الثلاثاء: 10/06/2025 بتوقيت القدس الشريف

الحديث ذو شجون

نشر بتاريخ: 01/06/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:01 )
الحديث ذو شجون
خطوة هامة...في انتظار المزيد !
بقلم : فايز نصار

اكرر للمرة الألف أنني غير مستعد للموت دفاعا عن رأيي ، والسبب- يا جماعة الخير – أن رأيي قد يكون غير صحيح ، على اعتبار انني عبد من عباد الله ،ولست منزها عن الزلل والشطط !

أقول هذا ... وانأ أتابع ما تسوقه لنا الأخبار من ردات فعل "غاضبة" بعدما كان في كونغرس الفيفا ، وسحب الطلب الفلسطيني لتجميد عضوية الاتحاد المحتل في الفيفا ، مقابل التصويت على تشكيل لجنة متابعة ، تسهر على متابعة القاضيا المسببة للطلب الفلسطيني .

أقول : إن ردات الفعل غاضبة، ومنح حق الفلسطيني الغضب ، أليست دماء أوردتنا عصير من غضب كما قال شاعرنا الملهم ؟واليست كل تصرفات الاحتلال بحق كل شيء في هذا الوطن مجلبة لرفع الضغط والجلطات ؟

ولسنا هنا بصدد تكيمم القلوب ، ومنعها من الغضب، لان كل فلسطيني حرّ يطمح في يوم يرحل فيه هذا الاحتلال،ويخرج خائبا من كل المؤسسات الحضارية الدولية التي دخلها من البوابات الخلفية ، ويتواصل تواجده فيها بفعل قوة اللوبي الحامي لدولة الاحتلال ، والمنتشر كالاكسجين فوق هذه البسيطة .

من حق الجميع ان يغضب ، ومصدر العتب هنا اننا نمني النفس ان نضبط ردات فعلنا ، ونسيطر على أعصابنا ضمن فلسفة الرأي والرأي الآخر ، دون الدخول في ترهات التجريح والتخوين ، وتسفيه كل من يعتقد ان فلسطين خرجت من كونغرس الفيفا بأفضل ما يمكن ، لأن الحرب متواصلة ، وما كونغرس الفيفا الا معركة في سياق النضال الفلسطيني الطويل .

أقول : الحرب مع هذا الاحتلال متواصلة ، ويجب ان تتواصل في الفيفا ، وفي كل المؤسسات الدولية الأخرى ،حتى يحق الحق ، وينتصر المعذبون في هذه الفلسطين ، التي طالما زادت أوجاعها بسبب ردات فعل غير مضبوطة ، لان الايام أثبتت ان العنتريات والخطب الرنانة لا تحرر أرضا ، ولا تعيد حقا .

أقل : من حق الكبير والصغير، والمقمط في السرير ابداء الرأي فيما تمخضت عنه مداولات كونغرس الفيفا ، ولكن من حق فلسطين علينا جميعا ان نضبط أحكامنا ، ونناقش الأعمال بروية تستند الى اطلاع فاهم ، دون الوصال الى تجريح العاملين في مختلف المجالات، ودون التهجم على الإعلاميين ، الذين يقفون موقفا مسؤولا الى جانب المشروع الرياضي الكبير ، كمقدمة لمشروعنا الوطن في الاستقلال والتحرر ، ودحر الاحتلال !

والحق يقال : إن فلسطين خرجت من كونغرس الفيفا بنصف انتصار ، لان كل فلسطيني ابن فلسطينية كان يمني النفس ان تطرد هذه الاسرائيل من سلك الفيفا ، ولكن الأمر يحتاج الى مزيد من الوقت والعمل ... وما يجب ان يعرفه الجميع ، ان جميع رؤساء الاتحادات القارية – بما فيها رئيس الاتحاد الآسيوي البحريني سلمان ال خليفة - وقفوا ضد الطلب الفلسطيني ، وكان التوجه ان يتم التصويت على رفض التصويت على الطلب الفلسطيني ، باعتباره سابقة في تعاملات الفيفا.

لذلك أرى ان الخروج بشيء أفضل من الفشل في كل شيء ، فانتصرت فلسطين بالنقاط ، بعد ان كنا نمني النفس تحقيق الفوز بالضربة الفنية القاضية ، فكان النجاح الكبيرفي التصويت على الطلب الفلسطيني بتشكيل لجنة متابعة ، الأمر الذي رفضته الدول المؤيدة للاحتلال ، والمهم هنا ان اللجنة ستتابع خروقات دولة الاحتلال ، من ناحية حرية حركة اللاعبين ، وحرية نقل العتاد الرياضي، وحرية إقامة المنشات الرياضية ، ودراسة ملف أندية المستوطنات التي تلعب ضمن دوري الاحتلال ، وملف العنصرية الرياضية ، التي يتعرض لها رياضيونا في الضفة والقطاع ، وفي القدس ومناطق ال 48 ايضا .

والأهم هنا ان فلسطين نجحت في التوجه لتكليف السيد طوكيو- الذي عانى كثيرا من قهر الابارتايد - لرئاسة اللجنة ،التي ستتابع عن قرب كل تفاصيل الخروقات الاحتفالية .

لذلك ارى ان على الشرفاء من المعترضين على سحب الطلب الفلسطيني مراجعة مواقفهم ، بعد دراسة متأنية لكل ما حصل في الفيفا ، وما سبق اجتماعات الكونغرس من ضغوط سياسية وغير سياسية ، على المسئولين الفلسطينيين في مختلف المواقع ، وبعد هذه القراءة سأحترم كل من يواصل الاعتراض على الأمر بشفافية وروح رياضية .

أما اؤلئك الذين لا يريدون الانخراط في صميم المشروع الرياضي الفلسطيني الكبير، والذين ينتظرون الزلات للرقص فعلى جراح هذا الشعب والشماتة في هذا الوطن ، فهؤلاء لا يعون شعبنا بشيء ، لأنهم يغردون خارج السرب ، ولن تنفعهم خطبهم الرنانة ، ولا استعراض عضلاتهم الدنكيشوتية ، لأن فلسطين الكبيرة مرّ عليها في سنواتها النضالية الكثير من هذه النوعيات ، التي نطلب من الله ان يلهمها الصواب، أو ان يريح شعبنا الطيب منها !

لا غرو ...ان فلسطين خرجت من كونغرس الفيفا بانجاز غير مسبوق ،والمطلوب ان تتضافر الجهود الخيرة لتعزيز هذا الانجاز ، والمشاركة في وضع الاحتلال في الزاوية ، وقبل ذلك مطلوب من الجميع قراءة الأمر بتحر علمي واقعي ،لان المواقف المتسرعة لن تخدم شعبنا العظيم !

والحديث ذو شجون .