الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
مصادر عبرية: اصابة مستوطن بعملية طعن واطلاق النار على المنفذ قرب الرملة

الاونروا تقدم مساعدات لمبادرة "النوع الاجتماعي" في غزة

نشر بتاريخ: 02/12/2015 ( آخر تحديث: 02/12/2015 الساعة: 16:16 )
الاونروا تقدم مساعدات لمبادرة "النوع الاجتماعي" في غزة
غزة- معا- تبرعت "الاونروا" خلال مبادرة النوع الاجتماعي فيها، بأدواتٍ رياضية لمجموعة من النساء، ليمارسن رياضة اليوغا بها في الصالة الرياضية لجمعية "روافد" في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

وأشارت "الأونروا" إلى أن مجموعة من النساء يجتمع كل يوم السبت من كل اسبوع، أمام الجمعية، من أجل تحضير أنفسهن لجلسة "المشي السريع" الأسبوعية.

وعلّقت حنان أحمد البالغة من العمر (47 عاما) على النشاط أنهن يجتمعن في الساعة 7 صباحاً، ليبدأن بالمشي لمدة ساعتين، وأشارت إلى أنهن يبدأن غالباً بالمشي في الحي ثم على طول الشاطئ.

وأضافت حنان أنها ترى من رياضة المشي في الحي نشاطا طبيعيا للنساء في دول أخرى، لكن في المناطق التي وصفتها بـ"النائية" بغزة يجده أهل المنطقة غير مألوف، أن تمارس النساء نشاطات رياضية علنا.

وقالت مريم أبو عمرة المشاركة في التمارين الرياضية، إن عائلتها في البداية اعترضت على المشي في الحي، موضحة أنهم عندما علموا أن هذه النشاطات الرياضية تتم بتشجيع من "الأونروا"، غيروا رأيهم.

وأضافت أبو عمرة أن "الأونروا" تحظى بكثير من الثقة في المجتمع.

واعتُبرت مريم وحنان اثنتين من عشرات النساء اللاجئات اللواتي يزرن جمعية روافد بشكل دوري، وهي جمعية مجتمع محلي في مدينة دير البلح.

وأشارت روافد إلى أنها جمعية مجتمعٍ مدني، بدأ فيها برنامج النوع الاجتماعي في "الأونروا" منذ 2008، بدعم مشروع "المساحات الاجتماعية والترفيهية" فيها.

وقالت إن المشروع يهدف إلى تقديم مساحات آمنة للنساء والفتيات، لتمكنهن من التعارف والوصول إلى النشاطات الترفيهية والاجتماعية، مما يعزز حقوق النساء في المشاركة المتساوية في الحياة العامة.

وأشارت المؤسسة إلى أن مبادرة النوع الاجتماعي تدعم نشاطات "مساحات اجتماعية وترفيهية" في27 منظمة مجتمع محلي في أنحاء متعددة من قطاع غزة.

وأوضحت أنها سشتمل على دروس محو الأمية باللغة العربية والإنجليزية، من خلال وحدات محو الأمية المتنقلة، التي تستهدف 90 امرأة في المناطق المهمشة، وعلى ورشات عمل في الفنون والتمثيل، وأندية الكتب، ونشاطات جسمانية صحية لمعالجة أغراض نفسية واجتماعية.

وأدركت "الأنروا" واعتمادا على الأمم المتحدة بأن الرياضة واللعب أدوات قوية في تحقيق أهداف التنمية والسلام، من خلال منح النساء تلك المساحات والفرص والبرامج، لتُمكّن مبادرة النوع الاجتماعي بشكل فعال، النساء من تحقيق الثقة بالذات، وأخذ دور فاعل في المجتمع.

وعلّقت حنان أحمد البالغة من العمر (47 عاما) على جدول عملها المزدحم، بأنها منذ ان بدأت بممارسة الرياضة، أصبح لديها حيوية أكثر، واتبعت أن  الأمر كله يتعلق بتنظيم الوقت.

وأتبعت أنها  تقوم بجميع الأعمال المنزلية قبل المجيء إلى المركز وممارسة الرياضة، وأنها بعد ذلك تعود إلى البيت مسرعةً، لتتابع أبناءها في كتابة واجباتهم المدرسية.
 
واهتمت "الأونروا" بهذا البرنامج لرؤيتها بأن الكثير من النساء يشعرن بالقوة من خلال ممارسة نشاطات خارج منازلهن، ومن خلال تأسيسهن لشبكات اجتماعية، والمشاركة في الحياة العامة، وتولي حل المشاكل بأنفسهن.

وقالت المشاركة حنان أنها قبل ممارستها للرياضة، كانت تشعر بأنه ليس لديها وقت إلا لعائلتي، معربة عن شعورها الآن، بأن لديها المزيد من القوة والطاقة، وقالت: "أرغب الآن أن أبدأ بإعطاء الدروس وتعليم الأطفال أيضا".

واكتشفت النساء في مدينة دير البلح من خلال النشاطات الرياضية، طرقا لكسب الحرية واحترام الذات، ومجموعة نساءٍ في مدينة بيت حانون اكتسبن الثقة بالذات من خلال دروس التمثيل التي تقدمها جمعية "العطاء" المحلية، والتي تحصل على دعم من مبادرة النوع الاجتماعي في الأونروا.

وأشارت "الأونروا" إلى أن المجتمع الغزي في مدينة بيت حانون حذر في البداية من نشاطات الجمعية، لكن اليوم تعتبر دروس التمثيل مشهورة بين أوساط النساء في المجتمع، وتقدم لهن فرصة التعلم حول كيفية التعبير عن أنفسهن، ليوضحن أفكارهن وتطوير أسلوب نقاشهن، والدخول في حوار.

وقالت المديرة المسؤولة عن جمعية "العطاء" سماهر المصري "إن الكثير من النساء يتحدثن عن تجاربهن خلال دروس التمثيل، ويتعلمن كيف يروين قصصهن".

وأكدت زينب ضيف الله الزائرة الدورية للجمعية، على أنها كانت تشعر غالباً بالضعف وعدم الثقة، وأن شعورها الآن في الجمعية اختلف، وباتت تشعر بكسبها احترام الذات.

وأتبعت ضيف الله أنها تعلمت كيف تكون مستقلة وكيف تعيش حياتها وهي تشعر بالقوي، وأضافت أنها الآن أصبحت تقول ما تريد، دون خوف.

وأوضحت "الأونروا" بأن برنامج "المساحات الاجتماعية والترفيهية"، وصل إلى حوالي 14,000 مستفيدة، بما فيهم 38 إمرأة من ذوي الإحتياجات الخاصة، في عام 2014، مشيرة إلى وجود فيلم ترويجي له.

واجتمعت أكثر من 30 سيدة من مختلف الأعمار في ساحة جمعية "العطاء"، وجلسن على مقاعد بلاستيكية خضراء، وأمامهن جدران ملونة بعدة ألوان، ومجموعة أخرى بالوسط لأداء عرض مسرحي قصير من إعدادهن.

وكان العرض المسرحي عبارة عن نقاش لفتاة مع عائلتها حول حقها في التعليم، وعن مستقبل الفتيات في غزة.

وأوضحت المتحدثة عن البرنامج أنه كلما طالت فترة العرض المسرحي كلما كان ذلك مؤشرا على زيادة الثقة بالذات في الواقع، إضافة إلى زيادة دورهن كمدافعات عن حقوق المرأة.


وقالت "روافد" إن نشاطات مبادرة النوع الاجتماعي فيها باتت معروفة في المجتمع، وإن المشاركات قمن بأنفسهن بحملات الترويج، ويشاركن تجاربهن مع أصدقائهن وعائلاتهن وجيرانهن.

 وعلّقت حنان أحمد حول مشاركتها إنها تقدر تقديم الأونروا لنشاطات الصالة الرياضية مجاناً، واصفة ياها بـ"الرائعة"، مضيفة إنها ليست أولوية.

وقالت أحمد إنه لو كان على النساء أن يدفعن لتلك النشاطات فقد لا يأتين، لأنهن سيفضلن إنفاق الأموال على تعليم أطفالهن مثلاً.

وبينت "الأونروا" في تقرير لها أن الأعمال العدائية في صيف 2014 والحصار المستمر على غزة، كان له أثر عميق على الظروف الاجتماعية والنفسية فيها، وأنه أثر على الرفاه الاقتصادي وسبل العيش والأمن الغذائي للعائلات. 

وأضافت أن الصراع خلّف الكثير من النساء عرضة للعنف الأسري، وأن الاستراتيجيات لمواجهة ذلك انقطعت مع حالات النزوح. 

وقالت ساهرة السحار إحدى المشاركات، إن المجيء إلى الجمعية يساعدها على إزالة الضغط ومشاركة تجربتها، معلقة: "كنت متحسسة قبل المجيء إلى هنا، حتى أنني كنت متحسسة من الحديث في العلن، أما الآن أشعر بالقوة كل يوم وبدأت أدافع عن نفسي".

وقالت كل من سهى عدوان وزينب ضيف الله وساهرة السحار والمشاركات بفعالية في دروس التمثيل في جمعية "العطاء" المحلية "إننا نأمل من النساء في بيت حانون وغزة، الاستمرار في القتال لنيل حقوقهن في التعليم، ونأمل أن يقرروا البحث عن عمل، وأن يعبروا عن أنفسهن بدون خوف".

واعتبر مشروع المساحات الاجتماعية والترفيهية (SRS) واحدا من 5 أعمدة رئيسية لمبادرة النوع الاجتماعي التابعة لـ"الأونروا" المنفذة ضمن برامج المساواة بالفعل، والذي تم تنفيذه منذ عام 2008.

ومنح المشروع النساء والفتيات فرصا في بناء القدرات، ويتم تمويله بدعم من الحكومة النرويجية، أما الأعمدة الأخرى فهي دعم التعليم، تمكين المرأة اقتصادياً، بناء القدرات لمنظمات المجتمع المحلي، ومناهضة العنف ضد المرأة، وحتى اليوم استفادت من المشروع حوالي 115,000 امرأة.