الأربعاء: 08/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

قرية عاطوف المهددة بالاقتلاع - بين الجدار وبين ارادة البقاء

نشر بتاريخ: 24/08/2007 ( آخر تحديث: 24/08/2007 الساعة: 18:44 )
نابلس- سلفيت - تقرير معا- عاطوف قرية فلسطينية شفا غورية، تقع على بعد 3 كيلومترات شرقي بلدة طمون.. يسكنها بضع عشرات من العائلات التي تعتاش على فلاحة الأراضي وتربية الماشية.. أرضها سهلية امتداد لسهل البقيعة احد أخصب سهول فلسطين.. حط الاستيطان جرافاته في أرضها منذ بداية الاحتلال عام 1967، وأقام العديد من المستوطنات على أراض عربية تعود ملكيتها لأهالي عاطوف وطمون وطوباس..

ولان عاطوف هي الأقرب لتلك المستعمرات فقد نالها من الأذى الشيء الكثير، حيث يقوم المستوطنون سنويا وبحماية قوات الجيش بإتلاف مزارع السكان وحرق محاصيلهم..

كما وتصل دبابات الجيش أحيان كثيرة إلى مداخل منازل القرية أثناء التدريبات والمناورات العسكرية التي تجريها قوات الاحتلال في تلك المنطقة بشكل دائم..

ويقول السكان " يقوم المستوطنون يوميا بإخافة السكان، للضغط عليهم لإجبارهم على الرحيل من مواقع سكناهم، كي يستولوا عليها في مسعى لتطهير الأغوار كليا من أصحابه العرب ".


" وتعاني قرية عاطوف من العديد من المشاكل أهمها شح المياه ، سواء اللازمة للشرب أو اللازمة للزراعة، كما وان مربي المواشي يتعرضون بشكل دائم لملاحقة دوريات الجيش التي تطردهم من المراعي بحجة ان مناطق رعيهم مناطق عسكرية مغلقة" كما يقول السكان

الإغاثة الزراعية الفلسطينية وبالتعاون مع جمعيتي تنمية الشباب والمهندسين الزراعيين قررت مساعدة القرية بخدمات المخيم الدولي السادس للمتطوعين. حيث عمل 30 متطوعا فلسطينيا ودوليا لمدة ستة أيام متتالية، في زراعة الأشجار الحرجية والمثمرة في ساحات وأراضي البلدة، وأقاموا الجدران الاستنادية وعملوا على تجميل المنظر العام ودهان المجلس القروي، وأقاموا يوما مفتوحا لأطفال القرية، حيث ادخلوا الفرحة والبهجة للأطفال المعذبين المحرومين من ابسط أشكال الرفاهية.. وقد قررت إدارة المخيم التطوعي تسليط الأضواء على هذه القرية المعزولة .

كما قررت إعلان يوم 23/8/2007 يوما وطنيا تضامنا مع هذه البلدة المهددة ببناء الجدار الشرقي عليها، لتغلق مناطق الأغوار بالكامل، وبالفعل وضع المتطوعون خطة عمل لإنجاح يوم التضامن، وتحركت إدارة المخيم وبالتعاون مع عدد من كوادر الإغاثة الزراعية، بشكل فعال وقوي وتم توجيه الدعوات لكافة المؤسسات الأهلية والرسمية، ولكل نشطاء العمل الوطني والجماهيري في محافظتي طوباس وجنين.

وفي يوم 23/8/2007 وعند الساعة الحادية عشر صباحا حيث درجات الحرارة العالية تجمّع ما يزيد عن 500 مواطن من مختلف المواقع السكانية في منطقتي طوباس وجنين، وتوافد كذلك عدد من ممثلي المؤسسات والدوائر الرسمية والتقوا في ساحة المدرسة التي تم تغطية جدرانها بعشرات اللافتات التي تحمل الشعارات الوطنية، ووقف الجميع في الساحة المكشوفة ثم قاموا بجولة في معرض المنتوجات اليدوية والغذائية الذي أقامته نوادي المرأة الريفية وجمعيات التوفير والتسليف وجمعيات نسوية أخرى .

ثم ألقى السيد محمد بشارات رئيس بلدية طمون كلمة أهالي المنطقة، موجها التحية للإغاثة الزراعية وللمتطوعين الفلسطينيين والدوليين، ثم تحدث عن مشاكل واحتياجات المنطقة والمخاطر التي تواجهها " أنه وفي الوقت الذي يقام فيه هذا المهرجان تقوم جرافات الاحتلال وبحماية قوات معززة من الجيش بهدم منازل السكان في قرية الحديدية المجاورة، والتي تعيش نفس الظروف القاسية ".

ثم تحدث خالد منصور ممثلا عن الإغاثة الزراعية وعن جمعية تنمية الشباب واللجان الشعبية لمقاومة الجدار، حيث حيا " صمود " أهل عاطوف وقال : جئنا هنا لنسلط الضوء على هذه المنطقة المهمشة، ولنقول لمزارعيها ورعاة الماشية فيها نحن معكم بالأفعال وليس بالأقوال، وسنسهم لاحقا بما نقدر عليه وبما يتوفر لنا من إمكانيات في تعزيز صمودكم وتنمية مناطقكم.

وأضاف أيضا ( إننا نحاول بعملنا هذا إعادة توجيه البوصلة الوطنية، لتعود من جديد تشير إلى الهم الوطني.. والنضال المشرف ضد الاحتلال.. والتصدي الحازم العنيد لمشاريعه الخطيرة.. إننا نعيد إلى نضالنا وجهه المشرق.. حيث المعركة الأولى والاهم هي المعركة ضد الاحتلال.. وهي التي تستوجب منا جميعا حشد كل الطاقات لها.. وتتطلب الإسراع بتوحيد الصفوف الوطنية.. والكف عن الصراعات الدموية الداخلية.. التي أرهقت شعبنا وأضعفت مقاومته وأهدرت طاقاته ، ونحن ومع كل شجرة نغرسها.. ومع كل مساحة من الأرض نفتلحها.. ومع اجتذاب كل مواطن ومالك للأرض كي يعود إليها.. نفشل مخططات العدو ).

ثم تحدث برهان جرار باسم المتطوعين موجها التحية لصمود أهل عاطوف، ومؤكدا على ان المتطوعين الذين جاءوا من مختلف مناطق الضفة ومن العديد من الدول الأوروبية.. جاءوا من اجل دعم سكان هذه المنطقة المهمشة، وليقولوا لسكانها ان هناك من يقف معكم ومن يهتم بأمركم.. كما وتحدث عن تجربة العمل والتعايش مع السكان، حيث وكما قال: قوبل المتطوعون بالترحاب والحفاوة، واظهر لهم السكان كرمهم العربي الأصيل.. وقد شدد ممثل المتطوعين على ان احتياجات المنطقة والسكان كثيرة، الأمر الذي يتطلب حشد جهود مؤسسات عديدة، لتحسين مستوى الخدمات وتنمية المنطقة، وأكد على ضرورة قيام السلطة الوطنية بواجباتها تجاه هذه المنطقة وكافة المناطق المهددة بالاستيطان والجدار.. هذا وقدم مجموعة من الأطفال مسرحية هادفة تتحدث عن الصمود والكفاح ..وقد أدار المهرجان وقام بعرافته المتطوعان إيهاب جرادات وشمس محمد.

وفي نهاية المهرجان سار المشاركون من نساء ورجال وأطفال بمسيرة اتجهت من مدرسة البلدة إلى المجلس القروي، حيث هتف المشاركون بالشعارات الوطنية والحماسية، المنددة بالاستيطان والجدار، والمؤكدة على " ضرورة مواصلة الصمود والمقاومة ومواجهة كل أشكال القمع التي تمارسها حكومة الاحتلال الهادفة لتهجير السكان واقتلاعهم من جذورهم ".