الخميس: 23/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

انتصر نضال أهالي بلعين السلمي على الاحتلال.. المحكمة العليا تقرر تغيير مسار الجدار في القرية

نشر بتاريخ: 04/09/2007 ( آخر تحديث: 04/09/2007 الساعة: 15:40 )
بيت لحم- معا- أصدرت المحكمة الاسرائيلية العليا اليوم الثلاثاء أمراً يقضي بتغيير مسار الجدار الفاصل في قرية بلعين غرب رام الله.

وقرر القضاة برئاسة رئيس المحكة الاسرائيلية العليا القاضي "دوريت بينش", ان المسار الحالي للجدار يلحق ضررا كبيرا بسكان بلعين, ولذلك قرروا الزام الحكومة والجيش بالنظر من جديد في مسار الجدار القائم وتحويله لمسار آخر في مدة زمنية معقولة.

وقد اتخذت المحكمة قرارها بتغيير ترسيم الجدار في بلعين باجماع قضاتها الثلاثة.

واكدت المحكمة ان الضرر ناجم عن مصادرة اراض لبناء الحاجز واقتلاع الاشجار الموجودة على خط ترسيمه, فضلا عن ذلك يجد سكان قرية بلعين انفسهم مقطوعين عن قسم كبير من اراضيهم الزراعية بسبب الترسيم الحالي للحاجز.

ويواصل اهالي بلعين منذ اكثر من عامين نضالهم السلمي ضد بناء الجدار على اراضيهم, حيث ينظمون بالتعاون مع متضامنين اجانب مظاهرات ومسيرات في يوم الجمعة من كل أسبوع للتنديد ببناء الجدار.

وكانت المحكمة العليا في اسرائيل قد اصدرت قراراً مماثلاً في السابق بتعديل مسار الجدار في مناطق جنوب الضفة الغربية ولكن هذا القرار، لم ينفذ.

وكان القرار الذي اتخذته المحكمة انذاك في شهر 12/ 2006، تعلق بتغيير مسار الجدار بناء على طلب قُدّم من قبل جمعية حقوق المواطن الاسرائيلية باسم اهالي منطقة جبل الخليل، والمحكمة في تلك الفترة قررت ازالة الجدار الا ان القرار لم يدخل حيز التنفيذ منذ ذلك الحين وحتى هذه الفترة.

وفي تعقيبه على القرار وجه النائب د. مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية التحية لأهالي بلعين والمتضامنين الأجانب على نصرهم الكبير ونضالهم الشعبي السلمي المستمر ضد جدار الفصل منذ أكثر من عامين، والذي أجبر محكمة العدل العليا الإسرائيلية على إصدار قرار بإزالة الجدار من أراضي القرية، مضيفا أن النضال يجب أن يستمر حتى إسقاط الجدار بالكامل.

وأشاد البرغوثي بهذه المناسبة بصمود المتظاهرين في بلعين من أبناء الشعب الفلسطيني ومن المتضامنين الأجانب، معتبراً ذلك نموذجاً يجب أن يحتذى به في التصدي لجدار الفصل والاستيطان والاحتلال، كما يحدث الآن في أم سلمونة وأرطاس ويطا ومناطق أخرى يقام فيها الجدار.

واعتبر أن القرار الأخير لمحكمة العدل العليا الإسرائيلية يثبت صحة الفهم المبني على المزج بين المقاومة السلمية الشعبية والتضامن الدولي، وبأن المطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى من كل الأطراف الفلسطينية، دعم صمود الناس في المناطق المتاخمة للجدار والإستيطان، ودعم نماذج الكفاح الشعبي التي أثبت الوقت صحة وفعالية نموذجها.

وناشد البرغوثي بضرورة استمرار التصدي للجدار والاستيطان حتى إزالته نهائياً، وحتى يتم تطبيق قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي ضد الجدار والاستيطان وضم القدس.