الثلاثاء: 14/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

خلال ندوة نظمها التجمع الإعلامي : الدعوة لميثاق شرف يحكم عمل المؤسسات الإعلامية

نشر بتاريخ: 01/10/2007 ( آخر تحديث: 01/10/2007 الساعة: 20:25 )
غزة - معا أجمع عدد من الإعلاميين والسياسيين الفلسطيني على ضرورة وضع ميثاق شرف إعلامي يرضى جميع الأطراف الفلسطينية من اجل ضبط الحالة الإعلامية في قطاع غزة وإنهاء حالة السجال الإعلامي القائم .

جاء ذلك خلال ندوة إعلامية نظمها التجمع الإعلامي الفلسطيني, اليوم الاثنين, بعنوان (دور وسائل الإعلام في تعزيز الوحدة الوطنية) في قاعة المؤتمرات بكلية فلسطين التقنية الكائنة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة, حضرها عدد من خريجي الصحافة الإعلام في قطاع غزة ونخبة من أساتذة الكلية.

وقد حاضر في الندوة كل من الصحفي صالح المصري مدير إذاعة صوت القدس, والصحفي محمود البيك عضو مجلس إدارة إذاعة الأقصى ومدير البرامج فيها, والصحفي ذو الفقار سويرجو مدير إذاعة صوت الشعب, و الأستاذ كمال أبوشاويش مفوض الإعلام في حركة فتح بالمنطقة الوسطى.

وأكد التجمع الإعلامي على لسان مدير الندوة الصحفي عوض أبودقة, أن الرسالة من وراء هذه الندوة هو إرساء وتنمية مبدأ تعزيز الوحدة لدى الصحفيين والإعلاميين المقبلين على العمل المهني وتوجيه الرسالة الإعلامية للجمهور.

وأشار أبودقة إلى أن التجمع عندما اختار هذا الموضوع لكي يطرحه من خلال هذا العنوان إنما أراد أن يطوي صفحةً كأداء في مسيرة وتاريخ الإعلام الفلسطيني في إشارةٍ إلى ما جرى مؤخراً بين الأشقاء الفرقاء بغزة, وتسخير وسائل الإعلام التي تمتلكها الجهات المتناحرة لإيصال رسائل معينة إلى بعضها البعض مما أسهم في زيادة ورفع حالة الاحتقان على الساحة الداخلية.

الصحفي صالح المصري مدير إذاعة القدس, أكد خلال الندوة على ضرورة الانقياد للمهنية والموضوعية في طرح وسائل الإعلام لرسالتها لتفادي الأزمة الخطيرة التي يعايشها الشعب الفلسطيني في ظل هذا الواقع المرير, معتبراً أن عدم التركيز على هذه النقطة يعد السلبية الأبرز لدى أغلب وسائل الإعلام الفلسطيني.

ورصد المصري في حديثه جملةً من الإيجابيات التي أضفتها وسائل الإعلام الفلسطينية المختلفة لعل أبرزها أنها استطاعت أن تسلط الضوء على أعمال المقاومة ورأيها والدفاع عن قضاياها والتبشير بآرائها, ومساهمتها إلى جانب ذلك ويقصد وسائل الإعلام في رفع معنويات الشعب الفلسطيني والرد على مواقف العدو ودحض مزاعمه وادعاءاته.

كما وبيّن مدير إذاعة القدس إلى نقطة إيجابية عظيمة استطاعت وسائل الإعلام إنهاءها كليا وهي إلغاء الاستماع للإذاعات التبشيرية والترويجية كإذاعة صوت إسرائيل, وكذا نجاحها وخاصةً وسائل الإعلام الإلكترونية في تصحيح الفهم السائد لدى الغرب والعرب حول كثيرٍ من المسائل التي تقوم إسرائيل بقلب الحقائق فيها.

من جانبه, بيّن الصحفي محمود البيك مدير البرامج بإذاعة الأقصى أن الساحة الإعلامية الفلسطينية تعيش وضعاً معقداً في ظل الأوضاع العامة على الساحة الفلسطينية, داعياً في الوقت ذاته إلى ضرورة تلافي هذه التعقيدات بطرحه عدداً من الرؤى للخروج من الوضع القائم منها ضرورة توحيد الخطاب الإعلامي لكافة وسائل الإعلام.

كما ودعا البيك وسائل الإعلام المختلفة إلى إبراز الجوانب الإيجابية لدى فصائل العمل الوطني والإسلامي لتعزيز الثقة بين العناصر على الأرض, وكذا عدم بث موجات مفتوحة عبر وسائل الإعلام لأن من شأنها كما قال تصعيد المواجهة على الأرض والاستعاضة عن ذلك بعمل موجات بث مشتركة خاصةً على صعيد الإعلام المسموع.

بدوره, تطرق الأستاذ كمال أبوشاويش مفوض الإعلام في حركة فتح بالمنطقة الوسطى إلى قضية الوحدة والدور الذي لعبته وسائل الإعلام على اختلاف مشاربها في هذا المجال, موضحاً أن وسائل الإعلام المختلفة لم تسهم في تعزيز هذا المفهوم وبالتالي فإنها تتحمل الجزء الأكبر من الوضع القائم حالياً.

ورأى أبوشاويش أن تتبنى وسائل الإعلام المختلفة فلسفة إعلامية واضحة تسلط الأضواء على القضايا الجوهرية في الصراع مع العدو الإسرائيلي, وكذا وضع الرجل المناسب في المكان المناسب من قبل القائمين على وسائل الإعلام كي تسهم هذه الوسائل بإخراج الشعب الفلسطيني من هذا الواقع العصيب.

من جهته, ثمّن الصحفي ذو الفقار سويرجو عقد التجمع الإعلامي لهذه الندوة, معتبراً هذا العمل شعاع أملٍ قد يعيد لأبناء شعبنا أجواء الحوار والتفاهم.

وشدد سويرجو في معرض حديثه خلال الندوة على مسألة غاية في الأهمية وهي ضرورة أن ينسى الشعب الفلسطيني ووسائل إعلامه المختلفة ثقافة شطب الآخر, مؤكداً أن هذه الثقافة هي التي أدت إلى انحدارنا ووصولنا إلى هذا الوضع القاتم في تاريخنا الناصع والحافل بالنضالات.

واقترح مدير إذاعة صوت الشعب التي تعرضت إلى السطو في أعقاب الحسم العسكري في الرابع عشر من حزيران الماضي أن توقع جميع وسائل الإعلام الفلسطينية من دون استثناء على ميثاق شرف توضع بموجبه المصالح العليا لشعبنا على رأس أولوياته والنأي التام عن التدخل في الممحاكات والسجالات التي قد تنشب هنا أو هناك باعتبار الرسالة الإعلامية رسالة سامية ولها قدسيتها.

وفي ختام الندوة توجه التجمع الإعلامي الفلسطيني بالتحية لكل من شارك بالندوة, ولإدارة الكلية التي استضافت الندوة على أرضها, متعهداً أن يبقى مستمراً على أهدافه التي أنشأ من أجلها والتي من أبرزها ترسيخ الوعي ورفع كفاءة الإعلاميين للرقي بمجتمعنا والنهوض به وتعزيز لحمة أبنائهم وتماسكهم.