الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

دراسة: طلاب قبلان... التدخين سيد الموقف

نشر بتاريخ: 06/01/2015 ( آخر تحديث: 06/01/2015 الساعة: 14:48 )
نابلس _ كميل ابو شامي - اظهرت دراسة مسحية في بلدة قبلان الواقعة جنوبي نابلس تدني مستوى التعليم في مدارس البدة التي يقطنها ما يزيد عن سبعة الاف وخمس مائة نسمة يجلس على مقاعد الدراسة فيها ما يزيد عن 1870 طالبا وطالبة موزعين على سته مدارس حكومية بنسبة 81% وثلاث مدارس خاصة بنسبة 19% ، وتأكيدا لما نشرته تقارير مديرية التربية والتعليم في جنوب نابلس للعام 2013 والتي ااشارت الى تسجيل التحصيل الاكاديمي والعلمي لطلاب البلدة وخاصة الذكور معدل اقل من االمعدل الوطني في نتائج الاختبارات الموحدة وارتفاعا في حالات التسرب من المدارس عند الذكور بنسبة 4.84% مقارنة بالمؤشر الوطني 2.9% وانتشارا لظاهرة العنف والاعتداء على الممتلكات المدرسية واحجام المجتمع المحلي والاهالي عن الانخراط والمشاركة في انشطة مدارس البلدة .

وللوقوف على احتياجات المدارس وتسليط الضوء على الاحتياجات والاولويات الرئيسية نحو تحسين التعليم في مدارس البلدة اشرف مجلس التعليم المجتمعي في بلدة قبلان الذي تم تأسيسة في عام 2014 بدعم من وزارة التربية والتعليم العالي وبالتعاون مع بلدية قبلان والمؤسسة البولندية للعون الانساني على الدراسة المسحية ( درجة تحقق معايير البيئة المعززة للتعلم ) التي تناولت دراسة معايير البيئة المتركزة حول التعليم النشط ومعايير البيئة الداعمة لطافم المدرسة ومعايير البيئة المعززة لانخراط المجتمع المحلي ومعايير البيئة الصحية في المدارس ، ومدى تحقيق المدارس لمعايير البيئة المدرسية المعززه للتعليم من حيث مدى توفير بيئة تعليمية آمنة خالية من العنف، وتوفير التسهيلات البيئية الداعمة للتعليم، واعتماد أساليب تعليم ترتكز على التعلم النشط، واجراء تعزيز قدرات الكادر التربوي، ودرجة الانخراط الفاعل للأهالي والمجتمع المحيط في أنشطة المدارس المختلفة وتشكل هذه المعايير مرتكزاً لتحسين نوعية التعليم وتحسين تحصيل الطلبة

كما هدفت الى توجيه جهود بلدية قبلان والشركاء في المجتمع المحلي ومديرية تربية جنوب نابلس إلى دعم الاحتياجات والتركيز على الأولويات التي تنبثق عن الدراسة لبناء الاستراتيجيات المناسبة للنهوض بواقع التعليم في قبلان.

واتبعت الدراسة منهجية وصفية تشاركية لتحقيق الأهداف المرجوة تضمنت تنفيذ مسح لمدى توفر معايير المدرسة الفاعلة شارك فيه97 شخص من طواقم المدارس، و138 طالباً وطالبة، وتنفيذ 105 مقابله فردية مع أولياء الأمور. ونفذت الدراسة خلال الفترة الواقعة ما بين نيسان 2014 وسبتمبر2014، وبمشاركة فريق تربوي تم تشكيله من قبل مجلس التعليم المجتمعي في بلدية قبلان وبإشراف طواقم من التربية والتعليم.

حيث اظهرت الدراسة ان متوسط درجة تحقق معيار البيئة الصحية في مدارس البلدة 30% حسب راي الطلبة و62.2% حسب راي طاقم المدرسة الى جانب انتشار ظاهرة التدخين بنسبة عالية في صفوف الطلبة حيث اظهرت الدراسة ان 40.3% من الطلبة مدخنين و6.2% من الطالبات الى جانب تدخين ما نسبته 66.5% من الذكور و12.1% من الطالبات للالنرجيلة

واوضحت الدراسة كذلك الى ان 46.2% من اولياء امور الطلبة الذكور مدخنون للسجائر واظهرت ما نسبته 28.8% من اولياء الامور الذكور مدخنون للنرجيلة ولم تظهر نتائج الدراسة مدخنات للنرجيلة من اولياء الامور، واشارت الدراسة ان ما نسبته 18.7% من الطلبة مارس الرياضة خارج نطاق المدرسة .

وبينت الدراسة أن متوسط درجة تحقق معايير البيئة المتمركزة حول المتعلم (التعلم النشط) كانت (17.4%) حسب وجهة نظر الطلبة، و(37.9%) حسب وجهة نظر المعلمين، كما بينت أن نصف الطلبة(50%) انخرطوا في أنشطة مختلفة خلال العام الدراسي 2013-2014 في مدارسهم،في حين انخرط (20%) من الطلبة في أنشطة ما بعد الدوام المدرسي.

كما تبين أن 86% من الطلبة قاموا بزيارة المكتبة المدرسية مرة واحده على الأقل خلال العام الدراسي 2013-2014، وأشار (61.8%) من الطلبة أنهم يستخدمون الانترنت في منازلهم.

وأشارت الدراسة إلى أن متوسط تحقق معايير البيئة الداعمه لطاقم المدرسة هي(41.4 %) حسب وجهة نظر الطاقم، كما بينت حاجة طاقم المدرسة إلى الدعم والمساندة خاصة بما يتعلق بتكريم المعلمين المبدعين وتعاملهم بعدالة في توزيع النصاب حيث عبر (33.3%) من الطواقم أنه يتم تقديم التغذية الراجعة لهم باستمرار، وذكر 40% من الطاقم بأنه يتم توزيع نصاب الحصص عليهم بعدالة .

وقد تحققت معايير البيئة الخالية من العنف بنسبة(44.3%) حسب وجهة نظر الطلبة في حين تحققت بنسبة (60%) من وجهة نظر طاقم المدرسة، ونوة (37.5%) من الطلبة إلى تعرضهم لأحد أشكال العنف ( اللفظي،والنفسي،والجسدي) من قبل أقرانهم الطلبة،في حين عبر (45%) عن تعرضهم لأحد هذه الاشكال من قبل طاقم المدرسة، وحول انعكاس ظاهرة العنف على العملية التعليمية فقد أفاد (58.6%) من الطلبة أن الحصص الدراسية تعطلت بواقع 1-5 مرات، في حين ذكر (10%) منهم أنها تعطلت أكثر من ست مرات خلال العام الدراسي

وذكر (65.2%) من الطلبة الذكور أنهم شاهدوا تعرض ممتلكات المدرسة للتخريب من قبل الطلبة. وأشار40% من طاقم المدرسة الذكور عدم معارضتهم استخدام وسيلة العقاب البدني في التعامل مع الطلبة، مقابل (11.8%) من االمدرسات أبدين عدم معارضتهن، كما أشار فقط (36.3%) من أهالي الطلبة أنهم لا يستخدمون على الإطلاق وسيلة العقاب البدني مع أبنائهم.

وأظهرت النتائج أن متوسط درجة تحقق معيار البيئة المعززة لانخراط المجتمع المحلي هي (35.9%) حسب وجهة نظر الطلبة، و(34.1%) حسب وجهة نظر أولياء الأمور والمجتمع المحلي الذكور في مدارس الذكور و(22.1%) حسب وجهة نظر أولياء الأمور الإناث في مدارس الإناث، في حين تتحقق مشاركة المجتمع المحلي في العملية التعليمية بنسبة( 46%) حسب وجهة نظر المعلمين. واظهرت تدني واضح في بند سياسة فتح المدارس بعد الدوام المدرسي واستخدام مرافق المدرسة المختلفة لخدمة المجتمع، وتفضيل الأهالي التواصل مع المدرسة من خلال المقابلة الشخصية، واوضحت أن 7.7% فقط من الأهالي بتصفحون الموقع الالكتروني الخاص بالمدرسة للإطلاع على انجازاتها.

وأشار طاقم المدرسة أن أولويات العمل في المرحلة القادمة يجب توجيهها أولاً نحو دعم محور البيئة المعززة للتعلم المتمركز حول الطالب، ثم توفير البيئة الصحية المناسبة، ويليها توفير البيئة الآمنة الخالية من العنف.

مؤكدا أن العنصر الأهم في العملية التعليمية والذي يجب إعطاؤه الأولوية في الدعم وتطوير الأداء والتوجهات للوصول إلى مدارس فاعلة في المرحلة القادمة هو المعلم ثم مدير المدرسة ويليهما الطلبة.

وعزا طاقم المدرسة تسرب الطلبة عائدا بالدرجة الأولى إلى أن التعليم لا يشكل الركيزة الأساسية في مجتمع قبلان، في حين يرى أولياء أمور الطلبة وأفراد المجتمع المحلي أن السبب يعود إلى الوضع الاقتصادي السيئ الذي يجبر الطلبة على ترك الدراسة للبحث عن مصدر دخل للعائله، و أجمع الطرفين أن أسباب التسرب عند الفتيات تعود بالدرجة الأولى إلى الزواج المبكر ثم أسباب تتعلق بقدرات الطالبات التعليمية.

كما يرى طاقم المدرسة أن أسباب تدني التحصيل عند الذكور هو بالدرجة الأولى نتيجة أسباب متعلقة بقدرات الطلبة ثم في ضعف التواصل بين المجتمع والمدرسة، في حين أوعز الأهالي السبب الرئيسي لتدني التحصيل عند الطلبة الذكور لضعف التواصل بين المدرسة والمجتمع ثم ضعف في التواصل بين طاقم المدرسة والطلبة.

توصيات الدراسة

واوصت الدراسة بضرورة اعطاء الاولوية لتفعيل محور التعليم المتمركز حول الطالب واستخدام أساليب التعلم النشط خاصة المرتبط بعمل الطلبة ضمن مجموعات مع توجيه برامج خاصة بهم خارج نطاق الدوام المدرسي، واصت كذلك بتعزيز العلاقة بين طاقم المدرسة والطلبة وفتح المجال للحوار والتعبير عن الرأي، وضرورة تعريف طاقم المدرسة بالتدخلات والإجراءات التربوية الخاصة بسياسة الحد من العنف من خلال التدريب والتوجيه مع التركيز على التوعية حول الحد من العنف الجسدي في مدارس الذكور والعنف اللفظي والنفسي في مدارس الإناث، واشارت الدراسة إلى ضرورة فتح قنوات تواصل واتصال دائمة وفعالة بين طاقم المدرسة والمجتمع المحلي من خلال تنفيذ أنشطة توعوية لأعضاء المجتمع حول أهمية دورهم في دعم العملية التعليمية ودورهم كأولياء أمور في تحفيز الطلبة على التعلم، وكذلك توعية طاقم المدرسة بأن تكون المدرسة هي مركز محوري في خدمة المجتمع بمختلف القضايا التي تهمهم كالمشاركة في الحملات التطوعية وفتح مرافق المدرسة لمختلف الفعاليات. كما توصي بتوفير آليات لتحفيز طاقم المدرسة وتعزيزه إيجابياً وتقديم التغذية الراجعة أولاً بأول وتوفير المستلزمات الخاصة لضمان توفر بيئة صحية نظيفة خاصة تلك المتعلقة بنظافة الوحدات الصحية والمشربيات وتوفر الصيانة الدائمة لها مع إعطاء الأولوية لمدارس الذكور.