الجمعة: 03/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

جمعة: لا يمكن إنهاء الصراع مع الاحتلال دون أن يأخذ بعده القومي والعربي

نشر بتاريخ: 12/01/2016 ( آخر تحديث: 12/01/2016 الساعة: 12:21 )
بيروت- معا- استضاف الحزب الشيوعي اللبناني في مقره في الواتوات في بيروت، اللقاء اليساري العربي السابع في لبنان تحت شعار "البديل اليساري العربي في مواجهة المشاريع الإمبريالية ‎والإرهاب".

وقال عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية عباس الجمعة، إن هذا اللقاء يكتسب أهميته الاستثنائية لسببين رئيسين، أولهما تزايد المخاطر والتحديات التي تواجه القضية الوطنية للشعب الفلسطيني، وذلك في الوقت الذي تزداد فيه مظاهر التضامن والتعاطف الدولي مع نضال الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة؛ وثانيهما بسبب الدور المميز الذي تلعبه القوى اليسارية العربية تجاه القضية الفلسطينية منذ نشأتها، والذي تمثل في الدعم الصريح والواضح لحقوق الشعب الفلسطيني ونضاله العادل ولتعزيز هويته الوطنية وتمثيله السياسي المستقل الذي جسدته منظمة التحرير الفلسطينية.

واشار الى ان هذا اللقاء يأتي في ظل الانتفاضة في فلسطين الذي يقودها شباب وفتيات فلسطين والاسرى والاسيرات في سجون الاحتلال، ونحن اليوم امام ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة التي شكلت موقعا متقدما ومركزيا في مواجهة الامبريالية الامريكية والاحتلال الاسرائيلي.

وقال الجمعة "نلتقي اليوم لنقف امام المستجدات السياسية في العالم العربي ، لنقول ان الشعب الفلسطيني ضاق ذرعاً بما سُمي عملية السلام الزائفة، ووصل لقناعة عميقة وشاملة بأنه ليس أمامه خيار إلا مواجهة هذا الاحتلال الغاشم، ولم يتبقَ أي رهان على حلول سياسية ثبت فشلها، في ظل استيطان وتهويد وسيطرة على كل شيء في القدس والضفة وحصار جائر لقطاع غزة ، لذلك لا خيار أمام شعبنا إلا مواجهته بكل الوسائل ، لان الاحتلال أعلن بوضوح أنه يرفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة، حيث قالها المجرم نتنياهو علناً وبالفم الملآن، ونحن نتطلع الى لقاءكم هذا من اجل دعم القضية الفلسطينية ، لأن لهذا اللقاء مؤشر ودلالة على أن هناك ما زالت القوى والاحزاب اليسارية العربية واحرار العالم يقفون إلى جانب شعبنا الفلسطيني، فالفلسطينيون بحاجة ماسة إلى هذا الدعم والإسناد للانتفاضة التي تشق طريقها نحو الحرية والاستقلال والعودة".

ورأى ان ما تتعرض له المنطقة العربية اصبح واضحا بعد ان لمسنا أوهام الربيع العربي وضرورات التواصل الثوري، بعد الانقلاب المفاجئ على إرادة الشعوب من قبل جماعة الإخوان المسلمين ووصولها إلى سدة الحكم في مصر وتونس ، حيث بات من الواضح أن حركات الإسلام السياسي وكافة القوى الرجعية والبورجوازية والمدنية (المدعومة من الامبريالية الأمريكية) يتحركون داخل حلقة دائرية تعيد إنتاج التبعية والتخلف السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي وتجدده بأساليب وشعارات متعددة ، في محاولة منهم للتهرب من تحدي الحداثة والنهضة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية الثورية والتقدم بالعودة إلى تراث انتقائي موهوم ، حيث استطاعت التيارات الأصولية إعادة زراعته وإنتاجه باسم وأوهام ما يسمى بــ" الربيع العربي " عبر شكل " جديد "من أنظمة الاستبداد والاستغلال الطبقي ، في قلب عفوية الجماهير الشعبية، ما يؤكد على أن الأساس في هذه الحركات هو دعوتها إلى معالجة القضايا المعاصرة، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، عبر منطق تراجعي، من خلال الدعوة للعودة إلى أصول الإيمان والاعتقاد، ورغم ما حصل وما تعرضت له هذه الجماعات في مصر وتونس ، الا ان الاوضاع تؤكد بأن ما يسمى بالربيع العربي لم يجلب للجماهير الشعبية العربية سوى مزيد من الاستبداد والاستغلال والتخلف ، والمزيد من تأثير القوى اليمينية وقوى الإسلام السياسي والسلفيين خصوصاً، ما يعني عودة أدوات الظلم والظلام بلباس جديد لإعادة تشكيل بلدان النظام العربي في إطار أشكال جديدة من التبعية للسياسات الأمريكية والنظام الرأسمالي العالمي من خلال القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية المؤثرة ، المعادية لتطلعات الشباب الثوري و جماهير الفقراء من العمال والفلاحين وكل المضطهدين، وهو أمر غير مستغرب عبر قراءتنا لدورها السياسي ومصالحها الطبقية.

وتابع " امام كل ذلك نرى ضرورة العمل على مواجهة المؤامرة الاستعمارية الإرهابية التي تتعرض لها دول المنطقة وخاصة سوريا والعراق وليبيا واليمن ومصر ولبنان ، بكل الإمكانات والطاقات للمخطط الإرهابي التكفيري المدعوم من قبل قوى الإمبريالية والصهيونية والرجعية ، والذي يتسبب في مجازر بشعة بحق الشعوب، وتهجير الملايين منهم إلى مختلف أصقاع الأرض هرباً من وحشية الغزاة والبرابرة الجدد بهدف إعادة رسم الخارطة السياسية للمنطقة العربية وتقسيمها إلى دويلات طائفية و إثنية وصولاً إلى خارطة سياسية جديدة تحقق مخططاتهم في إنهاء القضية المركزية للشعوب العربية وهي قضية شعب فلسطين".

ولفت ان التدخل الاسرائيلي في سوريا وخاصة عملية اغتيال المناضل القائد سمير القنطار الذي نفذها الاحتلال، مما يؤكد أن المعركة الأساسية، هي مع هذا الاحتلال الاسرائيلي الاستيطاني، الذي يوغل في عدوانه وغطرسته، منتهكا بالارهاب والاجرام والاغتيال كل القواعد والقوانين، ومستفيداً من أدواته الارهابية المتطرفة، التي تنفذ مشروعه الرامي الى قتل شعوبنا ، حيث باغتيال عميد الاسرى المحررين المناضل سمير القنطار، قائد عملية نهاريا البطولية ، عملية الشهيد القائد جمال عبد الناصر ، الذي واجه الجلاد الاحتلالي على مدى ثلاثة عقود بارادة الصمود وعزيمة المناضلين الأحرار، واستشهد على هذه الطريق، حيث نفتقد قامة وطنية وقومية مقاومة، تتطلب منا اعادة الصراع الى وجهته الحقيقية كونه صراع عربي صهيوني يستهدف كل دولنا وشعوبنا .

واكد على اهمية استنهاض كل طاقات اليسار العربي والقوى الديمقراطية والقومية العربية من أجل إعادة النظر في الخطاب السياسي، وصولاً إلى خطاب برنامج يستجيب لمعطيات وضرورات المرحلة الراهنة والمستقبل، الأمر الذي يتطلب إعادة تأسيس المشروع القومي التحرري الديمقراطي ، كفكرة مركزية توحيدية تلتف حولها الجماهير الشعبية في فلسطين وبلدان الوطن العربي ، وفي الطليعة منها الطبقة العاملة وكل الكادحين والفقراء والمضطهدين والمُستَغَلين العرب الذين سيمثلون روح هذه النهضة وقيادتها وأدواتها .