الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة- أسيرات يجدن ضالتهن ويبثن أفراحهن وأتراحهن عبر السيكودراما

نشر بتاريخ: 06/12/2015 ( آخر تحديث: 06/12/2015 الساعة: 16:30 )
غزة- أسيرات يجدن ضالتهن ويبثن أفراحهن وأتراحهن عبر السيكودراما
غزة- معا- جمعتهن التجربة النضالية والسجن معاً في فترة السبعينات، تعاهدن على توطيد علاقاتهن الإنسانية طيلة حياتهن، شكلن دائرة مغلقة لأفراحهن وأتراحهن، لا احد يتمكن من خارج الدائرة التطفل على هذه الخصوصية، واقتحام عالمهن الخاص.

تحررنَ فيزيقياً من ظلمة السجن والسجان، ليواجهن سجناً آخر، لم يكن بأحسن حال من السجن الأول، لأنه فرض عليهن من قبل مجتمعهن، الذي لم ينصفهن ولو بالحد الأدنى، عانين من وصمة السجن كونهن إناث في مجتمع لا يزال ينظر للمرأة نظرة تشكيك ، وتنكر رسمي ومؤسساتي لحقوقهن المطلبية.

تمكنَ من خلال المساحات الآمنة، زاوية القراءة وتعزيز الذات، أن يجمعن شتاتهن، وغربتهن لتعطي هذه المساحة، فرصة لهن للبوح بالنذر اليسير من تجربتهن الاعتقالية، ومعاناتهن المجتمعية، فيما بعد التحرر الشكلي.

منهن من انحنى ظهرها بفعل عامل الزمن ومنهن من أصبحت تتكئ على عكاز يساعدها على نقل قدميها، ومنهن من غزا الشيب شعرها، ولكن رغم ذلك تجد أن حب الحياة والإصرار كان العامل المشترك بينهن، ما زلن يشاركن في الفعاليات الوطنية والمجتمعية غير آبهات باعتلال ووهن أجسادهن.

هؤلاء هن فيروز عرفة الأسيرة التي لم تتحرر بعد وفق وصفها، ولطفية اشتوي، هند أبو عمشة، كريمة الشرافي وغيرهن تحلقن حول دائرتهن المغلقة، يجتمعن أسبوعياً في مركز صحة جباليا، يتبادلن أطراف الحديث، الذي لا يخلو من ذكريات الماضي، وألم الحاضر وخشية المستقبل، حاولن بقدر يسير أن يكشفهن ما في خبايا نفوسهن من أفراح وأتراح وفق ما وصفته " فيروز عرفة".

وتقول عرفة:" التفريغ النفسي وتقنية السيكودراما التي نفذتها الأخصائية سها موسى ساهمت بشكل كبير في التخفيف عما اختلج في دواخلنا من هموم،" ضحكنا وبكينا معاً" وكأننا جسد وروح واحدة، بل نحن كذلك، كما كنا داخل معتقلنا، أفصحنا عن بعض مآسينا بعد التحرر، وصدمتنا بالمجتمع، الذي رسمنا له صورة أجمل مما رأيناه على أرض الواقع".

وتضيف بنبرة حسرة وتأسي على حال الأسيرات اللواتي لم يحظين بأدنى حقوقهن، منهن لم تمتلك ثمن وصفة طبية ، وأخرى لا معيل لها، وثالثة تعاني من ظروف اجتماعية صعبة، والقائمة تطول في مسلسل الإهمال المؤسساتي والمجتمعي لقضيتنا.

أحاول من خلال هذه المساحة أن نشكل شبكة أمان اجتماعي صغيرة، كي نبقى على الأمل داخلنا، ونواصل دربنا وندعم بعضنا، كي نستطيع أن نواجه نوائب الدهر سوية كبنيان مرصوص.

مديرة مركز صحة جباليا مريم شقورة قالت:" أن هذه الشريحة المناضلة من حقها أن تحظي باهتمام مؤسساتي، لذا فإن المركز سيقدم لهن خدمات نفسية صحية اجتماعية كأدنى حقوق لهن في المجتمع بعد التضحيات التي قدمنها وأفنَين فيها زهرات شبابهن من أجل الوطن".