الثلاثاء: 10/06/2025 بتوقيت القدس الشريف

هل عاد الرجوب منتصرا ؟؟........هل حققت فلسطين تقدما؟؟

نشر بتاريخ: 01/06/2015 ( آخر تحديث: 01/06/2015 الساعة: 14:53 )
هل عاد الرجوب منتصرا ؟؟........هل حققت فلسطين تقدما؟؟
بقلم الدكتورة : سبأ جرار
عندما تتسارع الأحداث لتبلغ لحظة البداية في صياغة الهدف ، ينظر الباحث عبثا خلفه فلا يجد سوى قلة من الداعمين، أو المدركين لأهمية التسارع نحو موضوع ما، وباتجاه دون غيره ، ولكن عندما تتسلط الأضواء على النتائج، يعجز الباحث ويحار ، ويحاول عبثا البحث عن إدراك يجد مكانا لنظره حيث يحتشد اُلمُهَوِّلُ والناقدُ والمُهَلِّلْ ، هكذا هي الحكايات في فلسطين منذ أوسلو،... مراهنات، وانقسامات، وتحليلات غير منطقية للاجتهادات .

الحديث هنا ليس اكثرولا اقل من محاولة تحليل المشهد الذي صيغ بين ليلة وضحاها، عندما انطلق الشعاع من زيورخ باحترام وطني لعقلياتنا وطموحنا ، حين وقف رئيس اتحاد كرة القدم ،ولم تختفي عن هالته مظاهر الصامد المقاوم لكل التحديات، والقادر على اخذ القرار بكل جرأة، رغم المتوقع على الصعيد الشعبي ، حيث أسدل الستار على قضية "الكرت الأحمر" بكلمات جريئة، أوضحت الموقف ،وبينت مستوى الدعم العالمي والعربي للحالة ، وأشار بحنكة وكبرياء أننا جئنا هنا عازمين على موقفنا ،لكن العالم اجتمع ليقايض الحروب بمعركة ، فكان القرار بان خوض المعركة كان نهاية الحرب، وان طرح البدائل هو النصر وهو الاستمرارية،وان الغاية هي البحث العالمي لحالة الرياضة الفلسطينية والدعم المطلوب لإنهاء حالة التعصب والحصار المفروض على اللاعب والملعب الفلسطيني ،وسبل تطور الرياضة .

من السهل القول: لِمِ المعركة من البداية ؟ ومن الأسهل القول :كان من الاجدرالاستمرار، والخروج بشرف المحاولة !!... لكن لابد من القول: أن شرف المحاولة ودلالات المقاومة ما هي إلا كلمات تتردد في عقولنا وقلوبنا منذ الثورة العربية الكبرى، ومرورا بالنكبة ،وانتهاء بحروب متتالية على غزة، لم تولد سوى صراع على البناء والاعمار الذي لم يبدأ لغاية لان ، لقد سجل التاريخ أننا سرنا باتجاهات لم تأخذنا سوى لمزيد من التراجعات والخسائر على الارض ، لذا فإننا مطالبون بعد أن قبلنا بعد عشرون عاما من المفاوضات والانقسامات، بان نستخدم التدويل لقضيتنا ،وان تنستثمرادوات أخرى مثل الرياضة لإعادة انظارالعالم نحو فلسطين، وبأن علينا أن ندرك التفاصيل، وان نعدل أساليب النقد والحكم .

ولنفترض أن المشهد انتهى بتصفيق عظيم لرفع الراية الحمراء في الكونغرس ، وبتصويت جارف لصالح القرار، وعاد الوفد الفلسطيني منتصرا بقرار إعادة رفع الحصار الكامل على الرياضة واللاعبين ، وبانقسام اكبر حول أهلية فلسطين للمشاركة في المنظومة العالمية للرياضة ، كم سيستمر آثار النصر الزائف ؟؟، وكم سيتدافع المغردون لدعم الرياضة ومنعها من التآكل كما يحدث في كل المسارات التي مازالت ترتدي السراويل وتغفل أن تدرك بان العالم متحرك والإعلام الاسرائيلي متمكن وقادر على رسم الصورة التي نرفض إظهارها؟؟ .

الموقف لا يتطلب التدافع العاطفي الخالي من المنطق والتحليل لماهية الأمور. ومن كان يعتقد ومنذ اللحظة الاولى أننا سنربح معركة طرد إسرائيل هو واهم وجاهل بكل مدخلات الأمور ، كانت الصورة واضحة والمؤشرات كبيرة من تداعيات العام المنصرم وكونغرس 2014 وتأجيل زيارة بلتربتارخ الخامس من أيار الفائت،ومؤشرات كلمة الأمير تركي قبل أيام ، عندما أصر علية الاعلامي بندر حول رؤيته لتحقيق يوم تاريخي للفلسطينيين، حيث قال بما معناه: أن الوصول للكونغرس وإثارة هذه القضية هو انجاز بغض النظر عن اخذ القرار أو طرح مسارات أخرى .

السؤال الكبير إذا : لماذا نستمر بتقليل انجازاتنا؟ والاهم لماذا نستمر في تفكيرنا بان الحقائق دائرية ؟ وان الانجاز لابد أن يكون التصاق البداية بالنهاية ؟ والاهم كيف نفسر دعمنا للدبلوماسية الرياضية والانجازات الحقيقية على الارض ، ثم نتلعثم عند أول منعطف خطير يقايض الدبلوماسية والانجازات بقرار يمكن إن يغذي إحساسنا المتعطش للنصر ولكن ضمن رؤية واهمة تتخذ مكانها في فراغات لم يعد العالم يأبه لمن يجلس فيها ؟؟

لقد خبت عوالم الحلم بالعودة غدا ، وباتت أغاني" خلي السلاح صاحي " تراث جميل لمرحلة عظيمة ولدت مراحل كان لابد لنا من التعاطي معها ، لنستطيع العودة ولكن ليس غدا بل بعد غد ، إن ما أنجز في زيورخ هو بحقيقته معركة وجود خاضها الوفد الفلسطيني بصمود وحكمة للدفاع عن الوجودي هذا المحفل ، حيث تراءت لهم خلف الكواليس الحقائق المزمع إشهارها ، والتي لاتقرب لأي دعم عربي أو عالمي، بل هو استنزاف وطلب بالتراجع ، فكانت المقايضة على انتزاع التصويت، واثبات لجنة اختار الفلسطينيون رئيسها بإشارة واضحة وبصوت مباشر ، وبعزم واصفرار أننا أقوياء، نتراجع خطوة لنعيد مسارنا، وأننا دائما قادرون على تحقيق افضل النتائج وليس فقط الخروج بأقل الخسائر .