الإثنين: 06/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطة التنقية في نابلس ..مشروع ينتظر الفرج

نشر بتاريخ: 09/05/2015 ( آخر تحديث: 09/05/2015 الساعة: 13:56 )
محطة التنقية في نابلس ..مشروع ينتظر الفرج

نابلس- معا- قبل عامين تقريبا افتتحت بلدية نابلس محطة التنقية الغربية التي انجزت بتكلفة بلغت 32 مليون يورو كمشروع واعد شكل على مدار سنوات طويلة الحلم الذي سيرفع عنهم الضرر البيئي والحياتي الناجم عن المياه العادمة التي تتدفق في اراضيهم وبين منازلهم.

بدأ المشروع بالعمل فور اطلاقه وامتلأت البرك بالمياه العادمة التي يعمل على تكريرها على مدار الساعة في هذه المحطة لتعاد مرة اخرى لمجرى الوادي الرئيسي دون استثمار او استفادة حقيقية لكميات المياة الضخمة التي تكرر والتي تبلغ ما يقارب العشرة الاف متر مكعب.

انتظر الجميع ان يروا المرحلة الثانية من المشروع والبدء عمليا بالاستفادة من المياه المكررة وتخضير المناطق المحيطة بزراعتها وعدم اهدار المياه التي ستشكل مصدر دخل مالي للبلدية لكن السنوات مرت ولم يلمس المواطن أي تغيير او تقدم على الارض وهو ما اثار الكثير من التساؤلات حول اسباب ذلك والمعيقات التي تحول حتى الان دون ذلك .

رئيس بلدية نابلس المحامي غسان الشكعة رغم اقراره بوجود جملة من المعيقات لانجاز ما تبقى من المشروع الا انه اكد ان العمل في محطة التنقية يسير بالاتجاه الصحيح ووفق المخطط .

وعن هذه الاشكاليات قال الشكعة "ان وجود عدد كبير من المصانع ومعاصر الطحينة والجلود والملاحم التي تلقى مخلفاتها في مياه الصرف الصحي تشكل احد ابرز المعيقات لتسببها اضرارا تعطيلية في المحطة وخسائر في الوقت والمال ".

واضاف": ان البلدية تعمل مع الممولين الالمان من اجل استقدام مشروع جديد لعمل محطات تنقية ابتدائية لهذه المصانع لتجاوز المشكلة وتفادي خراب المشروع وضياع المال".

واضاف الشكعة ان حل هذه الاشكاليات يقع على كاهل السلطة الفلسطينية لكن الاخيره غير قادرة على حل هذه المشاكل لوقوعها في المناطق المصنفة سي .

وطالب السلطة التحرك وفق الأصول والتواصل مع الجهات المعنية لوضع حد لهذه الاشكاليات والتجاوزات

وعن المدة المتوقعة للانتهاء من انجاز المشروع كاملا وتوفير المياه المعالجة لاستخدام المزارعين قال الشكعة "خلال سنة او سنتين ستكون المياه الصالحة متوفرة لكنه مرتبط بمدى جدية تعاطي السلطة مع المعيقات وتجاوزات البعض وكذلك بتغليب المواطنين والمسؤولين في التجمعات المحيطة للمصلحة العامة وعدم النظر للمشروع من منظور . اضافة لعدم فرض اسرائيل لمعيقاتها ومزاجيتها في التعاطي مع المشاريع الاسرائيلية.

وعن الية عمل المحطة قال احد المهندسين العاملين فيها الذي فضل عدم ذكر اسمه" ان انجاز عملية التنقية يشتمل على عدة مراحل اساسية تبدأ بدخول مياه الصرف الصحي الى محطة المصافي لازالة العوالق الكبيرة ومنها الى محطة الحصى والرمال للتخلص من هذه المواد التي تجرفها المياه ثم الى خزان الترسيب الاولى للتخلص من العوالق الصغيره وصولا الى وحدة ترسيب المياه العادمه او وحدة التنقية البيولوجية او التهوية المكونة من خزانين يتسع كل منهما لتسعة الاف متر مكعب والتي تحتوي على بكتيريا هوائيه تحتاج لدخول الاكسجين لتباشر العمل وتقوم بتحليل المواد الذائبة واخيرا خزانات الترسيب النهائية لتخرج المياه منها معالجة بشكل كامل ومطابقة لافضل المعايير العالمية".

وعن ابرز المشاكل التي واجهها عمل المحطة اكد المهندس المسؤول ان وجود عوالق كبيرة كالاخشاب والعظام والحيوانات الميته شكلت ابرز المعيقات مع انطلاق المشروع والحقت الضرر باجزاء من المحطة ما اضطر القائمين عليها لاقامة مصفاه اوليه للتخلص من هذه المخلفات قبل دخولها للمحطة اضافة الى عمل جولات ميدانية على اصحاب الملاحم والمصانع لحثهم على التوقف عن هذه الممارسات وتوعيتهم باضرار القائها في مجرى الوادي او في شبكة الصرف الصحي .

سليمان ابو غوس مسؤول مشاريع التنقية الممولة من المانيا والاتحاد الاوروبي قال ان هذا المشروع انجز حسب الاصول وهو قيد التشغيل منذ سنتين واوضح ان البلدية تعمل على تطور اليات التشغيل المتبعة حاليا لتخفيض التكلفة الاجمالية على المواطنين لتخفيض قيمة التعرفة على المياه المعالجة
وعن المراحل الاخرى للمشروع اكد ابو غوش وجود مشروعين زراعيين تجريبيين الاول داخل حدود المحطة والثاني في الاراضي المحيطة فيها بمساحة تصل الى مئة وعشرة دونمات وان المخططات لانجاز ذلك تعد عن طريق شركة استشارية المانية وخلال شهرين او ثلاثه على اكثر حد ستنزل العطاءات من اجل الاستفادة من المياه المعالجة.

واضاف ابو غوش ان القائمين على المشروع يعملون على تشكيل جمعيات تعاونية في دير شرف لادارة المشروع بشكل ناجح ليكون مشروعا رياديا واقناع المواطنين باهمية استخدام المياه المعالجة في ظل ما تعانيه الاراضي الفلسطينية من شح للمياه لا سيما اربعة ملايين متر مكعب من المياه المعالجة هو قدرة المحطة التشغيلية السنوية التي يعول عليها المواطنون كثيرا مع انتهاء المشروع بتخضير سبعة الاف دونم من اراضي المواطنين في المنطقة وتحويلها من اراض زراعة بعلية الى خضراء دائمة تشكل رافدا اساسيا لسلة الغذاء الفلسطيني وتساهم بشكل كبير بتوفير مياة الشرب والاستخدام الخاطيء لها.