الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

هنا نحالين

نشر بتاريخ: 10/05/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
هنا نحالين

بيت لحم - خاص معا - 12 كم الى مدينة بيت لحم لكن المسافات في فلسطين تختلف.. حيث يسلك الفلسطيني شوارعا إلتفافية ويعبر قرب مستوطنات وطرق غير معبّدة وأخرى زراعية للوصول الى مطلبه ومنها الجامعة والعمل والمستشفى وتسجيل مولوده الجديد.


هنا انت في نحالين احدى قرى الريف الغربي لمحافظة بيت لحم، حيث بلغت مساحة القرية تاريخيا 23.000 دونم لكن الواقع على الارض بسبب الاستيطان والاحتلال هو 4500 دونم، 1050 مناطق B تخضع لسيطرة السلطة و91% منها مناطق مصنفة "C" تخضع للسيطرة الاسرائيلية.

مصادرة وحصار:
يحيط بالقرية مستوطنات من كل الاتجاهات وهي، "بيتار عيليت"، و"اليعازر"، و" النبي دانييال"، وتجمع استيطاني "غوش عتصيون"، ومستوطنة اخرى تقام حاليا بين بلدتي نحالين والخضر.



معا زارت نحالين وجابت اراضيها او ما تبقى منها، والتقت رئيس مجلس محلي نحالين ابراهيم شكارنة وكان لنا معه حديث مطول.



تحدث شكارنة عن عديد الاحتياجات لقرية نحالين وللمجلس القروي والتي تحول دون قدرة المجلس على توفير الخدمات الاساسية للمواطنين، وتحدث كما عدد من رؤساء مجالس قروية الولجة وحوسان وبتير التقت بهم معا خلال الاسابيع الماضية ان الحكومة لا تكترث لقرى الريف الغربي كما هو مطلوب وان هذه القرى مهمشة!

4 قرى بمدخل واحد:
مطالب مجلس محلي نحالين كما هي في بتير وحوسان وغيرها في الريف الغربي وقرية الولجة كذلك، فهل تكترث الحكومة لقرى عزلها الاحتلال ومستوطناته والجدار والشوارع الالتفافية وباتت بمدخل واحد وحيد يتحكم به الاحتلال للقرى الاربع بالريف الغربي "حوسان، نحالين، بتير ووادي فوكين"، فاذا اغلق الاحتلال هذا المدخل –كما حدث في الاجتياح الاسرائيلي للضفة عام 2002- يُمنع على اهالي القرى التوجه للمستشفى فعليهم ان يؤجلوا مرضهم حتى يفتح الاحتلال الطريق!

مجمع طبي:
لذلك اكد رئيس مجلس محلي نحالين لـ معا وسبقه رؤساء مجالس بتير والولجة وحوسان ان هذه القرى بحاجة ماسة لمجمع طبي يقام على مدخل هذه القرى حيث ان العيادات الطبية التابعة لوزارة الصحة في كل قرية لا تفي بالغرض ولا توفر العلاج الكافي للاهالي اضافة الى دوام العيادة كدوام الموظفين الحكوميين عند ظهر كل يوم ينتهي.

عجلة الحياة لا تدور:
ونتيجة لكون غالبية مساحة القرية مناطق مصنفة "C" يمنع البناء والتعمير فيها ويهدم الاحتلال اي مبنى لانه لا يسمح بتصاريح بناء هناك، يحول دون قدرة القرويين على التنمية والاستمرار.

واكد شكارنة لـ معا حاجة نحالين وكذلك سابقا حوسان وبتير والولجة ووادي فوكين ايضا لسيارة اطفاء نظرا لان وصول سيارة الاطفائية من مدينة بيت لحم للقرى حال وقع حريق في منزل تصل الاطفائية وقد انتهى الحريق والتهم كل ما حوله بسبب طول المسافة من المدينة الى القرى، داعيين لتوفير سيارة اطفاء لقرى الريف الغربي حيث اكد وجود فريق كامل تم تدريبه من قبل الدفاع المدني وهو جاهز لاستلام المهمة.


واضاف شكارنة ان سيارة اسعاف حاجة ملحة اخرى حيث يتواجد سيارة اسعاف تابعة للهلال الاحمر ولا تكفي لاربع قرى، وكذلك مركز طوارئ ومركز شرطة.. وحتى ملعب كرم قدم مفقود في القرية.. والنقص في الاحتياجات الاساسية يطول ويطول ولكن من المسؤول!..

لم النفايات
واضاف ابراهيم شكارنة لـ معا ان قريتي نحالين وحوسان تشتركان بسيارة لجمع النفايات مهترئة وبالية وتصليحها بات عبئا على المجالس، مطالبين بسيارة جديدة للقريتين وليس واحدة لكل قرية، متسائلا هل هذا طلب مستحيل لتوفير الجو النظيف لاهالي القرية.


الحكم المحلي والقرية:
اشتكى رئيس مجلس قروي نحالين في حديث لـ معا كما رؤساء المجالس القروية الاخرى في ريف غربي بيت لحم من عدم استلامهم مخصصاتهم-رغم الوعودات المستمرة- فهل من حل يا وزارة المالية؟!

فميزانية المجلس شبه معدومة كما اكد ابراهيم شكارنة، مشيرا الى ان المجلس تقدم بعدة كتب لوزارة الحكم المحلي وهدد المجلس بالاستقالة بسبب عجزه عن تقديم الخدمات دون اي رد او دفع المخصصات.

التعليم:
يوجد في نحالي 7 مدارس، ومركز تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة بدعم من الجمعية العربية للتأهيل ومقرها بيت جالا، ولكن القرية بحاجة لمدرستين اخريين واحدة جديدة واخرى موجودة لكن المبنى مستأجر مشيرا الى ان الارض متوفرة حيث تبرع اهالي القرية بـ 60 دونم للمجلس لكن بحاجة لدعم وزارة التربية لبناء هذه المدراس.

السيارات المشطوبة:
واشار شكارنة الى المشكلة التي تعاني منها قرى الريف الغربي لمحافظة بيت لحم، وهي ظاهرة السيارات "المشطوبة" اي " غير القانونية" بسبب غياب الرادع لدى المواطنين لعدم وجود اجهزة امنية فلسطينية بشكل مستمر في القرى لانها تخضع لسيطرة الاحتلال، لكن ما ذنب المواطن بانتشار سيارات غير قانونية وغياب رجال الامن لتوفير الامن والامان للمواطنين، مشيرا الى ان الاجهزة الامنية تنفذ حملات امنية في القرى ومنها نحالين ولكنها غير كافية وغير مستمرة.

مشاريع:
واشار شكارنة الى المشاريع التي يتم تنفيذها في هذا الوقت في نحالين منها مشروع "الخط الناقل" الممول من "يو اس ايد" ومشروع شبكة الخط الداخلي للمياه الممول من البنك الدولي لشبكة المياه، مشيرا الى حاجتها الملحة حيث ان شبكة المياه في القرية اقيمت قبل 40 عاما فهي مهترئة وتضيف عبئا على المجلس بسبب "الفاقد" من المياه نتيجة قدم شبكة المياه وتلوث عديد الخطوط بسبب تسرب مياه الصرف الصحي في بعضها.

كيف ندعم صمود المواطنين:
واكد شكارنة ان المجلس بالتعاون مع الجهات المعنية والمختصة يتعاونون لحماية اراضي ومنازل المواطنين من الهدم والمصادرة من خلال رفع قضايا في المحاكم الاسرائيلية لمنع سرقة الارض، وقد كسب المجلس عدة قضايا وغيرها ما زالت ماثلة امام المحاكم.


ولا ينتهي الدعم بالمحاكم فقط، فالمواطنين بحاجة لدعم مادي ومعنوي على الارض، حيث يتم تنفيذ مشروع شق طرق زراعية في مناطق C من خلال اتحاد لجان العمل الزراعي، لمساعدة المزارعين على الوصول الى اراضيهم رغم الانتهاكات والاعتداءات لحمايته والصمود فيها، كما ويتم تنفيذ مشروع طرق من وزارة الزراعة بطول 3 كم، وينفذ المجلس مشاريع حفر ابار واستصلاح مساحة واسعة من الاراضي من اتحاد لجان العمل الزراعي، وانجاز امدادات خطوط مياه وخطوط كهرباء.

واشار شكارنة لاحتواء ارض البلدة سابقا عيون مياه عديدة وغزيرة كانت مصدر مياه رئيسي للمواطنين وللزارعة، حيث عمل غالبية اهالي البلدة سابقا في الزراعة الا ان الاستيطان ومصادرة الاراضي واعتداء المستوطنين على الاشجار وعلى عيون المياه ومصادرتها واتلاف الاشجار واحراقها غيّر الواقع على الارض، ولكن هل العودة للماضي باتت ممكنة!

اجرى المقابلة: عبلة درويش