الجمعة: 01/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

خواطر رياضية يكتبها / فتحي براهمة

نشر بتاريخ: 21/07/2007 ( آخر تحديث: 21/07/2007 الساعة: 18:42 )
بيت لحم - معا - تتوجة انظار وافئدة الاسيويين ومنهم العرب الى ملاعب جنوب شرق اسيا لمتابعة تصفيات كاس الامم
الاسيوية والتي وصلت مبارياتها الى محطة ربع النهائي ، بعد سلسلة عروض كروية متفاوتة فنيا مابين المتوسط والمثير ، ولعل الشيْ الملفت للانظار هر تواضع مستوى المنتخبات العربية الاسيوية والتي يمكن القول ان الحظ اكثر من الاداء الفني هو صاحب الفضل في انتقال بعضها الى دور ربع النهائي ، مما بدد لدى الكثيرين من ابنا جلدتنا الامل بفوز احد المنتخبات العربية بلقب البطولة والتي كان للعرب منها الحظ الاوفر في السنوات الماضية ، بالمقابل شهدت البطولة ولادة منتخبات كروية فاجاْت الجميع خاصة منتخبا فيتنام واندونسيا اللذان قدما مستوا رائعا خلال مباريات الدور الاول للبطولة
هذة المفارقة الكروية والتي من الصعب القول انها ظاهرة كروية على اعتبار ان عمر تالق المنتخبات المذكورة قصير ولايحق لنا ان نطلق عليها مسمى ظاهرة كروية ، لكنها بمنطق التحليل الرياضي العلمي لابد من وضعها تحت المجهر لدراستها ومقارنة نتائج انطلاقتها مقابل تراجع الكرة العربية ، والتي كانت مشاركتها في نهائي بطولتي ابطال الاندية وابطال الكاس الاسيويين مشرفة لعظمة النتائج التي تحققت لاسيما تكرار النادي الفيصلى الفوز ببطولة بطولة ابطال الكاس الاسيوية
وقد يقول قائل ان الرياضة هي صورة حية للنماء والرخاء والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي ، والمراْة التي تعكس تقدم المجتمعات ، لكن المقولة قد تكون صحيحة لبعض الوقت وغير صحيحة في البعض الاخر اذا ما قارنا بين الحال الاقتصادي لدول اوروبا وافريقيا والتطور الذي اصاب منتخبات عدة في هاتين القارتين ، وامام هذا الواقع فان الامر الاسهل القول ان الغرور الذي طغى على اداء المنتخبات العربية ونظرة الحكومات العربية للرياضة على انها قضية ثانوية لاتدخل في صلب التربية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية الاقليمية اذا جاز لنا ذلك هما من الاسباب التي ادت الى عدم تقدم الكرة العربية خاصة والرياضة العربية بشكل عام ، في حين ان عدد من الدول الاسيوية والتي احتلت مكانة النمور في الاقتصاد العالمي ادركت ان النمو الاقتصادي والدخول في منافسات الاقتصاد الحر لابد وان يكون مقروننا بتقدم رياضي قاري وعالمي يتوافق مع النمو الاقتصادي ويؤسس لبرامج تسويق لبضائعها عبر استضافة البطولات والمنافسات الرياضية الاسيوية والقارية ، فهل ستكون الكبوة العربية في نهائي امم اسيا مجرد محطة عابرة لن تدوم ، ام انها تعبير عن حالة التراجع العربي على المستتويين الثقافي والاقتصادي في وطن عربي لازال اسير انتشار الامية والاعتماد على الاخرين حتى والاخفاق في منح المدرب العربي فرصة التعبير عن قدراتة القيادية فقط عل مستوى كرة القدم .