السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

وزارة الصحة تحذر من نفاد الأدوية وعدم علاج بعض الأمراض بسبب الحصار المفروض على غزة

نشر بتاريخ: 28/09/2005 ( آخر تحديث: 28/09/2005 الساعة: 13:09 )
رام الله - معا - حذرت وزارة الصحة اليوم الأربعاء من نفاذ مخزون الأدوية وعدم وجود علاج لمرضى السرطان، وأمراض الدم واللوكيميا، بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ انسحابها من مستوطناته في 12 أيلول- سبتمبر الجاري.

وأوضح الدكتور معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة، في بيان صحفي أصدرته الوزارة، أن مليون وأربعمائة ألف مواطن من أبناء شعبنا في قطاع غزة يعيشون في سجن كبير، مشيراً إلى إغلاق جميع بوابات القطاع في رفح وفي بيت حانون، وأن المفتاح بحوزة الحكومة الإسرائيلية.

وأشار الدكتور حسنين إلى أن وزارة الصحة، وضعت خطة لمجابهة مثل هذه الظروف وأن لديها جاهزية عالية، لكن بسبب الحصار المحكم الذي تفرضه قوات الاحتلال فإن مخزون الأدوية آخذ بالنفاذ بسرعة، ولا يوجد كذلك في غزة علاج لمرضى السرطان، وأمراض الدم واللوكيميا.

وأشار الدكتور حسنين إلى تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي من نوع إف 16 بكثافة في سماء محافظات قطاع غزة وعلى ارتفاعات منخفضة بين الفينة والأخرى، واختراق الطائرات لحاجز الصوت، مما يحدث أصواتاً مزعجة تقض مضاجع المواطنين الآمنين في بيوتهم، إضافة إلى الغارات الحقيقية والوهمية وإطلاق البالونات الحرارية، وما يصحب ذلك من تحليق طائرات الاستطلاع بدون طيار.

ولفت د. حسنين، إلى أن قوات الاحتلال تتعمد شن تلك الغارات الوهمية عند بدء ساعات النوم لدى الأطفال والنساء وربات البيوت، وكذلك عند بدء الدراسة بالفترة الصباحية، وعند الخروج من المدرسة وبدء الفترة المسائية، وعند ساعات الفجر.

وأشار إلى أن تلك الغارات، أدت إلى إصابة 70 مواطناً بجروح في كافة محافظات قطاع غزة، جراء كسر الألواح الزجاجية وسقوطها فوقهم، وسقوط البعض على سلالم العمارات أثناء تدافعهم للاحتماء من القصف.

وأوضح د. حسنين، أن تلك الأصوات القوية الناجمة عن الغارات الوهمية، تؤدي إلى اضطرابات نفسية شديدة، وإرهاق وصداع عند الأطفال في مرحلة الحضانة والروضة والصفوف الابتدائية، بسبب الخوف الشديد عند سماع تلك الأصوات، الذي يؤدي إلى الهلع والبكاء الشديد والتبول اللاإرادي.

وأشار إلى أنه من آثار ذلك القصف أيضاً، الإقبال الشديد على الصيدليات لتناول المهدئات والفاليوم بكافة أشكالها وكل أنواع علاج الاضطرابات النفسية والعصبية، وزيادة زيارة بيوت المعالجين بالقرآن والطب البديل، وخاصة علاج الخوفة لدى الأطفال.

وأكد د. حسنين على زيادة زوار الوحدات النفسية، ومستشفى الطب النفسي، وكذلك برنامج غزة للصحة النفسية، حيث تحولت تلك المراكز التي كانت تشهد حالة سكون وهدوء، إلى وحدات علاج نفسي للطوارئ.

وقال د. حسنين إن ما يقارب من 35 مريضاً من أبناء شعبنا يحتاجون لعلاج عاجل لا يتوفر لهم هنا ويجب نقلهم إلى مستشفيات داخل أراضي 48 والضفة الغربية، ولكن قوات الاحتلال الإسرائيلي منعتهم من الدخول عبر معبر بيت حانون "إيرز".

وأوضح د. حسنين، أن وزارة الصحة توجهت إلى الجانب الإسرائيلي لتوفير كافة التسهيلات لسفر هؤلاء المرضى ووصولهم للمستشفيات لتلقي العلاج، إلا أنها لم تتمكن من الحصول على التصاريح، وما زال المعبر مغلقاً ولا يسمح لأي مريض بالدخول.

وناشد د. حسنين المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والصليب الأحمر ومؤسسات حقوق الإنسان لتوفير وسائل نقل وتنظيم دخول هؤلاء المرضى للمستشفيات الإسرائيلية.

كما ناشد د. حسنين، المستشفيات الإسرائيلية والعاملين في مجال حقوق الإنسان وخاصة العاملين في أقسام السرطانات وأمراض القلب، برحمة مرضانا، والضغط على الحكومة الإسرائيلية للسماح لهم بتلقي العلاج في الدول المجاورة.

وطالب د. حسنين كافة المؤسسات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان والأطفال، الوقوف إلى جانب الوزارة في علاج الأطفال والمرضى النفسيين والحالات المرضية المستعصية من أبناء شعبنا.