسطيني في معهد الصحافة علوم الاخبار في تونس احمد القدوة ،حول دور وسائل الإعلام الفلسطينية من قضية الفلتان الامني والسياسي في فلسطين المحتلة ومدى ساهمتها في معالجة هادئة للازمة دون التسبب في تأجيجها وتعميقها؟

الرسالة قدمت في جزئها النظري قراءة لتاريخ الصحافة الفلسطينية منذ النشأة حتى بروز الصحافة الالكترونية وصولا إلى مرحلة ما بعد أوسلو.. اي مرحلة قيام السلطة الفلسطينية وبروز الخلافات بين حركتي «حماس» و«فتح» قبل الانتفاضة الفلسطينية الثانية وبعدها.. ثم قبل فوز «حماس» بالأغلبية في انتخابات المجلس التشريعي وبعد تشكيلها حكومة إسماعيل هنية..

من التبرير الى التحريض

وركز البحث في قسمه التطبيقي على تحليل مضمون مقالات الراي التابعة لموقعي «حماس» وصحيفة الكرامة الفتحاوية.. قبل رصد مظاهر مختلفة من «أوجه التبرير والتحريض» للشارع الفلسطيني ضد الطرف المقابل.. لاعتبارات حزبية وسياسية ضيقة غالبا.. لان التبرير والتحريض شمل الخطوط الحمراء.. اي الظواهر الخطيرة للفلتان الامني الذي استهدف مرارا رموز السلطة الفلسطينية وحركتي «فتح» و«حماس».. بمن فيهم الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء آنذاك إسماعيل هنية ووزراء الداخلية ومسؤولي الأمن والمخابرات..

تهمتا «الخيانة».. و«الولاء لجهات مشبوهة»

ومن بين الاستنتاجات التي توصل إليها الباحث أحمد القدوة في رسالته أن «المسار الحجاجي» لوسيلتي الإعلام التابعتين لـ«فتح» و«حماس» كان تحريضيا بالأساس.. خدمة للاجندا المختلفة لهذا الطرف أو ذاك..

وبحكم اختلاف مبررات الحملات الإعلامية المتبادلة وتباين المواقف من ظاهرة الفلتان الامني فان كل حركة ركزت على عناصر معينة في حملتها: «حماس» ركزت على اتهام بعض قيادات «فتح» ومؤسسة الرئاسة في رام الله «بالخيانة والتبعية لإسرائيل والولايات المتحدة وحلفائهما في المنطقة».. بينما ركزت صحيفة «الكرامة» الفتحاوية على «الصبغة الإسلامية لـ«حماس» وعلاقاتها المشبوهة بتنظيم الإخوان المسلمين وطهران وسوريا وحزب الله..» اي ان أدبيات «فتح» اعتبرت «حماس» «مجرد وسيلة في أيدي أطراف خارجية تعتبر القضية الفلسطينية برمتها جسرا للعبور نحو مخططات كبرى في المنطقة»..

غياب المجادلة العقلانية :

ومن حيث الشكل استنتج الباحث احمد القدوة أن «المقالات في صحيفة «فتح» وموقع «حماس» ركزت على مقالات المحاججة أكثر من مقالات المجادلة» وعلى «الأسلوب المثير للدهشة والتحريض والتبرير وليس على منهج الإقناع الهادئ».

من جهة اخرى كشفت الدراسة ان الاهتمام الكبير بالفلتان الامني من قبل الطرفين المتصارعين قبل اتفاق مكة وبعده يؤكد حساسية الملف بالنسبة لغالبية الشعب الفلسطيني الذي رفض نقل المعركة من صراع مع قوات الاحتلال الى صراعات داخلية على المواقع والمناصب والمسؤوليات.. رغم محاولات صحيفة «فتح» اقناع الشعب بوجود مؤامرات ايرانية وسورية واخوانية ضده.. مقابل ادعاء موقع «حماس» بان بعض قيادات «فتح» باتت «المساعد المنفذ للتطلعات الاسرائيلية الامريكية في المنطقة»..

هذه الرسالة التي أعدها طالب فلسطيني في تونس لا تخلو من طرافة خاصة أنها أنجزت وظاهرة الفلتان الامني تستفحل فلسطينيا.. قبل أن تتطور من صراعات داخلية بين بعض مراكز القوى العسكرية والمالية والسياسية داخل «فتح» إلى صراعات اخطر بين تنظيمي «فتح» و«حماس».. بأبعادهما الوطنية والإقليمية والدولية.. في مرحلة لم تقم فيه بعد الدولة الفلسطينية المستقلة.. بل العكس هو الذي يسجل.. اذ تتابع إسرائيل سياسة ابتلاع الأراضي وترحيل الفلسطينيين وبناء مزيد المستوطنات حول القدس المحتلة وفي كامل الضفة الغربية.