الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ازداد اقبال الشاب عليه بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة: الدخان الشامي - العربي- تراث تناقلته الاجيال

نشر بتاريخ: 10/09/2005 ( آخر تحديث: 10/09/2005 الساعة: 13:28 )
جنين- معا- يتساءل الانسان عندما يشعل سيجارته كيف يتم تعبئتها ومن أين ياتي الدخان؟ وفي هذا التقرير نجيب على هذا التساؤل.

في بلدة يعبد شمال غرب مدينة جنين, والتي تشتهر بزراعة الدخان الشامي والذي يستفيد من زراعته عدد كبير من اهالي البلدة، فعلى اطرافها وداخلها ترى مزارع الدخان عن يمينك وعن شمالك وكأن سجادة خضراء او حمراء فرشت على جانبي الطريق.

يقول ابو احمد عطاطره من كبار تجار ومزارعي الدخان في يعبد " نبدأ زراعة الدخان في شهر يناير من كل عام حيث نضع بذور الدخان والتي تؤخذ من زهرة النبتة في العام الذي مضى ونغرسه في حقول حتى يخرج الشتل ونأخذ هذا الشتل ونغرسه عبر زرّاعه يدوية صغيرة ومن ثم نملأ حول النبتة ماء ويكون بين الشتلة والاخرى مسافة 30 سم حيث يقوم عادة بهذه العملية مجموعه صغيرة مكونة من خمس الى سبع عمال".

واضاف " بعد الانتهاء من الغرس نقوم بتفقد الشتلات كل اربع ايام في الاسبوع لسقيها بالماء لتقوى الجذور وتبدأ في النمو".

وقال ابو احمد " خلال فترة النمو يكون هناك عناية فائقة لاشتال للدخان حيث تحتاج كل شتلة ما بين 15 الى 20 شيكل ادوية لحمايتها من الحشرات, وتمكث النبتة على ارضها ويستفيد المزارع من الناتج بعد ستة اشهر من زراعة الدخان ويقوم المزارع بعد ذلك بقطف الدخان عند ظهور علامات النضوج وطريقة القطف لها طريقة خاصة كما ان هناك خطوات بعد القطف.

حيث قال ابو احمد " في شهر حزيران/ يونيو نقوم بقطف ورق الدخان من الشتلة بعد ان تكبر ويكون القطف على ثلاث مراحل المرحلة الاولى في شهرحزبران/ يونيو وتسمى "كش الماء" والمرحلة الثانية في شهر آب/ اغسطس وتسمى "الفحلة" والمرحلة الثالثة في شهر ايلول/ سبتمبر وتسمى "التخريب".

ويكون القطف فقط للورقة الناضجة والتي تكون في بداية الذبول ولونها مائل للاصفرار.

ويضيف ابو احمد" بعد الانتهاء من القطف تكون عملية جديدة وهي عملية التخييط او ما تسمى الشك حيث يمر طرف الورقة بخيط عبر ابرة طولها 25 سم وخيط خاص طوله متران ونصف حيث يصبح الخيط الواحد شبيه بقلادة ومن ثم مرحلة التجفيف وهو تعليق القلائد على خشب تحت اشعة الشمس".

وذكر ابو احمد " ان هذه القلائد تغطى في الليل خوفا من الندى وتكشف نهارا لتساعد الشمس في تجفيف الورق، وعملية النشر والتجفيف تمكث 15 الى 20 يوما ".

وبعد تجفيف الورق تأتي مرحلة مهمة جدا وهي المرحلة الاخيرة من تجهيز الدخان ونقله الى المستهلك وهي عملية فرم الدخان على ماكينات خاصة حيث قال ابو احمد" بعد التجفيف يرطب الدخان بماء عبر عملية التبخير في افران خاصة وبعدها توضع في ماكينات لتمر على شفرات لفرم ورق الدخان وبعدها تنقل الى فرن خاص لتجفيف الماء الموجود على الدخان قبل فرمه فيخرج الدخان جاهزا على شكل خيوط يشبه شعر الكنافة ومن هنا يأتي المستهلك ويبتاع الدخان ".

كما للدخان انواع فهناك دخان ذو طعم ثقيل وذو طعم خفيف وهناك ذو نكهة لذيذة وذو نكهة مرة، فهل يوجد طريقة خاصة يتحكم المزارع في طعمها ونكهتها؟.

اجاب ابو احمد " يستطيع المزارع التحكم بنكهة الدخان عبر اسمدة توضع على النبتة فترة العناية بها كما ان نوعية التربة تتحكم بها حيث الاماكن المنخفضة تخرج نكهة الدخان فيها ثقيلة اما اراضي السهول فتخرج نكهة الدخان خفيفة".

واجاب ابو احمد على تساؤل مدة الاستفادة من زراعة الدخان اقتصاديا قال" ان انتاج دونم واحد ما يقارب 120 كلغم, اذا لم يتعرض الى موت النبتة او ذبلانها او يتعرض للحشرات القاتلة للدخان فان الدخل من وراء زراعة الدخان كبير".

ويقول امجد عطاطرة (27 سنة) " ان إقبال الشباب على تدخين الدخان الشامي بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة فبدلا من ان يدخن الشاب بقيمة 20-25 شيكلا يوميا فان قيمة 5 شيكل يوميا دخان عربي يكفيه طوال اليوم".

ولكن محمد ابوشمله (30 سنة) يقول" لقد رايت والدي وجدي يدخنان العربي فتأثرت بهما ودخنت العربي". وتابع " مجرد تقليد او وراثة".

وقال رمزي حمارشه ( 25 سنة) "ان ضرر الدخان العربي اخف من دخان العلب حيث ان دخان العلب يحتوي على قطران ونيكوتين بينما الدخان العربي لا يحتوي على نيكوتين".

ان الدخان الشامي في بلدة يعبد ظاهرة منذ مئات السنين تتناقلها الاجيال من جيل الى جيل كما انها انتقلت الى انحاء المناطق الفلسطينية وتداولتها فهل يعتبر الدخان الشامي من التراث الفلسطيني؟؟؟.