راي اخر --عاصفة جدلية بقلم / فتحي براهمة
نشر بتاريخ: 30/11/2007 ( آخر تحديث: 30/11/2007 الساعة: 22:35 )
بيت لحم - معا - قرار وزيرة الشباب والرياضة المتضمن حل اتحاد الكرة والاعلان عن لجنة تحضيرية ، جاء بمثابة الحبكة الابداعية التي يحرص مخرجوا الافلام السنمائية على تتويج فكرة الفلم بها ، لانها تمثل نقطة الذروة والتشويق للاعمال الفنية ، لذلك جاء القرار كالعاصفة القوية التي قلبت كافة المعايير ، بل واعاد ذاكرة القراء والرياضيين للنبش عن ماهية وحقيقة المثل القائل ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) واذا ما تفحصنا بتعمق في ماهية ومكنونات ومضامين القرار فاننا سنلمس عدة نقاط لا بد من توضيحها من خلال صاحبة المعالي وليس من اي طرف متطوع من باب التملق او مسح الجوخ ، وقد يحاول البعض هنا احتساب رايي على طرف من اطراف معادلة الصراع السلطوي على كراسي الاتحاد ، لكنني اجزم بقوة انني لست كذلك ، على اعتبار ان تجربتي في رحاب صاحبة الجلالة علمتني ان اكون حياديا في تناول قضايا الشان العام سواء رياضية كانت ام سياسية اواجتماعية ، فالنقد الصحفي هو امانة ومسوؤلية اخلاقية وليس اصطفاف خلف طرف او محابة طرف على حساب اخر ، من هنا لابد من الاشارة لعدد من الملاحظات والتي كان من الواجب الذي تفرضة النزاهة والشفافية والمسوؤلية الاخلاقية والوطنية تلافيها لدرء التهم او الشك للحظة ان معاليها منحازة لطرف على حساب اخر، وخاصة ان الوزيرة كانت قد نبهت خلال لقائها رئيس بلدية اريحا وممثلي الحركة الرياضية لخطورة ان يحسب المرء على طرف من اطراف المعادلة الرياضية الفلسطنية والتي هي ترجمة وانعكاس للحال الفلسطني العام والمعقد ، ومن باب التذكير ليس الا :
* لماذا لم يراعى في اجتماع العمومية ضرورة حضور روؤساء الاندية او من ينوب عنهم ، لانة من الاولى لهؤلاء اذا كانوا غير قادرين على اداء مهاماتهم ان يتركواهذة المواقع لمن يريد العمل ، دون الاكتفاء بالتفويض او الانابة
*- لماذا حرص احد كبار موظفي الوزارة ان يكون حضورة قويا وفاعلا ليس كموظف بل انما كمفوض من اكثر من 25 نادي ، مما يتعارض مع دورة كموظف حيادي
* لماذا حرص البعض على تقنين مداخلات الاخرين ومصادرة حقهم في التعبير وابداء وجهات نظرهم في موضوع الاتحاد، واصرواعلى فرض وتعميم راي احادي ينسجم مع ارائهم وموقفهم من اعضاء الاتحادالمحلول
* اذا كان عدد الحضور في قاعة مسرح بلدية اريحا لم يتجاوز الستين شخص بما فيهم السائقين والصحفيين والمرافقين ورجال الشرطة فاين النزاهة في احتساب النصاب القانوني
جملة من الملاحظات التي حرص الاعلاميين على تسجيلها ليس من باب المنكافة او تسجيل المواقف او الانتصار لطرف على طرف ، بل انما تسجيلا للامانة والمسوؤلية الصحفية التي تفرض علينا قول الحقيقة دون غيرها
فقرار وزيرة الشباب القاضي بحل الاتحاد بالرغم من هذة الملاحظات كان يحمل في ثناياه العديد من الايجابيات وفي مقدمتها فتح باب النقاش على الغارب امام الراي العام الرياضي في الشارع الفلسطني للتعرف على خفايا الوضع الرياضي وللوقوف على حقيقة ان الحركة الرياضية دون غيرها مرهونة بالتجاذبات والصراعات المتعارضة والتي تتجاوز في كثير من الاحيان مباديْ واخلاقيات العمل الرياضي ، والذي يدفع ثمن صراعاتنا وربما نقودة الى الانتحار على ( مذبح الانا )، والتي تدفعنا في سبيل الجلوس على كرسي المسوؤلية افراز اسواء ما في داخلنا من غرائز غير انسانية