الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

مناكفات غزة ورام الله تضع مستقبل جامعة الأقصى على المحك

نشر بتاريخ: 09/09/2015 ( آخر تحديث: 09/09/2015 الساعة: 21:24 )
مناكفات غزة ورام الله تضع مستقبل جامعة الأقصى على المحك

غزة - تقرير خاص معا - يشهد موقع رئاسة جامعة الأقصى في قطاع غزة معركة حامية الوطيس بين وزارتي التربية والتعليم بغزة ورام الله حول تعيين رئيس للجامعة.

ونقل مراسل "معا" عن أكاديميين في الجامعة أن أزمة تدور منذ قرابة الثلاثة أشهر بسبب عدم الالتزام بقرار وزيرة التربية والتعليم السابقة خولة الشخشير بتعيين الدكتور عبد السلام أبو زايدة قائم بأعمال رئيس الجامعة خلفاً للدكتور علي أبو زهري الذي قدم استقالته .

وقال الأكاديميون :"إن وزارة التربية في غزة قامت بتعيين الدكتور محمد رضوان قائما بأعمال رئاسة الجامعة لحين تعيين رئيسا للجامعة".

وعلى إثر هذا القرار أرسل الدكتور أنور زكريا الوكيل المساعد لشؤون التعليم العالي في رام الله كتابا لرئيس مجلس الأمناء الدكتور كمال الشرافي في الجامعة قبل يومين قال فيه:" الوزارة تمهل مجلس الأمناء أسبوعا آخرا من تاريخه للتوصل إلى حل توافقي يتماشى مع القانون وفي حال عدم التوصل لمثل هذا الحل سوف تتخذ الوزارة الإجراءات القانونية بحق الجامعة كما نص عليها البند الثاني من المادة 17 من قانون التعليم العالم الذي ينص على "يلغى الترخيص بقرار سبب من الوزير إذا ثبت أن المؤسسة فقدت احد متطلبات الترخيص ولم تقم بتصحيح أوضاعها خلال ستة أشهر على الأقل و المادة 15 من الفصل الرابع من نظام الجامعات الحكومية علاوة على حصر أسماء المتسببين في الأزمة و اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم".

وتابع زكريا في الكتاب :"وعليه نعتبر رسالتنا هذه بمثابة الفرصة الأخيرة لإنهاء الأزمة والتي تعتبر معها أية إجراءات قادمة وتطبيق تلك الإجراءات قد وضع نفسه في اطار المسؤولية وتبعاتها القانونية".

لكن الدكتور محمد رضوان القائم باعمال رئيس الجامعة بغزة نفى في حديث لمراسل "معا" وجود أزمة وإنما هناك إشكالية مفتعلة.

وأضاف رضوان:" هناك مكان شاغر لرئاسة الجامعة نظرا لاستقالة الدكتور علي أبو زهري من رئاسة الجامعة ونتيجة الخلافات السياسية أصبحت إشكالية في موضوع رئاسة الجامعة وإنما الجامعة أمورها تمام ما في إشكاليات إدارية ولا قانونية لكن أثر الانقسام هو الذي صعد الأمور".

وتابع :"هناك قانون وقرار مجلس وزراء رقم 4 لعام 2009 للأسف الوزارة في رام الله تجاوزت القرار الوزاري وفيه نص واضح في حال شغور موقع رئيس الجامعة يتولى أقدم النواب مهام رئيس الجامعة لحين تعيين رئيس للجامعة".

وسرد يقول :"القضية ليست قضية تعيين وإنما قرار مجلس وزراء وأنا أقدم النواب مارست المهام ولكن الإشكالية سياسية جعلت الإخوة في رام الله يتجاوزوا القانون وقرار مجلس الوزراء".

وردا على كتاب الوزارة الموجهة لمجلس أمناء الجامعة بالقول :"للأسف التحجج بالقانون فيما يخالف القانون يبدو أن د. انور زكريا غاب عن ذهنه أن الجامعة حكومية وقرار إنشائها او عدم انشائها يتوقف على قرار مجلس وزراء كما انها أنشأت بمرسوم رئاسي من الرئيس الراحل ياسر عرفات.

لكن عاد النائب جميل المجدلاوي وعضو مجلس أمناء الجامعة أكد أن المشكلة تكمن في عدم التزام المعنيين في الاتجاه الإسلامي بالجامعة بتنفيذ قرار وزيرة التربية التعليم العالي فهي المرجعية المسؤولة وصاحب الصلاحيات في تعيين قائم بإعمال رئيس الجامعة إلى أن يصدر المرسوم الرئاسي لتعيين رئيس للجامعة .

وقال النائب المجدلاوي في حديث لمراسل "معا" نعمل على معالجة الأمر في الاتجاه الصحيح بما يخدم الجامعة والطلاب والعاملين بها وتجنبهم التداعيات السلبية التي ستترك ظلالها على كل المعنيين بالجامعة والعملية التعليمية.

ويتخوف طلبة وموظفون في جامعة الأقصى بقطاع غزة على مستقبلهم ومن عدم بدء العام الدراسي بموعده في الثاني عشر من سبتمبر الحالي في ظل الأزمة القائمة بأروقة رئاسة الجامعة.

ويعيش قرابة 25 ألف طالب وطالبة في جامعة الأقصى ونحو 1000 موظف في قلق نتيجة تصاعد الأوضاع في الجامعة.

ويرفض الدكتور زهير عابد المحاضر في الجامعة أن ينعكس الانقسام في الساحة الفلسطينية على التعليم والصحة بشكل عام لأنهما خدمة للمجتمع.
ودعا المحاضر في الجامعة في حديث لمراسل "معا" إلى تحييد التعليم والصحة من الانقسام، وقال :" أنا كمحاضر يهمنا أن نقدم خدمة معرفية وعلمية لأبناء شعبنا ونطالب كل المحاضرين أن يخلعوا عباءة الحزبية والفصائل خارج باب الجامعة ويدخل الجامعة بعباءة الأكاديميين لتقديم الخدمة للطلبة".

وأشار المحاضر في جامعة الأقصى إلى أن مجلس الأمناء انعقد أمس واليوم بصورة طارئة من اجل الوصول إلى توافق، داعيا إلى جميع الأطراف الجلوس على طاولة واحدة وتغليب المصالحة العامة على الخاصة لإنهاء الأزمة، آملا أن يصل الأطراف إلى توافق على رئيس للجامعة.

وقال :"الطلبة والمحاضرين في حالة يرثي لها من القلق وهناك تخوفات من اتخاذ أي إجراء ضد الموظفين".


يشار إلى أن جامعة الأقصى تعرضت لنفس الأزمة قبل خمسة سنوات وقد تم حل تلك الأزمة بتشكيل مجلس جامعة توافقي بعد تدخل الجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية.

تقرير :أيمن ابو شنب