الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

حرية الصحافة شعار جميل تستخدمه القوى بعد ان تضرب الصحافيين بالهراوات كل مرة.. أبو حشيش يتهم رام الله ورام الله ترد عليه

نشر بتاريخ: 12/09/2007 ( آخر تحديث: 12/09/2007 الساعة: 12:49 )
غزة- رام الله- تقرير معا- بعد "حفلة" ضرب الصحافيين الاسبوع الماضي بالهراوات والعصي وعلى الهواء مباشرة وبصورة "اخجلت الصحافي الفلسطيني", لا تزال المؤسسات الصحافية تعيش الصدمة وتطرح اسئلة هامة عن مستقبل حرية الصحافة في فلسطين.

وفي هذا الاطار قال حسن أبو حشيش من ابرز اعلاميي حماس في قطاع غزة - الوكيل المساعد السابق بوزارة الاعلام والذي صدر امر رئاسي بوقفه عن العمل قبل نحو اسبوع- إن الاعتداء الذي حصل على الصحفيين أمر مرفوض ومدان وأن وزارة الاعلام المقالة في غزة تحركت في الميدان لانهاء الاعتداء وأجرت اتصالاتها على المستوى السياسي والأمني لكي توصل صوت الصحفيين الذين تعرضوا للاعتداء, كما قال.

وعبر أبو حشيش عن استيائه مما أسماه اعتقاد الكثيرين في قطاع غزة, بعدم حيادية بعض وسائل الاعلام, مشيرا الى انها تركز على صغائر الأمور في قطاع غزة وتضخمها وتشوه صورة القطاع, بينما لا تستطيع نقل الفظائع التي تحدث في محافظات الضفة, على حد وصفه.

وأشار أبو حشيش الى أن هذا الاعتقاد أدى إلى حالة من الاحتقان ضد الإعلاميين ومؤسساتهم, مضيفا الى أن دور الاعلام يقوم بإزالة هذا المفهوم والعمل على عدم تعميمه على الجميع, مطالباً كافة الصحفيين التعاون مع "الوزارة "من خلال المهنية ونقل الحقيقة والواقع دون زيادة أو نقصان، ونقل الرأي والرأي الآخر، من أجل أن تعزيز صورة ذهنية طيبة في نفوس الرأي العام.

وطالب أبو حشيش كافة وسائل الإعلام الرسمية والخاصة "مهما كان لونها الفكري بأن تبتعد عن لغة القذف والشتم والسب، والابتعاد عن أعراض الأشخاص والهيئات بدون قرائن وأدلة", مجددا رفضه للدور "التوتيري" لتلفزيون فلسطين من رام الله حيث من المفترض من يعبر عن رأي كل الشعب كونه مؤسسة رسمية تمول من أموال الشعب، وكونه يشن حملة غير مسبوقة ضد قطاع غزة، ويعتبر عامل أساس للفرقة وبث الانقسام, على حد تعبيره, ولم يذكر اية انتقادات ضد اي موقع اعلامي لحماس.

وطالب أبو حشيش الصحف اليومية الفلسطينية بالحيادية، قائلا: "إن تبنيها للرأي الواحد فقط في جزء غير قليل من تغطيتها يوقعها تحت طائلة المسؤولية الأخلاقية والمهنية والقانونية، ويدخلها في نفق مشاكل هي في غنى عنه, متمنيا تغيير سياستها نحو المهنية المقبولة ونقل الرأي والرأي الآخر, كما قال.

وحول موقف "وزارة الحكومة المقالة" من نقابة الصحافيين- جاء "ان الوزارة عقدت ومكتبها الاعلامي سلسلة توضيحية مع العديد من المؤسسات الإعلامية الدولية العاملة في القطاع، وشرحت كل أبعاد الموقف, متوقعة من كافة الأطراف المحلية والدولية المهتمة بالإعلام أن تستمع لوجهة نظرها وتفسيراتها قبل اتخاذ أي موقف تجاه الخطوة، وخاصة الاتحاد الدولي للصحفيين ومؤسسة (صحفيون بلا حدود) حيث كان موقفهم نابع من زاوية واحدة فقط، الأمر الذي يخالف أصول الفلسفة الإعلامية السليمة القائمة على الرأي والرأي الآخر".

"وثمنت الوزارة موقف رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية الذي استمع إلى شكاوي الوزارة الخاصة بالاعتداء على "الزملاء"، "شاكرة قراراته الواضحة والحاسمة والتحقيق مع كل الذين اعتدوا على الصحفيين وإخضاعهم للقانون".

ورغم دعوته وقف لغة الشتم والقذف ختم أبو حشيش تصريحاته بلغة "الشتم" حين قال: "ما يزال بعض من ينسبون أنفسهم للصحافة يزجون أنفسهم بأعمال لا علاقة لها بالعمل الإعلام المهني, ويقبلوا على أنفسهم أن يكونوا أداة طيعة في يد الشغب والفلتان الأمني, وإيجاد أحداث وأفعال بأمر من رام الله من أجل خبر إعلامي ورسالة إعلامية لوسائل الإعلام الصفراء".

وردا على ذلك قال الاعلامي الفلسطيني خليل شاهين من رام الله ( صحافي وناقد يعمل في صحيفة الايام ): "برأيي ان حالة الاستقطاب السياسي انعكست على كل المجتمع فيجري تحويل وسائل الاعلام الى ادوات تلعب دورا في الصراع الداخلي بدل الموضوعية قدر الامكان والتي يجب ان نلعبها جميعا".

وردا على ابو حشيش قال شاهين: "ابو حشيش مسؤول مقال اصلا من جانب الرئيس الذي يمثل الشرعية وبالتالي هو لا يمثل وزارة الاعلام وانما يمثل حركة حماس في كلامه - هذا اولاً وثانياً ان ما يذكره لا يعدو عن كونه احكام مسبقة يتم من خلالها تصنيف وسائل الاعلام من موقعه الحزبي في هذا الصراع وليس لانه اعلامي وما اقواله سوى اتهامات تجافي الموضوعية التي يطالب بها حتى لو كانت بعض انتقاداته للصحف صحيحة" كما قال.

واضاف خليل شاهين "المطلوب ضمان حرية التعبير وضمان نقل جميع المعلومات للجمهور - وهناك مشكلة في كل وسائل الاعلام الفلسطينية وهي انها تصبح جزءاً من حالة الاستقطاب الحزبي - وانا اتفق مع بعض ما قاله ابو حشيش لانه فعلا يجب على الصحف اليومية تغطية الاحداث في الضفة بصورة اوسع وخصوصا الصحف الثلاثة والتلفزيون "فهناك 500 اعتقال لنشطاء حماس تجاهلتها وسائل الاعلام بالضفة وعلى الاقل اذا كانوا لا يستطيعون نشر 500 قصة لينشروا يعض الحالات للاحتجاز غير المبرر وان لا ننسى اننا صحافيون وان نرفع صوتنا".

وأضاف "ان ما فعلته وسائل الاعلام في الضفة انها اكتفت بنقل ما تقوله مؤسسات حقوق الانسان ولم تلعب دوراً في المساءلة كسلطة رابعة".

ثم انتقل خليل شاهين يتحدث عن اعلام حماس فقال: "والاعلام الحزبي لحماس ألا يعلم ولا يرى ابو حشيش وغيره من اعلاميي حماس انه يقدم صورة مجزوءة ويضلل الجمهور بشأن الاشياء الخطيرة التي تحدث في غزة ؟ ولم يلاحظوا كيفية استخدام فضائية الاقصى وجريدة فلسطين في الازمة الداخلية واللتان تقومان بدور تحريضي في المجتمع" كما قال.

وختم شاهين تعقيبه لوكالة "معا" بالقول: "حركة حماس منذ فترة تحاول ان تفرض هيمنتها على كل شيء في فلسطين وعلى كل مناحي الحياة وليس فقط على السلطة التنفيذية والقضائية وإنما أيضا على الاعلام وتحاول هدر دور النقابة واستغلال النقابة عن طريق كتلة الصحفي ما هو سوى محاولة لاخضاعها واستخدامها في الصراع الداخلي بدل التكاتف لمصلحة نقابة مستقلة ومنتخبة ومهنية".