الأربعاء: 23/07/2025 بتوقيت القدس الشريف

أبو ليلى: بصمات أبو عمار ما تزال حية في عقولنا

نشر بتاريخ: 11/11/2014 ( آخر تحديث: 11/11/2014 الساعة: 20:50 )
رام الله - معا - قال النائب قيس عبد الكريم "ابو ليلى" نائب الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن بصمات الرئيس الراحل ياسر عرفات أبي عمار – ما تزال حية في عقولنا، نابضة في قلوبنا، تلهمنا وتسدد خطانا. أبرز تلك القيم: الوحدة الوطنية المؤسسة على رفقة الخندق الواحد، خندق الكفاح من أجل الحرية والاستقلال، من أجل العودة وتقرير المصير.

وأضاف النائب أبو ليلى إن مرحلة الرئيس الشهيد ابو عمار لم تكن تخلو من الخلافات بل وأحياناً التصدعات في الصف الوطني. ولكنها كانت كلها تذوب في بوتقة الوحدة، وفي أتون المعركة المشتركة ضد العدو الواحد المتمثل بالاحتلال.

تصريحات النائب ابو ليلى جاءت خلال كلمة القاها باسم فصائل م.ت.ف. في المهرجان المركزي لاحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد القائد الراحل أبو عمار في مقر المقاطعة برام الله اليوم .

وتابع النائب أبو ليلى " هي ليست صدفة إذن أن يختار أعداء الوحدة، المتربحون من الانقسام، هذه المناسبة بالذات لارتكاب جريمتهم الهادفة إلى تعطيل الاحتفال بهذه الذكرى التي باتت موضع اجماع وطني وشعبي. الخارجون على هذا الاجماع يريدون بفعلتهم النكراء أن يعيدونا إلى مربع الاقتتال المخزي والاحتكام إلى السلاح لحل الخلافات بين أبناء الشعب الواحد. وليس غريباً أن يحاول هؤلاء اخفاء هويتهم بارتداء القناع الأكثر ظلامية والأشد قبحاً وبشاعة في تاريخنا الحديث.

وطالب النائب أبو ليلى حركة حماس أن تتحمل المسؤولية أمام شعبها بالكشف عن الفاعلين ورفع الغطاء عنهم ليواجهوا عدالة القضاء وحكم الشعب ،قائلا إذا كان الهدف من هذه الجريمة نسف مسيرة انهاء الانقسام، فإن الرد عليها هو التمسك بحماية هذه المسيرة وضرورة دفعها قدماً حتى تنجز هدفها.

وأشار النائب ابو ليلى أن الخطوة الأولى على طريق انهاء الانقسام تمكين حكومة الوفاق الوطني من تولي سلطاتها وصلاحياتها في قطاع غزة، ومبادرة الحكومة نفسها إلى تجاوز كل العقبات والنهوض بمسؤولياتها إزاء القطاع. هذا ضروري اولاً من اجل تحريك عجلة إعادة اعمار غزة وهي المهمة الانسانية والوطنية التي لا تعلو عليها أولوية من أجل تخفيف المعاناة المزمنة عن أبناء شعبنا هناك. وهو ضروري ثانياً من اجل الانتقال للوفاء بسائر استحقاقات المصالحة بما فيها بدء وانتظام عمل الاطار القيادي المؤقت لتفعيل منظمة التحرير واستئناف عمل المجلس التشريعي وإجراء الانتخابات للرئاسة وللمجلسين التشريعي والوطني على أساس التمثيل النسبي الكامل.

وتابع" استكمال هذه المسيرة حتى التصفية الكاملة لآثار وذيول الانقسام بات أولوية وطنية قصوى ونحن نشهد احتدام المجابهة التي تصر عليها حكومة نتنياهو بسلوكها العدواني وخطواتها المتسارعة المحمومة لتوسيع الاستيطان وتهويد القدس والتي بلغت ذروتها إلى حد اللعب بالنار بالاعتداء المنهجي على قدسية المسجد الأقصى والتمهيد لضم الضفة الغربية تحت عنوان تطبيق القانون الاسرائيلي على المستوطنات.

واضاف " بعد العدوان على غزة يعود مركز المجابهة لينتقل ثانية إلى القدس. ونحن من هنا نحيي جماهيرنا الباسلة في العاصمة الثائرة التي تتصدى بهبتها الشعبية العارمة لاستفزازات الاحتلال وندعو إلى تعزيز هذه الهبة المباركة بتوحيد جميع فعاليات المدينة في مرجعية وطنية واحدة تعمل وفق خطة محددة لتأطير وتصعيد المجابهة الشعبية من جهة ولتعزيز صمود أبناء المدينة في جميع مجالات الحياة من جهة أخرى.

وتابع " إن السلوك العدواني لحكومة نتنياهو يهيىء كل العوامل لامتداد هذه الهبة المقدسية إلى جميع أنحاء الضفة الفلسطينية لتتحول إلى انتفاضة شعبية شاملة ضد الاحتلال. فليكن. فتلك أولى ركائز الاستراتيجية الوطنية البديلة المطلوب بناء الاجماع الوطني عليها لانتشال حركتنا الوطنية من مأزق انسداد الأفق السياسي.

واضاف وثاني تلك الركائز التوجه إلى المجتمع الدولي لينهض بمسؤولياته في وضع حد للاحتلال وللعدوان الاسرائيلي المتواصل ضد شعبنا. وإذا كان اللجوء إلى مجلس الأمن، على ضرورته وأهميته، معروف النتائج بفعل الموقف الأمريكي، فإن ثمة مساراً آخر لاستنهاض العامل الدولي لا تملك أية قوة على وجه الأرض ان تعطله بعد ان اعترفت الجمعية العامة بفلسطين دولة تحت الاحتلال، وهو مسار الانضمام إلى المواثيق والمؤسسات الدولية كافة وبخاصة تلك المعنية بانفاذ القانون الدولي وعلى رأسها ميثاق روما ومحكمة الجنايات الدولية ليتسنى لكل فلسطيني ضحية لجرائم الاحتلال أن يلاحق مجرمي الحرب الاسرائيليين أمام العدالة الدولية حتى ينالوا جزاءهم. لقد آن الأوان لوضع قرار القيادة الفلسطينية بهذا الشان موضع التنفيذ، فتلك خطوة لا تحتمل المزيد من التأخير.

وخاطب النائب ابو ليلى الرئيس محمود عباس قائلا " لقد اعطيت من الفرص ما يكفي ويزيد للوصول إلى حل يضمن الحد الأدنى من حقوقنا الوطنية. ولقد آن أوان الحسم، فاعزم وتوكل. وجرد قلمك من غمده.. فوالله أن جرة القلم هذه لهي أمضى من حد السيف البتار. وأذكر انه القلم الذي ورثته من أخيك أبي عمار الذي كان، رحمه الله، ما ينفك يؤكد انه في هذا القلم، وفيه وحده، تتجسد الشرعية. ليس لأنه قلم أبي عمار، ولا لأنه بات قلم أبي مازن، بل لأنه قلم رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، كانت وستبقى شاء من شاء وأبى من أبى.

وتوجهه النائب ابو ليلى بتحية الفخر والاكبار إلى الأسرى البواسل، أسود الحرية الرابضين خلف قضبان سجون الاحتلال. أقول لهم أن يوم الحرية آت لا ريب فيه مهما طغى الاحتلال وتجبر. ففلسطين هي الحقيقة الأزلية التي ستبقى خالدة على هذه الأرض، وكل ما عاداها، ومن عاداها، إلى زوال.