الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجبهة الإسلامية المسيحية : تحرير القدس من الأوهام والمفاهيم المزيفة واجب وطني وديني

نشر بتاريخ: 27/08/2007 ( آخر تحديث: 27/08/2007 الساعة: 16:48 )
بيت لحم -معا- نبه الدكتور حسن خاطر المنسق العام للجبهة الإسلامية المسيحية الى خطورة ما وصفها بالمفاهيم الخاطئة التي يتشبث بها البعض حول القدس والتي قد تشكل حاجزا نفسيا بين القدس وبين المدافعين عنها من غير المقيمين فيها .

وأكد الدكتور خاطر في حديث لوسائل الإعلام" أن المقدسيين الذين يعيشون داخل القدس يحظون بامتياز رباني عظيم وعليهم ان يقدروا هذه النعمة الالهية، وهم رأس الحربة في الصمود في هذه البقعة المقدسة وفي الدفاع عنها في وجه الاحتلال "ز

وتابع د. خاطر يقول" ان القدس أيضا ليست قضية المقدسيين وحدهم، فهي أكبر من الدكاكين والبيوت والاراضي وأكبر من الاملاك الشخصية مهما بلغت ، وكل من يحاول ان يكرس مقولة القدس للمقدسيين فهو يساهم - من حيث يدري او لا يدري - في تضييع القدس ، لأن القدس في حقيقتها الكبرى هي عاصمتنا الدينية والدنيوية منذ ان وجد الإنسان والى ان يرث الله الأرض ومن عليها"ز

وقال د. خاطر" ان القدس قبلة المسلمين الأولى ومسرى الرسول محمد(ص) ، ومهد المسيح عليه السلام وهي الأرض المقدسة وأرض الرسالات السماوية والأرض التي باركها الله للعالمين وأرض المحشر والمنشر "

واعتبر د. خاطر ان ابناء القدس ليسوا فقط الشعب الفلسطيني وحده ، وإنما الأمة العربية والإسلامية ،بمسلميها ومسيحييها فهي ايضا تحظى بهذا الشرف وتفخر بهذا الانتساب ،حتى وان كان أفرادها لا يمتلكون شجرا ولا حجرا فيها كأخوانهم المقدسيين ، وهذا هو الذي جاء بالقائد صلاح الدين الأيوبي من كردستان لتحريرها من المحتلين ولم يتركها للمقدسيين وحدهم.

ونبه د.خاطر الى خطورة الوقوع في الفخ الصهيوني ومسخ مفاهيمنا وهويتنا المقدسية لتصبح محكومة بآليات ومحددات مزيفة فرضها الاحتلال بمنطق القوة ،كالهوية الزرقاء وحدود البلدية وداخل وخارج الجدار وما شابه ذلك ، فمن أولى واجباتنا ان نتحرر من هذه المعايير والمفاهيم الخطيرة ونؤكد بأعلى أصواتنا أن كل فلسطيني وعربي يحمل هموم القدس في داخله هو مقدسي - ليس بما يملك من أحجارها وأشجارها وانما بما تملك هي من وجدانه ومشاعره - حتى وان لم يستطع الدخول الى قلبها كما دخلت هي الى قلبه.

وشدد على ان معايير العلاقة بالقدس يجب ان تبقى في ايدي الفلسطينيين،اما الهوية الزرقاء فهي شأن إسرائيلي ولن تكون في يوم من الايام شأنا مقدسيا او معيارا فلسطينيا .

وتابع يقول " فدولة الاحتلال تستطيع ان تعطي هويتها من تشاء وان تسحبها ممن تشاء وفق حساباتها ومصالحها ومخططاتها ،وكلنا يعلم ان هناك عشرات القرى المقدسية التي لا تبعد عن قلب المدينة المقدسة سوى بضع كيلومترات الا ان الاحتلال شاء أن لا يحمل أهلها الهوية الزرقاء - كاخوانهم الآخرين - فهل تلغي مشيئة الاحتلال مشيئة الله سبحانه وتعالى " ؟!

واكد الدكتور خاطر "ان حدود القدس منذ أيام الرومان كانت تضم نصف مساحة فلسطين اليوم ، وبالتالي لا يجوز تشويه المفاهيم التاريخية والدينية الاصيلة واستبدالها بمفاهيم الاحتلال المتناقضة تماما مع مصلحة القدس والمقدسيين ، فالقدس أكبر من الاحتلال وأكبر من الجغرافيا وأكبر من كل المعايير الضيقة والانانية ايا كان مصدرها".