الثلاثاء: 21/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشهيد الاشقر طلب من والدته ان لا تزوره لانه سيزورها ويقضي مع طفله وزوجته العيد!

نشر بتاريخ: 25/10/2007 ( آخر تحديث: 25/10/2007 الساعة: 15:05 )
طولكرم- معا- سامي الساعي- الشهيد الأسير محمد ساطي الاشقر (ابو مجاهد) "23" عاماً من سكان بلدة صيدا شمال محافظة طولكرم شمال الضفة الغربية، هو الثاني من بين خمسة إخوة، كان من المفترض أن يطلق سراحه يوم 13-12-2007، أي بعد عامين من رحلة عذاب قضاها في سجون الاحتلال الاسرائيلي، آخرها سجن النقب الصحراوي، بتهمة إنتمائه لحركة الجهاد الاسلامي.

محمد وبعد عملية حساب بسيطه علم ان إطلاق سراحة يصادف مع حلول عيد الاضحى المبارك، فبعد ان زارته والدته ثاني ايام عيد الفطر، قال لها "لا تأتي يا أمي لزيارتي مرة أخرى.. بل سآتي انا اليكم هذه المرة لأعيد بينكم، وجهزوا الاضحية لنذبحها سوياً" فلم يكن يعلم ان السجان يتربص له وسيحرمه من لقاء احبته وذويه ووالدته الصابرة.

هكذا حدثتني والدة الشهيد الاشقر "ام لؤي"، وهي تجلس في ساحة بيتها برفقة جمع من النسوة، ينتظرن وصول جثمان الشهيد لإلقاء نظرة الوداع عليه، مضيفةً انه وبإستشهاد محمد تكون قد خسرت الكثير في حياتها وربحت في المقابل الكثير، خسرت جسد وقلب وحنّية وعطف محمد، وكسبت شفاعته يوم لقاء ربها.

وعن كيفية تلقيها نبأ إستشهاده تروي ام لؤي "لم أكن في البيت حينها، كنت أقطف الزيتون برفقة زوجي واولادي، فحضر ابني لؤي إلينا وأخبرنا أن محمد أصيب في أحداث سجن النقب، مضيفاً أن مكتب الصليب الاحمر اتصل به وابلغه ان تصريح زيارة له في المستشفى قد صدر من قبل الجانب الاسرائيلي، وهو فقط لوالدة الاسير محمد ولزوجته "ام مجاهد" ووالدة زوجته "حماته" رافضين إستصدار تصريح زيارة لوالدة.

وعند وصول من صدر لهم تصريح زيارة الى الصليب في طولكرم، سألت ام لؤي موظفي مكتب الصليب عن وضع ابنها الاسير الجريح، إلا انها لم تتلق اجابة شافية عن وضعه، حيث اوضح لها الموظفون انهم لا معلومات لديهم عن وضعه الصحي، وانهم فقط يعلمون انه في المستشفى يتلقى العلاج.

وتضيف والدة الشهيد الاشقر "ام لؤي"، وعندما وصلنا إلى المستشفى التي يتواجد فيها ولدي محمد، حاولنا سؤال الاطباء هناك عن وضع ابني الصحي، وحول اصابته، إلا ان أي احد لم يعطنا إجابة او ايضاحات، وفقط اكتفوا بالقول انه يتواجد في الغرفة يتلقى العلاج وان لدينا فقط نصف ساعة لرؤيته، رافضين ان ندخل سوياً بل كل واحد على إنفراد.

وتقول ام لؤي "وصلنا إلى الغرف التي كان فيها، حيث دخلت أنا في البداية، مشيرةً ان اسلاك و"برابيش" انابيب كثيرة كانت تملأ جسمه العاري تماماً، وانه كان مقيداً من اليدين والقدمين، رغم انه فاقد الوعي، وعند إقترابي منه وضعت يدي على جسمه، كان باردا جدا، فطلبت من الممرضات بإحضار غطاء له، وقمت بتغطيته إلا ان جسمه بقي بارداً ولم يتغير شئ، شعرت حينها بالألم، وايقنت انه سيلاقي ربه، وابلغت زوجته بهذا الشعور".

واوضحت ام لؤي انها لم تتمالك نفسها، وبدأت بالصراخ والبكاء بشدة خارج الغرفة، إلى ان حضرت طبيبة قالت انها هي من أجرت له العملية الجراحية، والتي قالت ان دماغ محمد تعرض لضربة شديدة جداً، وان دماغه لا يستجيب نهائياً " لكنها لم تقل ما هو السبب الرئيسي وراء الإصابة.

وبعد رؤيته من قبل والدته وزوجته وحماته، طلب الحراس الذين يقفون على البوابة وعددهم "اربعة مدججين بالسلاح" ان نغادر جميعاً المستشفى، فطلبت منهم ان ابقى انا والدته، إلا انهم رفضوا بشدة، فخرجنا ثلاثتنا وهممنا بالعودة الى طولكرم.

وتضيف ام لؤي، وعند وصولنا الى البيت في بلدة صيدا بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً، كان خبر إستشهاد محمد ينتظرنا هناك، فقد سارعت المحطات الإخبارية بنشر خبر إستشهادة متأثراً بجراحه الخطيرة.

وختمت ام لؤي "قلبي يعتصره الالم الشديد، فقبل محمد خرج لؤي من السجن العام الماضي بعد ان اصيب بالشلل النصفي جراء اصابته قبل الاعتقال، وبسبب التحقيق الوحشي من قبل الاحتلال، وابني الثاني " أسيمر " مطارد من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي لنشاطه في كتائب شهداء الاقصى، ولم اراه منذ فترة، وها هو محمد يغادرنا الى رب العالمين " لنكتسب شفاعته يوم القيامة ان شاء الله".

الجدير بالاشارة ان الشهيد محمد ساطي الاشقر ترك خلفه ابنه البكر مجاهد البالغ من العمر 3 سنوات، له من الإخوة لؤي 31 عاماً اعتقل لعدة مرات على يد قوات الاحتلال الاسرائيلي آخرها سنتان خرج بعدها مصاب بالشلل جراء الإصابة التي تعرض لها قبل الاعتقال والتعذيب الوحشي من قبل المحققين، وأسيمر البالغ من العمر 24 عاماً وهو أحد نشطاء كتائب شهداء الاقصى ومطارد من قبل الاحتلال، نور الدين البالغ من العمر 21 عاماً، وعز الدين البالغ من العمر 14 عاماً.

وله من الاخوات سهاد 32 عاماً، سائدة 28 عاماً، هبة 26 عاماً، شروق 19 عاماً، تسنيم 17 عاماً.