الثلاثاء: 16/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الدكتور البرغوثي يفند المزاعم الاسرائيلية بأن ما يجري في قطاع غزة هو انسحاب

نشر بتاريخ: 06/09/2005 ( آخر تحديث: 06/09/2005 الساعة: 21:37 )
رام الله - معا - فند الدكتور مصطفى البرغوثي، الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، الوهم الذي تحاول اسرائيل تصويره، بأن ما يجري في قطاع غزة هو انسحاب، الامر الذي وقعت فيه معظم وسائل الاعلام الغربية وبعض وسائل الإعلام العربية.

جاء هذا خلال مؤتمر صحفي عقده الدكتور البرغوثي في مقر المبادرة بمدينة رام الله، تطرق فيه كذلك، الى سبل الخروج من الوضع الراهن، الى جانب الوضع الداخلي وخطورته في ظل حالة الفلتان الامني وعدم وجود تنظيم طبيعي للعلاقات الداخلية.


فبخصوص خطة "فك الارتباط" الاسرائيلية من قطاع غزة، بين الدكتور البرغوثي مدى قلة حجم الاراضي التي اعادت قوات الاحتلال،انتشارها منها، مقارنة بمساحة الاراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال الدكتور البرغوثي، ان مساحة فلسطين التاريخية هي 27 الف كيلومتر مربع، مساحة الضفة الغربية منها 5760 كيلومتر مربع اي 22%، وقطاع غزة 360 كيلومتر مربع، اي ان مساحته لا تتجاوز 1.3% من مساحة فلسطين التاريخية، و5.3% من مساحة الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 التي تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة.

واشار الى وجود 152 مستوطنة معترف بها في الضفة الغربية وقطاع غزة، اضافة الى عشرات النقاط الاستيطانية العشوائية، منها 101 مستوطنة بالضفة، و30 بالقدس الشرقية، في حين ان ما تم اخلاءه هو 21 مستوطنة في غزة، و4 مستوطنات في جنين، ما يعني استمرار وجود 127 مستوطنة، عدا عشرات النقاط الاستيطانية غير الرسمية.

كما بين ضآلة عدد المستوطنين الذين تم اخلائهم، موضحا ان 245 الف مستوطن يقطنون في الضفة الغربية، و190 الف اخرين يقطنون القدس، اي ان مجموع عدد المستوطنين في الاراضي الفلسطينية هو 436 الف مستوطن، في حين لا يتجاوز عدد المستوطنين الذين تم اخلائهم 8475 مستوطن.

وقال أن مستوطني غزة الذين تم اخلاءهم لا يمثلون سوى 2% من مجموع المستوطنين المقيمين في الضفة الغربية والقدس، وقد انضم عدد كبير منهم الى مستوطنات معاليه ادوميم وارييل وغيرهـا. كما بين ان حجم المستوطنين الذين جاءوا خلال السنة الحالية الى الضفة الغربية هو 12.800 مستوطن أي ان عددهم يفوق عدد الذين تم اخلائهم من غزة بـ 150% .

وتطرق الدكتور البرغوثي الى التوسع الاستيطاني القائم على قدم وساق حاليا، اذ يتم بناء مستوطنات جديدة في قرية جبل المكبر والبلدة القديمة بالقدس، وما بين مستوطنة معالية ادوميم والقدس، اضافة الى مستوطنة جديدة في قرية جيوس قرب قلقيلية، ناهيك عن التوسع المستمر في المستوطنات القائمة، وعدم وجود أي توجه سياسي اسرائيلي لازالتها.

بين الدكتور البرغوثي ان ماجرى ليس انسحابا وانما تفكيكا لمستوطنات، لذلك فإن استخدام كلمة الانسحاب هو امر خاطئ، اذ انه يعني إنهاء سيطرة اسرائيل على البحر والبر والجو وعلى المعابر من والى قطاع غزة، وانتقال السيادة لطرف آخر، وهو ما لم يحدث، اذ ما تزال اسرائيل تحتل المنطقة الشمالية من قطاع غزة بما في ذلك حاجز "ايريز"، علاوة على بقاء اجزاء كبيرة من شرق القطاع تحت الاحتلال الاسرائيلي، واصرار اسرائيل على السيطرة على البحر والجو والممرات، واخر ذلك نقل المعبر الرئيسي من رفح الى المثلث القائم ما بين قطاع غزة ومصر واسرائيل لضمان السيطرة الاسرائيلي على البضائع التي تدخل المنطقة، وقال:" تعني هذه الخطوة استمرار الاحتلال، اذ بأي حق تتدخل اسرائيل في البضائع والدخول الى الاراضي الفلسطينية".

وبين كذلك ضخامة حجم الاراضي التي سيصادرها جدار الفصل العنصري من اراضي الضفة الغربية والتي تصل الى 46% منها، مقارنة بحجم قطاع غزة، حيث يصادر الجزء الغربي من الجدار 9.5% من مساحة الضفة، وهو ما يعادل 557 كيلومتر مربع أي ما يعادل 155% من مساحة قطاع غزة، فيما سيحتجز الجدار خلفه 465 كيلومتر مربع أي 8% من مساحة الضفة، فيما سيصادر الجدار الشرقي في حالة بنائه 29% من اراضي الضفة.

وفي القدس، اوضح ان مستوطنة معالية ادوميم ستضم 65 كيلو متر مربع اليها، بحيث تصل الى البحر الميت، وتشطر الضفة الغربية الى قسمين شمالي وجنوبي، اضافة الى عزل القدس الشرقية نهائيا عن محيطها، وسجن بعض قراها كعناتا ومخيم شعفاط للاجئين وزعيم بجدران من جميع الجهات.

واجرى الدكتور البرغوثي مقارنة بين حجم الانتهاكات الاسرائيلية والفلسطينية لاتفاق اطلاق النار الذي تم توقيعه في شرم الشيخ بتاريخ 8/2/2005، فنتيجة الانتهاكات الاسرائيلية سقط 75 شهيداً بينهم 17 طفلا، و 717 جريحاً، في 2184 عملية إطلاق نار، كما تم خلال العام الحالي وحده اعتقال 1916 مواطناً في حين أقامت قوات الاحتلال 2306 حاجزا، أما إجمالي مساحة الأراضي التي صادرتها قوات الاحتلال 34718 دونماً، كما قامت بأعمال التجريف واقتلاع الأشجار حيث بلغ عدد هذه الأعمال 104 مرة، هذا ولم يسلم المواطنون الفلسطينيون من اعتداءات المستوطنين حيث نفذوا 394 اعتداء. وأوضح ان عدد المعتقلين الجدد أكثر من ضعفي الذين تم الافراج عنهم خلال العام الحالي حيث بلغ المعتقلون 1916 مقابل 900 افرج عنهم.

واشار الى استمرار وجود اكثر من 7500 اسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية، 344 منهم تحت سن الثامنة عشرة، 78 تحت سن السادسة عشرة، علاوة على وجود 155 فلسطينية بينهم، 19 منهن امهات او وضعن مواليدا اثناء تواجدهم في السجن.

بالمقابل، قتل 14 اسرائيليا، بينهم طفلان، وجرح 149 اخرون، في 3 هجمات فلسطينية، و149 حالة اطلاق صواريخ.

أوضح الدكتور البرغوثي ان المخرج من الوضع الراهن يكون بأمرين، اولهما بالتوجه بقرار محكمة العدل الدولية في لاهاي الى مؤسسات الامم المتحدة، ومطالبتها بإلزام اسرائيل به او فرض عقوبات عليها ما لم تنصع له، وهو ما قامت المبادرة في سبيله بتوقيع عشرات الاف التواقيع، التي تحث الحكومة الفلسطينية واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على المضي قدما في هذا الاتجاه.

اما الامر الثاني فالدعوة فورا الى عقد مؤتمر دولي يفتح جميع ملفات الحل النهائي المغلقة، لانتزاع زمام المبادرة من شارون الذي يحاول تصوير ما جرى في قطاع غزة بالتنازل الكبير، وفرض وقائع على الارض باستمراره بالتوسع الاستيطاني في القدس والضفة.

واشار الى وجود استعداد دولي لعقد هذا المؤتمر اذا ما قامت السلطة الفلسطينية بالالتزام به، وهو ما لمحه من خلال لقاءاته مع وزراء خارجية دول عدة.

وطالب في هذا المجال السلطة الفلسطينية بمراجعة موازنتها، مشيرا الى رفعها رواتب العاملين في بعض اجهزة الامن، في حين تستمر البطالة في الاستفحال، اضافة الى ورود معلومات اكيدة بأن 30% من موظفي القطاع الحكومي، وبعضهم ممن شملته الزيادات، يتقاضون رواتبا دونما دوام في اماكن عملهم. وقال ان صغار الموظفين في الجهاز الحكومي والامن يستحقون الزيادة، لكن القطاعات الاخرى تستحق دعما فوريا.

وطالب في هذا المجال بسياسة حكومية متوازنة، تعيد النظر في السياسات الاجتماعية، وتراجع العديد من القرارات التي اتخذت لاسباب فصائلية او فئوية او انتخابية، منتقدا في هذا المجال تخصيص السلطة الفلسطينية 26% من موازنتها الاخيرة لاجهزة الامن، في حين لم تخصص الا 8و0% للزراعة، و 1و0% للثقافة، ولا شيء للمجالس المحلية.

بالمقابل دعا الجميع الى توخي الامن والحرص على حياة الفلسطينيين خاصة المدنيين منهم، الذين يعانون الامرين من ظلم الاحتلال وبطشه، مشيرا في هذا المجال الى الاسف العميق لنتائج الانفجار الذي وقع في الشجاعية وأودى بحياة العديد من الابرياء.