الثلاثاء: 21/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

عشرات الاطفال من مركز لاجئ يزورون قراهم الاصلية في اطار مشروع حلم بالوطن

نشر بتاريخ: 12/09/2007 ( آخر تحديث: 12/09/2007 الساعة: 17:33 )
بيت لحم-معا- منجدجادو - في وقت يدور فيه الحديث عن البحث عن حلول جزئية او حلول عادلة لقضية اللاجئين وجه مجموعة من الاطفال رسالة واضحة بانه لا يمكن التنازل عن حق العودة من خلال زيارة نظموها الى قراهم التي هجر اهاليهم منها قبل ستين عاما حيث زار اكثر من خمسة وثلاثين طفلا فلسطينيا لاجئا من مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين القريب من بيت لحم عشر قرى فلسطينية ينتمون اليها في اطار مشروع ينظمه مركز لاجئ في المخيم بهدف تعريف هؤلاء الاطفال على قراهم الاصلية عن كثب لتعزيز حق العودة فيهم رغم مرور عشرات السنين على نكبة فلسطين خصوصا في ظل هذه الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني وفي ظل الاوضاع الدولية الراهنة والمبادرات والمؤتمرات الدولية التي تحاول تجاوز حق العودة .

ويتضمن المشروع التاريخ الشفوي من كبار السن في القرى الفلسطينية التي هجروا منها عام 1948 وتعليم الاطفال على التصوير الفوتغرافي ومن ثم تطبيق ما تعلموه حيث يقوم الاطفال بتصوير اجدادهم وظروف العيش في المخيم في المرحلة الاولى ومن ثم تم تنظيم رحلة العودة الى القرى وتم تصوير الاوضاع في هذه القرى التي تم زيارتها من اجل خلق رابط بين القرى المهجورة والاجيال الجدية من اللاجئين.

من جهته قال صلاح العجارمة مدير مركز لاجئ ان خمسة وثلاين طفلا من اطفال المخيم من مختلف القرى زاروا عشر قرى هي بيت جبرين- بيت نتيف- بيت محسير المالحة- الولجة - القبو- بيت عطاب - راس ابو عمار- عجور - عين كارم - وتجولوا فيها وتعرفوا على قراهم الاصلية .

واوضح العجارمة ان الهدف من هذا المشروع هو احياء الذاكرة الفلسطينية للاطفال وتعريفهم بقراهم التي هجر منها اهاليهم حيث يقوم المشروع على اجراء مقابلات مع جيل النكبة ومن ثم مطابقتها على ارض الواقع من خلال الزيارة التي تمت للقرى المذكورة بهدف اعطاء الاطفال تعزيز موضوع التمسك بحق العودة .

كما اوضح عجارمة ان مركز لاجئ سيقوم بطباعة كتاب يحتوي على كتابات الاطفال وصورهم التي التقتوها بانفسهم في قراهم باللغتين العربية والانكليزية ونشره في العديد من دول العالم عبر المؤسسات والمتضامنون الاجانب الذين يتطوعون في المركز

واشار العجارمة الى الفرحة العارمة التي عاشها الاطفال والتي لاحظها خصوصا عندما احضروا بعض المزروعات من القرى كالزعتر والبرتقال ومياه الينابيع في بعض القرى .

من ناحيته قال المصور البريطاني ريتش وليز وهو من المتطوعين الدائمين والداعمين لمركز لاجئ والذي يعمل ايضا مدربا للتصوير في مشروع حلم بالوطن انهم بدؤا المشروع بتدريب الاطفال على اجراء المقابلات ومن ثم اجراءها مع الجيل الاول للنكبة حيث قابل كل طفل مسن عايش النكبة من قريته لتعرف على تاريخه وتاريخ اجداده ليتمكنوا من معايشة الواقع وما حدث في عام 48

وحول الزيارة للقرى قال المصور البريطاني :اننا زرنا القرى وصورنا فيها وحالها بهدف تعريف الاطفال عليها بانفسهم وليس كما رواها الاجداد مشيرا الى ما شاهدوه في بعض القرى كقرية المالحة غربي القدس حيث وجدوا المنازل الفلسطينية التي يعيش بها الاسرائيليون مشيرا الى ان الاطفال وجدوا الماذنة التابعة لمسجد القرية وكانها تحاول ان تقول انها قرية عربية فلسطينية متحدية التغييرات التي جرت نتيجة الاحتلال الاسرائيلي رغم كل السنوات

واضاف ريتش حول القرى ان طفلا من قرية راس ابو عمار استصعب التعرف على قريته نتيجة قيام الاحتلال بهدم منازلها بالكامل ولم تكن كباقي القرى التي يوجد بها مساجد او منازل وهو الامر الذي احزن الطفل محمد فارس ملش مشيرا الى تفاعلات الطفل ملش الحزينة خصوصا عندما راى المستوطنة التي بنيت على انقاض قريته حيث جلس على الارض وحمل الاحجار وهو يبكي ويقول هل هذا ما تبقى من قريتنا موضحا انه طلب منه تصوير القرية والتركيز على ما فعله الاحتلال بها ونشر ذلك في كل مكان لكشف حقيقة الاحتلال.

وحول تفاعلات الاطفال قال ريتش لقد توقعت ان الاطفال سيكونون حزينين عندما يرون قراهم واشجارها ومنازلها والمستوطنات لكنهم في الغالب كانوا فرحين بمشاهدة هذه الاشياء وتصويرها مشيرا الى انهم قالوا له ان الفرحة بمشاهدة قراهم الاصلية غلبت حزنهم لانهم شعروا بالحنين الى الماضي الذي عاشه الاجداد لكنهم يتمسكون بالامل الذي سيعيد اليهم حقوقهم.

واضاف المصور البريطاني الذي نظم الجولة للاطفال ان الاطفال جمعوا المريمية والزعتر والتراب والحجارة والمياه في اشارة الى انهم متمسكون بالارض وما تنبته

وعبر المصور البريطاني ريتش عن حزنه وشعوره بكسرة القلب كما قال عندما حان موعد العودة الى مخيم اللجوء قائلا: ان الاطفال شعروا بحزن شديد الى درجة حاول فيها البعض رفض العودة الى المخيم قائلين ان هذه القرى هي قريتهم وبلدهم الحقيقي ولهذا فهم لا يريدون العودة للمخيم.

واختتم ريتش حديثه قائلا :لم يكن هذا المشروع مجرد معلوامات تستقى بل تعداه الى قضايا انسانية عايشها هؤلاء الاطفال الذين عززوا لدي فهما اكبر لمعاناة الشعب الفلسطيني وغرسوا في فهما عميقا وكبيرا لما تعنيه القرى الفلسطينية للاجيال الفلسطينية الجديدة والحديثة مشددا على انه سيعمل كل ما بوسعه لنشر هذه القضايا وتعزيزها في المجتمع البريطاني وفاءا لمخيم واهله الذين احتضنوه ووفاء لقضيتهم العادلة .

اما الطفل مراس العزة من بلدة بيت جبرين فقال عن تجربته التي عاشها خلال جولته لقريته :ان هذا المشروع عنى له الشيئ الكثير لان الوصول الى بيت جبرين وزيارة منازلها المهجورة شيئ عظيم بالنسبة له خصوصا في ظروف الحصار التي يعيشها الشعب الفلسطيني.

واضاف الطفل ميراس انه تعرف الى اشياء لم يكن يعرفها سوى بالسماع من جده وجدته وما شاهدوه جعلهم يتصورون ما حدثهم عنه الاجداد مشددا على ان ما شاهدوه زادهم تصميما على حق العودة.

واوضح ميراس انه حفر اسمه على جدران احد المنازل بقوة لتبقى ما بقيت هذه المنازل لتكون شاهدا وتذكارا لكل من يدخلها ان هذه المنازل حقوق مسلوبة من الفلسطينين ولا بد ان تعود لاصحابها .

واشار ميراس الى سعادته بهذه الرحلة خصوصا بعد ان جمع فاكهة الصبر والزعتر وقدمها لاجداده كهدية قالوا انها افضل هدية تقدم لهم.

اما الطفلة اماني اسعد من بلدة بيت محسير فوصفت المشروع بالجميل لانها تعلمت به العديد من الامور اهما قريتها وتاريخها وثانيا لانها زارت هذا التاريخ وصورته بايديها مشيرة الى انها فرحة وسعيدة لانها حققت الحلم بالعودة الذي يحلم به الكثيرون ولو كان مجزوءا بسبب عودتها الى المخيم .

واوضحت الطفلة المحسيري الذهاب الى هناك تعني لي الكثير لانها زادت من تمسكي بارض اجدادي رغم انها لم تستطع التجول في القرية وبقيت في منطقة تطل عليها بسبب وجود بعض المحتلين الاسرائيليين.

واختتمت اماني حديثها بالقول القرية ستبقى في عقلي ووجداني لانها تعني الهوية بالنسبة لي ولن نسمح لاحد بالتخلي عنها موضحة انها تشكر ريتش ومركز لاجئ الذين منحوها فرصة رؤية قريتها التي لطالما سمعت بها كثيرا وحلمت بزيارتها مشيرة الى ضرورة الاستمرار في مثل هذه البرامج حتى يتمكن جميع اطفال المخيم من زيارة قراهم .

اما الجيل الاول من النكبة الذين شاركوا الاطفال بالقصص عن القرى في اطار هذا المشروع فقد عبروا عن سعادتهم وتقديرهم لهذا المشروع الذي منح الاطفال معرفة جيدة عن القرى وقال الحاج محمد حسن الاعرج " ابو فهمي " من قرية الولجة: ان هذا المشروع جيد وممتاز لانه يعرف الاطفال بقراهم ويدعوهم للتمسك بحق العودة
كما عبر ابو فهمي عن فرحته لان احد اطفال قرية الولجة الذين شاركوا في المشروع وزاروا القرية جلب له مياه من احد الينابيع فيها وقال ابو فهمي عندما شربت من مياه الينابع التي احضرها الاطفال تذكرت مراحل واشياء كثيرة عشناها هناك وهي ايام جميلة لا يمكن ان تنسى وسنظل نتذكرها ونذكر بها اجيالنا حتى يتمسكوا بوطنهم ويعودا اليه.