القاسمي تطلق الصندوق الدولي لسرطان الأطفال
نشر بتاريخ: 27/05/2015 ( آخر تحديث: 27/05/2015 الساعة: 20:31 )
جنيف - معا - في مبادرة إماراتية إنسانية عالمية جديدة للتخفيف من معاناة الأطفال حول العالم، أطلقت قرينة حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وبالتعاون مع الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، "الصندوق الدولي لسرطان الأطفال"، الهادف إلى تقديم الدعم للأطفال المصابين بالسرطان، وتسريع عملية إنقاذ أرواح الأطفال المصابين به حول العالم، والذي تتجاوز عدد الوفيات بسببه 90 ألف حالة سنوياً بين الأطفال في مختلف دول العالم.
وسيعمل الصندوق، الأول من نوعه على مستوى العالم، على توظيف الوعي والاهتمام العالمي تجاه مرض السرطان وصحة الأطفال، وإدراج هذا المرض على أجندة أعمال التنمية، بما يسمح للمنظمات والمؤسسات العالمية المعنية بمكافحة السرطان بالتعاون مع الحكومات المحلية بشكل أفضل، لتشخيص وعلاج الأطفال المصابين بالسرطان. كما سيقوم الصندوق بجمع التبرعات وتقديم الدعم المالي والمادي لحملات التوعية المحلية والإقليمية، إلى جانب تعزيز القدرات في مجال الرعاية والعلاج، وتمويل مشاريع الإغاثة في حالات الطوارىء، وذلك في مجال علاج الأطفال المصابين بالسرطان ورعايتهم.
جاء إطلاق الصندوق خلال فعالية أقيمت في العاصمة السويسرية جنيف، شهدتها سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، بحضور البروفيسور تيزير كوتلوك، رئيس مجلس الإدارة للاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، والدكتور كاري آدمز، الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، وعدداً من أعضاء الاتحاد، كما شهدت الفعالية حضور أنطونيو غوتيريس، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وسعادة عبيد سالم الزعابي المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، والدكتور إتيان كروغ، مدير منظمة الصحة العالمية لإدارة الأمراض غير المعدية، وحشد من الخبراء والمعنيين وممثلي الجمعيات المعنية بمرض السرطان من حول العالم.
وأعلنت القاسمي عن تقديم مبلغ مليون دولار أمريكي، من خلال مؤسسة القلب الكبير، ليشكل أول إيرادات "الصندوق الدولي لسرطان الأطفال"، معربة عن سعادتها بإطلاق "الصندوق الدولي لسرطان الأطفال" الذي يحقق أحلام ملايين الأطفال الذين يتهددهم خطر الإصابة بهذا المرض، وخاصة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، التي تشهد وفاة ثمانية أطفال من بين كل عشرة مصابين حول العالم. وأكدت على أن الصندوق سيسهم في إنقاذ أرواح نحو 30 ألف طفل سنوياً في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، من خلال المشاريع والمبادرات التي سيدعمها.
وقالت: ما قيمة المال إذا لم يخفف معاناة البشر؟ ألا تصبح حياتنا أجمل عندما يعيش أطفالنا في ظروف صحية أفضل، وحياة بعيدة عن كل ما يهدد سلامتهم وصحتهم النفسية والجسدية؟ إن التضامن الدولي ضروري للحد من الوفيات بين الأطفال ومنحهم فرصة الاستمتاع بالحياة، وهذا الأمر يتطلب موارد مالية كبيرة ودعم حكومي ومجتمعي، وزيادة الدعم المقدم إلى أنظمة العلاج، وخاصة في مجال أورام الأطفال، للمساهمة في تقليل الوفيات بنسب تتراوح بين 40-50% وهذا إنجاز كبير ينبغي أن يكون هدفاً رئيسياً نعمل جميعاً من أجله.
وأشارت إلى أن التحدي الرئيسي في إصابة الأطفال بالسرطان يتمثل في صعوبة تحديد عوامل الخطر التي ينبغي التدخل الطبي عندها، على عكس الكبار الذين يمكن اكتشاف إصابتهم بالمرض من خلال برامج التوعية والفحص، مضيفة أن انخفاض معدل الوفيات بسرطان الأطفال يرتبط عادة بالأنظمة الصحية القوية، التي يمكن أن تقوم بالكشف الدقيق في الوقت المناسب، ومن ثم التشخيص والعلاج الفعال، ولذلك يمكن شفاء معظم حالات سرطان الأطفال عبر توفير العلاج الفوري والضروري مجاناً.
وأشاد البروفيسور تيزير كوتلوك، بما تقوم به سمو الشيخة جواهر القاسمي من جهود في هذا الشأن، وقال: "نثمن دور سمو الشيخة جواهر القاسمي على تفانيها في مساعدة الأطفال المصابين بالسرطان، ونحن سعداء بالعمل معها ومع جمعية أصقاء مرضى السرطان في هذه المبادرة المهمة".
من جهته أعرب الدكتور كاري آدمز، عن تقديره وامتنانه للمساهمات والجهود التي قدمتها سمو الشيخة جواهر القاسمي، وقال: "إن التزام سموها برؤيتنا الهادفة إلى تقديم المساعدة لجميع الأطفال المصابين بالسرطان، وإعطائهم فرصة البقاء على الحياة، بغض النظر عن أماكن إقامتهم والدول التي يعيشون فيها، يستحق كل التقدير والثناء، حيث سنتمكن من خلال الدعم الذي قدمته لنا بتعزيز حركة المجتمع المدني، والدعوة إلى المزيد من الاهتمام والدعم للأطفال المصابين بالسرطان".
وأشار الدكتور كاري آدمز إلى انتشار التشخيص المتأخر للكثير من حالات الأطفال الذين يعيشون في المناطق الأشد فقراً في العالم بالرغم من وجود الخدمات العلاجية المناسبة، مؤكداً على ضرورة الوصول إلى التشخيص والعلاج والرعاية في الوقت المناسب، حيث أن التفاوت الزمني بينهما أمر غير مقبول، لافتاً إلى عدم قدرة العديد من الأسر على تحمل تكاليف علاج سرطان الأطفال، ما يضطرهم إلى اتخاذ قرارات مؤلمة بخصوص علاج أطفالهم المرضى.
وخلال الفعالية قام رئيس مجلس إدارة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، والرئيس التنفيذي للاتحاد بتسليم الشيخة جواهر القاسمي تكريماً خاصاً من الاتحاد كتقدير دولي على الجهود التي بذلتها سموها خلال السنوات الماضية لمكافحة سرطان الأطفال حول العالم، والمساهمة في التخفيف من معاناة الأطفال المصابين به.