مبروك للعراق الحبيب والسعودية اكبر الفائزين بقلم - ياسين الرازم
نشر بتاريخ: 31/07/2007 ( آخر تحديث: 31/07/2007 الساعة: 13:45 )
بيت لحم - معا - واخيراً ضحكت بغداد ملء شدقيها ورقصت مطولاً على انغام انتصارات منتخبها المتوج بالنصر المؤزرفي النهائي العربي على المنتخب السعودي الذي خرج حسب رأيي خروجاً مشرفاً لا بل انني اعتقد انه يعتبر اكبر الفائزين بعد المنتخب العراقي الذي استحق ان يحمل الكأس الغالية ويسجل اسمه في سجل ابطال الكأس الاسيوية ولاول مرة رغم ما يمر به من احتلال ودمار وطائفية مقيته ودماء غطت شوارع بغداد عاصمة المنصور وقلعة الرشيد في صورة شبيهة عن مشهد تدمير التتار لبغداد ومياه دجلة والفرات التي تحولت الى لون حبر الكتب والمؤلفات والمخطوطات العربية والاسلامية .
لقد نجح تلامذة المدرب المؤقت البرازيلي البرتغالي الجنسية( فييرا )الذي قاد اسود الرافدين بحنكة وخبرة واسعتين واستطاع استثمار جهود المدربين الذين سبقوه خلال السنوات السبع في تدريب المنتخب العراقي ونجح في توظيف قدرات جميع النجوم في الميدان امثال الحارس المتألق نو رصبري ومهدي كريم ومحمد غلام وباسم عباس وقصي منير وجلاد الحراس يونس محمود( افضل لاعب في البطولة ) ومعه كرار جاسم والموهوب نشأت اكرم والقاطرة البشرية هوارملا محمد وغيرهم من النجوم الذين توجوا اخيراً جهود حسين سعيد وعدنان درجال واحمد راضي وباسل كوركيس وليث حسين وسعد قيس وناظم شاكر وغيرهم من نجوم الزمن العراقي الجميل بالكأس الغالية ، وبالمقابل فان المنتخب السعودي قدم عروضاً مبهرة واستطاع تعطيل الحاسوب الياباني وابعاده عن النهائي من خلال مجموعة شبه مغمورة من اللاعبين الشباب وبقيادة المدرب البرازيلي القدير( انجوس) الذي تحمل في البداية السخط الجماهيري و الانتقاد الاعلامي عندما ابعد مجموعة من النجوم الكبار عن تشكيلة المنتخب وقبل التحدي واللعب بهذا المنتخب الشاب الذي يعتبروبحق منتخب المستقبل و الركيزة الاساسية لتصفيات كأس العالم اذا ما شهد الاستقرار الاداري والفني واذا ما منح الاتحاد السعودي الثقة للبرازيلي( انجوس) .
نعود لاصحاب الانجازالكبير للابطال العراقيين الذين قدموا مباراة العمر في اللقاء النهائي امام الاخضر السعودي وامتلكوا كل مفاتيح اللعب وسيطروا على مجريات اللقاء واثبتوا علو اكعابهم ولم يتأثروا بالتاريخ الذي كان يصب للسعودية حاملة اللقب ثلاث مرات فرسموا البسمة على شفاه كل طفل عراقي واعادوا الامل لكل ام عراقية مكلومة وكتبوا المجد على شاهد قبر كل شهيد عراقي ونحجوا في ان يكون يوم الاحد الماضي اليوم الوحيد الذي لا يسقط فيه الشهداء والابرياء منذ الاحتلال الامريكي للعراق ، وابرقوا بالرسائل لشعبهم واحزابهم وطوائفهم بالتوحد حول العراق الكبيرمن شماله الى جنوبه ودحر المحتل الغاصب واثبتوا للقاصي والداني ان لا مستحيل في عالم كرة القدم فعلى الرغم من انهم دخلوا البطولة غير مرشحين وعلى الرغم من ان لم يتجمعوا في بلدهم وجمعتهم الغربة القاسية وعلى الرغم من افضل امانيهم كان الوصول الى الدور الثاني الا انهم بالعزيمة والاصرار والادارة الحكيمة والبصيرة النافذه لرئيس الاتحاد حسين سعيد واصلوا التألق مباراة بعد مباراة فهزموا استراليا وكوريا وكتبوا انصع صفحات المجد لهم وللكرة العراقية المحرومة من رؤية ابنائها وهم يلعبون على استاد الشعب وملاعب بغداد الكرخ والشرطة ومن لم يزر بغداد يصعب عليه تخيل هذه المدينة الرائعة وكيف جمع الفوز باللقب بين ابناء الرصافة والكرخ الذين قطعت اوصالهم الحرب الطائفية ومن قدر له مشاهدة المسيرات احتفالاً بالفوز في الانباررغم حظر التجوال و الحصار يعي تماماً قيمة النصر ومذاق الفوز باللقب .
لا نملك الا ان نطير اصدق التهاني للشعب العراقي الحبيب ضارعين للمولى عز وجل ان يندحر الاحتلال الجاثم على صدره ويعود العراق شامخاً واحداً موحداًً وان يحفظ الله دماء ابناءه وان يكون هذا الانجاز ( الذي هو بحق بحكم الاعجاز ) درساً لقيادتنا الرياضية المحلية التي لا اظنها تعيش في ظروف اكثر تعقيداً من القيادة الرياضية العراقية الا ان الاخيرة عرفت كيف تستثمر طاقات لاعبيها ومحترفيها بالخارج اما نحن فما زلنا نتدرب على ركلة البداية و قد لا يكون مطلوباً من اتحادنا العزيز تحقيق انجاز شبيه بالانجازالعراقي ولكن من حقنا مطالبته بالاعداد الجيد للاستحقاقات القادمة وخاصة تصفيات كأس العالم 2010 وتصفيات كأس اسيا 2011 في قطر .