الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الموت يغيب رئيس جمعية أصدقاء المريض في الخليل د. حافظ النتشة

نشر بتاريخ: 08/11/2007 ( آخر تحديث: 08/11/2007 الساعة: 22:16 )
الخليل - معا - بعد حياة طويلة مليئة بالاحداث حافلة بالعطاء والعمل الدؤوب في حقل الطب والمساعدة الانسانية وبعد مرض ألم به قبل نحو اربعة اشهر أسلم الدكتور حافظ عبد النبي النتشة الروح لبارئها مساء امس عن عمر يناهز ثلاثة وثمانين عاماً .

البطاقة الشخصية :

الدكتور حافظ عبد الغني عبد المغني عبد النبي النتشة من مواليد مدينة الخليل عام 1924 تحديداً في حارة السواكنة في منطقة الزاهد أب لأربع بنات وخمسة أولاد حاصل على بكالوريوس طب وجراحة/ كلية القصر العيني جامعة القاهرة /خريج ديسمبر سنة 1951 بدرجة امتياز عمل في مهنة الطب منذ سنة 1951، عمل رئيسا لمستوصف الإخوان المسلمين في الخليل لمدة 26عاما ، من أوائل المؤسسين لرابطة الجامعيين سنة 1953، كان عضوا في المجلس البلدي لمدينة الخليل عام 1954 ونائبا في مجلس النواب الأردني عن حركة الاخوان المسلمين بين الأعوام 1956 حتى 1961 وعمل أيضا في الدورة الثانية من عام 1967 إلى أن فك الارتباط عام 1988.كان عضواً في الوفد الفلسطيني في هيئة الأمم المتحدة برئاسة احمد الشقيري عام 1963 ومن المؤسسين لجمعية أصدقاء المريض في الخليل في العام 1976وعمل بعدها رئيسا للمستشفى الأهلي الذي كان ثمرة من ثمرات الجمعية ، كما كان عضواً في مجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية في القدس منذ عام 1982.

حياة حافلة بالعطاء :

انتمى الدكتور حافظ لحركة الاخوان في العام 1953 م عندما عاد الى فلسطين على الرغم من إنه درس في مصر وهي الدولة الأولى التي أسست فيها حركة الإخوان المسلمين إلا إنه لم ينتسب لها في مصر بل انتسب لها في الخليل وفي بداية الخمسينيات أسس مع اخوانه مركز الإخوان المسلمين وكان موجودا في شارع الإخوان المسلمين وكان عبارة عن مبنى مكون من طابقين وست غرف وكانوا يقومون فيه بكافة فعالياتهم ومنه ينطلقون أما بالنسبة لنشاطهم الدعوي فقد كان عبر نظام الأسر المعتمد في الحركة حيث كانوا بشكل مجموعات تتلقى الدروس الدينية وكل مجموعة مؤلفة من ستة أشخاص بالإضافة للمسئول عن المجموعة وكانوا يقدمون برنامجا تربوياً علمياً وبيئياً مميزاً يعتمد على المواعظ ودورات تحفيظ القرآن وأحكام التجويد والدروس من خلال المساجد .

وكانوا يقدمون الخدمات والمساعدات العينية للأعضاء المنتسبين والأسر المحتاجة على حد سواء فكانوا يفرضون رسوم اشتراك غير محددة على الأفراد كلٌ حسب استطاعته وكانت هذه الرسوم تسخر في خدمة العامة ، وكانوا يقدمون أيضاً خدمات إنسانية أخرى مثل العلاج والتطبيب حيث افتتحوا مستوصف في بناية الدبويا (المعروف حاليا بالبؤرة الاستيطانية بيت هداسا) وكانوا يأخذون من المواطنين كشفية رمزية ويقدمون لهم العلاج برسوم بسيطة جدا وقد كان د-حافظ مسئولاً بشكل مباشر عن مستوصف الإخوان المسلمين منذ عام 1954 وحتى عام 1982 وهي السنة التي قام فيها بعض من نساء المستوطنين باقتحام المبنى والاستيلاء عليه فيما بعد وكان يدعم المستوصف عدد من رجال و وجوه الخليل والمتبرعين وأصحاب الخير.

و قد أصبح د. حافظ عضواً في مجلس بلدية الخليل المكون من ثمانية أعضاء وذلك بالتزكية للدورة (3/10/1955-16/1/1959) لكنه أعلن استقالته في 16/1/1956 بسبب نجاحه كعضو في مجلس النواب الأردني ، وقد كان من اوائل الشخصيات الاخوانية التي اقتحمت قبة البرلمان الاردني فقد كانت رؤية الإخوان حينها بأن الإخوان المسلمون حركة لها حضورها وبرنامجها وترتيبها قادرة على إحداث التغيير أو على الأقل الوقوف في وجه الباطل كما أنهم إذا لم يدخلوا البرلمان سوف يدخله غيرهم وسيصعدون على ظهورهم وسيطمسون وجودهم و في عام 1958 قام د- حافظ بدور المراقب العام للإخوان على مستوى فلسطين .

وقد كان للدكتور حافظ فرصة الالتقاء بالشهيد حسن البنا ضمن وفد من الطلبة الفلسطينيين إبان مجزرة دير ياسين وقد ذهبوا إليه للاسترشاد و فوجئوا بأنه يعرف عن تاريخ الخليل أمور كثيرة كانوا يجهلونها وقد قابلوه وقتها في المركز العام للإخوان المسلمين و كان هذا المركز يعمل كخلية النحل يقوم بتجميع الأسلحة من الأرياف ومن ثم يتم إرسالها إلى فلسطين، كما لقي الكثير من الشخصيات الاسلامية خلال حله وترحاله .

وقد وجه رحمه الله لشباب الإخوان رسالة دعاهم فيها للتمسك بالثوابت التي أنشئت الحركة لأجلها وذكرهم بقول الله سبحانه (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) و 'واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذا كنتم أعداء فألف بين قلوبكم')، و بأن عليهم أن يركزوا عملهم في البناء والتأسيس وتقديم الخدمات و أن يحرسوا ذلك كله بالتقوى والعبادة .

رحم الله حافظ الحافظ لعهد الله واسكنه فسيح جناته وحشره مع الانبياء والصديقين والشهداء وحسن ألئك رفيقا.